|
لن يقتنع "القاعدة" حتى لو عملت له في كل مديرية " ملا عمر "
نحن قبائل بكيل أكراد اليمن والمستفيدون من حاشد 10 أشخاص فقط
في جلسات مجلس النواب, يكون لحضوره طابع خاص وأسلوب نقاشه للقضايا يخلق جدلا واسعا يميزه عن باقي النواب, وهو صريح وجريء الى حد مهاجمة حزبه الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وهو قيادي فيه وينتقد أخطاء الحكومة ويتهمها بالفساد, حماسه للرئيس علي عبدالله صالح ولبقائه في الحكم لا حدود له وان اختلف معه على سياسات حكومته, ولا يخفي في الوقت ذاته تأييده لترشح نجل الرئيس العميد " أحمد " قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة لمنصب رئيس الجمهورية مستقبلا, هذه بعض من مواقف الشيخ محمد بن ناجي الشايف.
وفي حواره مع " السياسة " بمنزله في حي الجراف بصنعاء والذي كان في جلسة مقيل للقات بحضور عدد من رجال القبائل ورجال الدين, يرى الشايف أن الحكومة مسؤولة عما يحدث في جنوب البلاد من عناصر "الحراك" " الانفصالي " وفي شمالها من المتمردين " الحوثيين " لسكوتها عمن يدعم الجانبين ماديا ومعنويا واعلاميا, ويفتح النار على أولئك الداعمين, مؤكدا أنهم داخل صنعاء, متهما مجلس النواب الذي يرأس فيه لجنة الحقوق والحريات بالفساد, معتبرا أن مجلس النواب جزء من منظومة الفساد, واذا ما جاء الحديث عن علاقات اليمن بدول مجلس "التعاون الخليجي" فان الشايف وخلافا لغالبية اليمنيين لا يخفي اعتراضه على انضمام اليمن الى هذا المجلس, مطالبا بأمر يراه أقرب وأفضل وهو أن يستوعب الخليج ثلاثة ملايين عامل يمني بدلا عن ذلك.
وفي موقف عفوي وطبيعي, يدافع الشايف بقوة عن القبيلة نافيا عنها كثيرا من التهم, باعتباره نجل زعيم ثاني أكبر القبائل اليمنية وهي" بكيل " لكنه في الوقت ذاته يرى أن قبائل بكيل هم أكراد اليمن, ويكاد يجزم أن لاعلاج لأمراض تنظيم "القاعدة" ومصائبه ولا يمكن الوصول معه الى حل حتى لو سمح له بأن يكون له في كل مديرية يمنية " ملا عمر ".... وهذه حصيلة الحوار مع الشايف.
ما يحدث في الجنوب من "الحراك" وفي الشمال من الحوثيين, وما يفعله "القاعدة" في مناطق مختلفة من اليمن, الى أين يسير كل ذلك بالبلاد?
بصراحة, الشيء الأكيد أن هذا شيء غير طيب لأن هذا سيلبنن البلد أو يصوملها, وأنا لو كنت مكان الحوثيين لاطلقت حزبا سياسيا وما كنت قد أهدرت ذلك العدد من البشر ولم أخسر اليمن تلك الأموال بسبب حروبهم السابقة, و"الحراك" لو كان لهم تظلمات, فهذه التظلمات كان يمكن للحزب الاشتراكي وأحزاب المشترك أن تتبناها وحتى المؤتمر الشعبي العام بغض النظر عن كونه حزبا حاكما, أما "القاعدة" فهو تنظيم محدود كل الناس اعدائه, لايفرق بين الصالح والطالح ولا بين المسلم والنصراني ولا بين العلماني وغير العلماني, ف"القاعدة" لا علاج له, لقد حدد هدفه ولا يمكن أن تصل أنت و"القاعدة" الى حل, حتى لو عملت له في كل مديرية من مديريات اليمن ملا عمر فلن يقتنع تنظيم "القاعدة", لأنهم يريدون العودة بك الى القرون الوسطى.
والبقية لهم علاج?
