|
على الرغم من مضي قرابة خمسة أيام على الجريمة النكراء التي ارتكبتها بدم بارد قلوب معجونة بالحقد وأيادٍ ملوثة بالدم في المركز الثقافي في مدينة إب لايزال وقع هذه الجريمة البشعة التي تستنكرها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية قوياً وأليماً وجارحاً، بالنظر لما تركته من رقعه حزن على قلوب اليمنيين جميعاً خاصة وهم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف وحلول العام الميلادي الجديد.
وتأتي هذه الجريمة الشنعاء في إطار مخطط دموي كبير يسعى جاهداً لإذكاء نار الفتنة وإطفاء كل شموع الأمل التي تتوهج وسط حلكة من السواد جراء المماحكات السياسية بين الأطراف المعنية بالأزمة الراهنة.
وأجدني في هـذه الأجواء الملبدة بسحب الفتنة استذكر تلك النجاحات التي حققها اليمنيون وهم يتجاوزون أسر تلك الصراعات والمحن في تاريخهم الحديث وذلك باعتماد لغة العقل والحوار وروح المصالحة، خاصة وأنه ليس ثمة فوارق جوهرية بينهم كما هو الحال في الحالتين العراقية والسورية.
ومن باب التذكير ليس إلاّ، فقد أنهت ثورة سبتمبر مطلع ستينيات القرن المنصرم حالة العداء بين الصفين الملكي والجمهوري بتوقيع المصالحة الذي حدث بعد ذلك في مؤتمرات خمر وعمران وغيرهما.
ولا ننسى أيضاً التذكير بالشرخ الذي وقع داخل الصف الجمهوري نفسه ودخول أعضائه في معارك هامشية وجانبية كادت تعصف بالتجربة كلياً.. وهو الأمر الذي يمكن قياسه على الحروب الشطرية التي توجت باتفاقية الوحدة مطلع التسعينيات.. وها نحن اليوم ونحن نخوض غمار التحول السياسي والانتقال إلى الحكم الاتحادي الديمقراطي تبرز هذه التحديات الخاصة في إطار التجاذبات السياسية وارتفاع «ترمومتر» الجرائم الإرهابية والمحاولات اليائسة لإفراغ التجربة من مضامينها.
ولا شك أننا أحوج ما نكون اليوم إلى تمثل تلك الدروس والتجارب بكل مراراتها خاصة وأن ثمة محاولات لجر اليمنيين إلى مربع الاحتراب والفتنة حتى لا نتمكن من الوقوف مجدداً على حجم الكارثة التي تنتظرنا ما لم نسارع جميعاً إلى نزع فتيل اشتعالها سريعاً.
في الأحد 04 يناير-كانون الثاني 2015 08:51:06 ص