|
مع ولوج عام جديد , تمتزج مشاعرنا وتطلعاتنا لتشكل خليطاً من التفاؤل الخجول والتشاؤم المفرط الذي مهما بلغ سقفه لا يجب أن ينسينا التمسك بخيط الأمل مهما كان رفيعاً .
آخر أيام العام المنصرم 2014 تمخضت أربعاءً أسود رسمت قتامته تلك العملية الانتحارية الارهابية الوحشية التي وقعت بالمركز الثقافي بمدينة إب وحصدت أرواح العشرات فضلاً عن ضعفهم من الجرحى, وهي عملية بطبيعة الحال جاءت امتداداً لسلسلة عمليات ارهابية لم يبق معها شبر من جسد الوطن إلا وأصيب بعبواتها الناسفة أو أحزمتها الناسفة أو سياراتها المفخخة .
وطننا يدمر تحت وقع ضربات التطرف , وشعبنا يدفع فاتورة باهظة الثمن بسبب المواجهات المستمرة بين قوى العنف سواء كانت قوى التطرف أو قوى التدمير الطائفي الذي ينخر في جسد الهوية الوطنية ويسير بها الى الهاوية ما لم يكن للعقلاء موقف يتدارك الامور قبل فوات الأوان وما لم تستعد الدولة عافيتها وتستعيد سيطرتها على الوضع في البلد .
العام الماضي وبحسب المراقبين كان عام الحوثيين الذين انتقلوا من موقع الدفاع في صعدة الى موقع الهجوم ومواجهة مراكز قوى قبلية وعسكرية ودينية و تمددوا الى محافظات أخرى جبلية وساحلية , ويبدو أن استمرارهم في مسار التمدد والانتشار سوف يحول تلك الانتصارات الى خسائر وأيضاً سيؤدي الى أن يفقدوا بريق المشروع الذي قالوا أنهم يحملونه.
وعليه نتمنى من الحوثيين أن يجعلوا من العام 2015 شاهداً على أنهم أصحاب مشروع وطني وأن لديهم الرغبة في الاندماج في المجتمع كحركة سياسية والاندماج في مؤسسات الدولة كتيار إصلاحي نهضوي وليس تياراً تقاسمياً وتحاصصياً.
وبهذه المناسبة عليهم أن يدركوا ان تعز لها طبيعة خاصة فكرية وسياسية واجتماعية وثقافية وأيضاً تركيبة قبلية عشائرية أكبر من مجرد مناصرين في حي معيّن أو حارة محددة ..تعز تعيش 2015 وليس 1955 ..واللبيب بالاشارة يفهم .
alhayagim@gmail.com
في الجمعة 02 يناير-كانون الثاني 2015 08:46:44 ص