البقية مؤكد أن لهم علاج حتى الحوثية و"الحراك", "الحراك" كم لدينا مسؤولون في عدن? خذ منهم 15 مديراً عاماً واربعة قادة عسكريين وأمنيين وحاكمهم اذا هم مخطئون فليحاكموا وجازي كل واحد بجزائه, ونحن في المؤتمر الشعبي الى الآن لم نوضح الأمور حتى الآن, وأعتقد أن الكلام حول وحدة وما وحدة هذا كلام انتهينا منه, لكن اذا كان هناك سوء ادارة أريد أن أقول لأصحاب "الحراك" سوء الادارة ليست لديهم فقط, فسوء الادارة في الشمال أكثر فاذا كانوا هم يشكون فنحن نبكي ولكن نقول: البلد فوق كل شيء, المثل يقول (عاد في المحرمات حرام) لكن هناك تسيبا واهمالا وسطوا ليس احدنا سويسريا والثاني صومالياً نحن في الهواء سواء, الأوضاع في محافظة الجوف ¯ وهي محافظتي ¯ أسوأ مما هي عليه في محافظة أبين ألف مرة, سواء من حيث التنمية أو من حيث التسيب الاداري, ولو تكشف على محافظة الجوف وهيكلها الاداري والفساد الموجود فيها, فان أهل أبين لارتضوا أن يقبلوا الحكومة في رأسها.
قبل فترة أعلن عن تبني والدكم الشيخ ناجي الشايف حلفا قبليا لمواجهة "القاعدة", هل لديكم فكرة عن هذا التحالف? فاذا كانت الدولة عجزت عن مواجهة "القاعدة" كيف يمكن للقبيلة أن تواجهها?
هذا الموضوع حتى الآن لا يزال كلاما صحافيا, أو تبناه صحافي, ولم يرس على شيء معين, ومجرد فكرة مطروحة على الجميع ويمكن أن تتطور مع الأيام لكن الدولة اذا تعاونت مع القبيلة على اخراج "القاعدة" من مناطقها فهذا الشيء المطلوب, و"القاعدة" لا يوجد الا في أحضان القبيلة باسم القبلية والكرم وباسم العرف يختبئون لدى القبائل, فاستغل عناصر "القاعدة" هذه الصفات القبلية, فان تواجدوا وسط بعض القبائل فليس معنى ذلك أن القبيلة متبنية ذلك, لا, القبيلة ضد الغدر وضد الخيانة وضد التكفير لكن عناصر "القاعدة" يأتون الى القبائل فيقولون لهم نحن مساكين وشاردون ومظلومون, ونحن ننشر الاسلام وننشر الدين وسندخلكم الجنة ونعتقكم من النار, وأقول هنا أننا بالتنمية واصلاح الاقتصاد نستطيع أن تقضي على "القاعدة", ونتغلب على أي تحديات تواجه اليمن.
ما الذي ستفعله القبيلة في مواجهة "القاعدة"?
يا أخي على الأقل انها ستساعد الدولة في نبذ هؤلاء الناس واخراجهم من مناطقها وهذا أهم شيء وهذا الذي تقدر أن تعمله الدولة.
هل توقفت الحرب فعلا مع الحوثيين أم ات تزال قائمة?
أعتقد أن توقيف الحرب السادسة هي متنفس للحوثيين, فقط, لاعداد مؤنهم من جديد وتدريباتهم من جديد واعداد لوجيستي كامل, وقد جاء توقيف الحرب السادسة في وقت كان فيه الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.
هل تتوقع اندلاع الحرب السابعة بالضرورة نفسها للحرب السادسة?
لو تلاحظ مثلا في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران فان الحرب لم تتوقف, فالمناوشات مستمرة من يوم الى يوم, والحرب السابعة لو اندلعت فستكون كارثة على اليمن وعلى اقتصاده والحروب الستة الماضية دمرت الاقتصاد اليمني, وشخصيا كنت ضد توقيف الحرب, فاما أن نكون دولة ومواطن أو لا نكون, هل حبسنا أحدا من أصحاب المعارضة وهم يشتمون ليلا ونهارا, ويشتمون الرئيس والحكومة, لم نقل شيئا لأن ذلك يحدث في ظل الديمقراطية, لكن أن تشتمني وتشهر بندقيتك في وجهي وترميني وتخرب البلاد وتجعل من نفسك دولة داخل الدولة وتقوم بانقلاب فهذا لا يمت الى الديمقراطية بصلة وهو غير منطقي وغير مقبول اطلاقا.
أكرر السؤال.. هل تتوقع اندلاع الحرب مجددا?
كما قلت لك أنا كنت ضد ايقافها, لكني لا أتمنى أن تعود وان عادت فستكون كارثية.
