|
مع الإقرار أن ثمة من يتفق أو يختلف مع منطلقات وأهداف خطابات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خلال الفترة المنصرمة إلا أن العديد يقر بأهمية الرسالة التي وجهها السيد مؤخراً إلى اللجان الثورية والشعبية التي تسيطر على أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية بشأن ضرورة تمسك هذه اللجان بالضوابط المحافظة على السكينة العامة والسلم المجتمعي وعدم اتاحة الفرصة أمام القوى التي تحاول اعطاء انطباع سلبي عن أداء مهام هذه اللجان ومسؤولياتها التي تقوم بها في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن.
وبالطبع فإننا نفهم المرامي والنوايا الصادقة التي تنطلق منها هذه الرسالة خاصة لجهة التأكيد على ضرورة مكافحة واجتثاث الفساد الذي عشش داخل كثير من مؤسسات ومرافق الدولة وقتل كل الاحلام لعقود طويلة، فضلا عن التأكيد على استمرارية العمل المخلص من أجل محاصرة رموزه وقنواته.. ونفهم كذلك حرص السيد على تخصيص اللجان الشعبية والثورية بهذه الرسالة وفي هذا التوقيت تأكيدا لتطبيق مضامين اتفاق السلم والشراكة وبأن تكون هذه المشاركة فعالة وبناءة في إطـار الحفاظ على مكتسبات تجـربة التحـول الديمقراطية وإنجـاز ما تبقى من مهام الفترة الانتقالية وصولاً إلى الوضع الدستوري الطبيعي.
في تقديري المتواضع، إن هذه الرسالة التي يوجهها السيد إلى أنصاره وما فيها من ملاحظات جوهرية لتشخيص بعض السلبيات التي أثرت على أداء هذه اللجان فإنها تعد –كذلك- تحولا في إعادة التفكير وعلى نحو متفاعل تجاه التحديات الماثلة أمام تماسك المجتمع وبنيته المؤسسية.. وهو الأمر الذي يقود حتما الحوثيين إلى التعاطي الايجابي مع كافة المكونات السياسية في المجتمع باعتبارها شريكة في العملية السياسية لهم من الشراكة في المسؤولية ما عليهم من الواجبات والالتزامات الوطنية التي تقتضي تعزيز أواصر الثقة ونبذ بواعث الكراهية والاحقاد.. فضلا عن الاصطفاف الفاعل لمواجهة تحديات المرحلة بكل تفاصيلها وجزئياتها.
وإجمالا فإنني كمراقب، أتوقع أن تتبلور خلال الأيام المقبلة رؤية أكثر تصالحية من قبل أنصار الله تجاه مختلف القوى السياسية على الساحة الوطنية انطلاقا من الادراك الواعي بأن اليمن لا يحتمل مزيدا من الفرقة والانقسام وبأن استحقاقات الراهن والمستقبل بحاجة إلى تضافر مختلف مكونات المجتمع وفي مقدمتهم جماعة أنصار الله الذين يضطلعون بحفظ الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة منذ ما بعد أحداث 21سبتمبر المنصرم.
ومن هنا أيضا تكمن أهمية قراءة واستيعاب الخطاب الحوثي بمعزل عن أي من الاحكام المسبقة أو القراءات المجتزأه لتوجهات الجماعة المطالبة -كذلك- بتصحيح جانب من هذه الإشكاليات القائمة والتي لا ينكرها أحد.
المهم أن يأتي هذا التعاطي الايجابي للقيادة الروحية والسياسية لجماعة أنصار الله مع استحقاقات المرحلة مفعماً بالتفاؤل ويكرس لغة الشراكة جنبا إلى جنب مع كافة القوى من أجل بناء نهضة اليمن أولا وأخيرا.
في الإثنين 29 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:44:06 ص