|
نتفق مع أولئك الذين كانوا فريسة سهلة لمن أوقفوا ضمائرهم وعلبوا رؤوسهم على ما يتم اختصاره بمصطلح الإرهاب أو الإرعاب بعبارة أصح وأدق، نتفق معهم أن الإسلام محارب ومستهدف بتجريده من نبُله وقيمه وأولها إنسانيته، وبتشويهه، وتدميره بفتنة وقودها أبناؤه، وأن العرب هم المستهدفون بذلك قبل غيرهم من أمم الإسلام.
ونطلب من أولئك الإرهابيين أو الإرعابيين أو المتطرفين ـ المعلبة عقولهم ـ أن يتفقوا معنا إن كانت لهم بقية من عقل أو ضمير أن تلك المؤامرة الخبيثة المشار إلى ما تستهدف الإسلام به، لم تنجح إلا بهم ومن خلالهم أو منذ كانوا أداة جسدية ومادية «مالية» لتنفيذ هذه المؤامرة أو الاستهداف المشار إليه.
ما أكثر الأدلة على ذلك، ولن نشير إلى التدمير والخراب والذبح للبشر وإحراق الجثامين في سورية والعراق، وليبيا، واليمن.. ولنقف أمام جريمة هزت الأرض اليمنية قبل ضمائر أبنائها الشرفاء، هي جريمة تفجيرات رداع « المفخخة الجبانة» وقتل وجرح العشرات من المواطنين وتلميذات مدرسة الخنساء بتلك الصورة الأكثر بشاعةً وحقداً وعدوانية.
هناك وسائل إعلامية تنطلق من معاداتها للإسلام والتشويه بالمسلمين ديناً وفكراً ومنهجاً، تلك الوسائل التي وجدت في جريمة اختطاف أكثر من مئتي طالبة في نيجيريا على أيدي منظمة بوكو حرام «الإسلامية» وتزويجهن وبيعهن.. مادة خصبة للإساءة إلى الإسلام والمسلمين والتحريض عليهم، ها هي تجد طُعماً جديداً، أو زاداً أو مادة إضافية من خلال جريمة قتل وجرح فتيات رداع وتلاميذ باكستان الذين تسلق القتلة مدرستهم ليقتلوهم في فصول الدراسة، وهل من المصادفة أن يتم تنفيذ العمليتين في يوم واحد؟!!
فمن المتسبب في ما سيلحق بالإسلام والمسلمين من نهش وتصوير بشع لعشرات السنين، بل لقرون قادمة جراء ما حدث ويحدث من أفعال مشابهة.
لن نقول لمن يقدمون على تلك الأعمال الإجرامية المجردة من الإنسانية « منفذين ومخططين وممولين» لن نقول لهم يا إخوتنا في الدين، ولا يا إخوتنا في الله، ولا يا إخوتنا في الإنسانية، ولكن نقول لهم يا نظراءنا في الخلق « داخل اليمن وخارجه» ننصحكم لوجه الله، وحرصاً على الإسلام ورسوله ومن والاه، أن تكفوا عن ذلك أو تلك الأفعال الدموية التي تتبرأ منها كل الديانات والمِلَل والنِحَل، إن كانت لكم قضية أو مظلمة أو مطلب تحرري، أو ما شئتم أن تسموه، فإن ما تفعلونه من أجله وفي سبيله، لم يفعله غيركم عبر التاريخ، لا المسيحي ولا البوذي ولا الهندوسي ولا اللا ديني.. لقد حمل السلاح الأمريكي والإيرلندي والفيتنامي والكمبودي والصيني والهندي، وغيرهم من أجل قضايا وشعارات رفعوها، فلم يخطفوا ولم يقتلوا ولم يفجروا تلاميذ صغار، أو يذبحوا بالسكاكين أسراهم، ولم يحرقوا أو يخرجوا أحداً من قبره، ولم يفجروا تجمعاً أو مصلين أو معزين.. إلخ...إلخ
فلماذا يقدم من يقدم على مثل تلك الأعمال التي صرنا نكتوي بنارها، كما حدث في حضرموت أو رداع «المحتلة من أبنائها عند بعض الوسائل الإعلامية» التي تُضحكنا بطريقة المتنبي رحمه الله.
إنها أعمال لا تخدم إلا من يريد تشويهاً بالإسلام، ودماراً بالمسلمين، وإساءة لرسول بُعث لإتمام مكارم الأخلاق.
ليتخيل أحدكم أن بين التلاميذ القتلى أو المخطوفين من هو ابنه أو ابنته أو شقيقته.. وهل تتفقون معنا أن أعداء الإسلام والمتربصين به لم ينفذوا إلا من خلال ما تندفعون إليه من غير هُدى ولا يسعنا إلا أن نقول: أمرك يا الله.
فلا يبلغ الأعداء من عاقل
ما يبلغ الأحمق من نفسه
شيء من الشعر
يا أم بلقيس، علامَ البكا
فالقتل أضحى سلعةً رابحة
إن تسألي عنا.. فأوجاعنا
على ضريح، تقرأ الفاتحة
وفي مجاري دمع أحزاننا
يغتسل النادب والنائحة
ومطربُ السهرة يشدو على
إيقاع طبل «الدول المانحة»
في الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:38:44 ص