هل تتوقع التزام الحوثيين بالنقاط الست, خصوصا وأن هناك من يرى بأنها أظهرت الحوثيين بأنهم انتصروا على الدولة?
النقاط الست كانت أمرا مسلما به لأنه شيء طبيعي, وتأتي من اي دولة تقولها لاي حركة أو منظمة, والنقاط الست لم تكن كلها ايجابية, كان المفروض أن يعود الوضع كما كان, فتكون صعدة مثلها مثل تعز أو مثل المحويت, وليس أن يبقى الحوثيون متمترسون والدولة ترفع جيشها, هذا كانوا يعملونه عندما كانوا يفصلون بين المصريين والاسرائيليين, الهدنة الآن هكذا, فالمفروض أن الأوضاع في محافظة صعدة كان لابد أن تعود الى الأوضاع نفسها في المحافظات الأخرى.
يلاحظ أن الصوت الانفصالي يتصاعد كل يوم في الجنوب ومعارضة الخارج تنشط أكثر, والوضع غير مستقر, هل الوضع في الجنوب مرشح للتأجيج أكثر, وهل لديكم رؤية للمعالجة في الحزب الحاكم?
أولا أنا لا أتحدث باسم الحزب الحاكم بل أتحدث باسم نفسي شخصيا, هل أقول لك من يرعى الانفصال? الدولة هي التي ترعى الانفصال, أقول لك كيف ترعى الدولة الانفصال.
كيف?
الذين يتواصلون بالخارج وبالانفصاليين هم انفصاليون, وهم داخل مدينة صنعاء وترعاهم الحكومة, والقيادة السياسية في اليمن لا تستطيع أن تقول لهم عيب عليكم يا أولاد, أشخاص معروفون هم الذين يقودون "الحراك" ويقودون الحوثيين ويقودون كل شيء من داخل صنعاء ويقدمون لهم دعما ماديا ومعنويا وبالخطاب وبالكلمة وفي العلن ولا يخفون ذلك, فالحكومة بسكوتها عن أولئك الذين في صنعاء فهي ترعاهم.
هل هناك أسماء معينة?
أنا أربأ بنفسي عن ذكر أسماء أولئك, والحكومة تعرفهم, وأعني بهم قادة المعارضة في صنعاء والذين يسرحون ويمرحون في صنعاء وفي فنادقها وصالاتها وفي شركاتهم وفي بيوتهم والحكومة لا تستطيع أن تقول لواحد منهم " أف " والمفروض أن يكون بعضهم قد قدم الى المحكمة بموجب تعامله مع الانفصاليين والحوثيين أما قادة المؤتمر فلا حول لهم ولا قوة, لكن أن تقوم بمحاكمة واحد في صعدة أو واحد " يقرح " في الضالع لأنه يسب الدولة فذلك غير منطقي, حاكم هؤلاء الذين في صنعاء.
ما رأيك في مواقف وتصريحات الرئيس السابق علي ناصر محمد والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي علي سالم البيض وحيدر العطاس وقادة "الحراك" في الجنوب?
أنا لست محللا اجتماعيا ولكن سلني عن رأيي في هؤلاء ورأيي في أولئك, لأقول لك أن أولئك هم الطينة نفسها قد حكموا ورأينا كيف حكموا, وهؤلاء غير قادرين على الحكم, يا أخي أوجد أمنا واستقرارا, واقطع لسان من يدعو الى الانفصال, ولست أقول أن تقطع لسان ذلك المسكين الذي مع بندقيته في الحبيلين, ولكن اقطع لسان من هو داخل صنعاء الذي يتجول في مواكب بعشرات العساكر ورجال الأمن والدولة تصرف تمويناتهم ومعاشاتهم.
من يحكم اليمن القبيلة أم الدولة?
القبيلة والدولة هما جزء واحد, لا تقدر الدولة أن تمحو القبيلة هكذا في يوم وليلة, لا تزال القبيلة موجودة حتى في اميركا, لكن يجب أن تكون القبيلة عونا للدولة وارساء النظام وتحقيق الاستقرار.
أنتم على رأس قبيلة بكيل هل تشعرون بغضاضة من سيطرة قبيلة حاشد على معظم مفاصل الدولة?
أنا دائما أسمي بكيل بأكراد اليمن, نحن أكراد اليمن, وأحيانا أقارن بكيل بأنها مثل اليهود والعرب, اليهود قلة قليلة لكنهم متوحدون والعرب مفتتون, ونحن صابرون ليس من أجل أحد ولا خوفا من أحد وانما نصبر من أجل اليمن, ولو كنا نريد لزدنا الطين بلة (لكنا وقعنا الحوثيين حوثيين ووقع الانفصالي انفصالي من شارع الى شارع في صنعاء), لكنا نقول اليمن أكبر من هذا الكلام كله, لنخرج اليمن من هذه الأزمة وبعدها لنا حساب مع الآخرين.
مع من الحساب, مع حاشد?
لا, ليس مع حاشد بل مع الوضع كله.
هناك من يرى أن قبيلة بكيل لم تعد سوى اسم فقط داخل اليمن?
بالعكس يا أخي, سلني أيضا أين هي حتى قبيلة حاشد, أين هي قبيلة حاشد?, ليست موجودة, قم بزيارة مناطق قبيلة حاشد وانظر كيف حالتهم, التنمية في مناطق قبيلة بكيل أفضل من التنمية في مناطق قبيلة حاشد في بعض الأحيان, لكن نحن في الهواء سواء نحن واياهم, هم فيهم عشرة أشخاص مستفيدون مشايخ أو أسرة معينة على حساب قبيلة حاشد, انما نحن لا يوجد فينا مستفيدون فنحن كلنا في بكيل مطحونون.
كان البعض يأمل بعد الوحدة في أن الحزبية ترويض القبيلة, فتكون عاملا مساعدا على التنمية والاستقرار في البلاد, ندوات عقدت في صنعاء ورأى مشاركون فيها أن القبيلة أصبحت عائقا أمام التنمية والاستقرار في اليمن?
هذا عذر يتحججون به أمام الغرب, يا أخي من هو الرئيس? الرئيس هو ابن القبيلة والوزير هو ابن القبيلة والكاتب ابن القبيلة, المشكلة ليست في القبيلة وانما المشكلة الحقيقية هي الجهل والأمية وهذا هو الذي أضر اليمن أكثر, أما القبيلة ففيها الشهامة وفيها الكرم وفيها العرف وفيها التقاليد والأعراف الحميدة واكرام الضيف وحمايته والحفاظ على الطريق الآمنة, القبيلة هي التي تحرم قطع الطريق.
لكن أكثر الاختطافات وقطع الطرق وغالبية حالات تفجير أنابيب النفط, ينفذها رجال قبائل?
هذه ليست قبلية بل سياسية, وليس لها علاقة بالقبيلة أبدا ينفذها أشخاص مدفوعون من أحزاب معينة أو لمصالح شخصية.
ما الأحزاب المعينة?
كل حزب وله مختطفون وله فائدة وله استراتيجية في اشعال هذه الفتنة في المكان الفلاني أو احراقها في المكان الفلاني.
هل نفهم من كلامك أن لكل حزب عصابة تنفذ تلك الأعمال?
نعم, تستطيع أن تقول هكذا بالتأكيد, لكل حزب عصابة, يعني عصابة ب¯»كرفتات« وعصابة ب¯" بنادق".
بما فيها الحزب الحاكم?
نعم بما فيها الحزب الحاكم نفسه.
كيف ترى مستقبل الحوار بين حزب المؤتمر وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة, هل سيتم?
نحن نتمنى أن يتم الحوار ونتمنى أن يصل اليمن الى خير, لكن طالما أنا أتحاور معك ليس من أجل اليمن وانما كمكسب, وكم سأحصل على كراسي وكيف أحكم هذا الشعب الميت, فحتى لو تم هذا الحوار فلا أعتبره مكسبا ولا اعتبره شيئا, لأنه حوار ليس من أجل اليمن بل من أجل الغنائم, وأشخاص بعينهم هم من سيتحاورون.
ما رؤيتك أنت للحوار الذي يفترض أن يتم?
أن يكون حوارا من أجل يمن مستقر, يمن ديمقراطي, يمن كلنا يرضى بالآخر, يمن نترفع فيه عن الحزبية المقيتة ومن أني أكفرك أو من أني أعطيك الوطنية أو لا أعطيك الوطنية .
هل ترى أن يدخل في الحوار الحوثيون والانفصاليون?
أنا مع حوار مع من يؤمن بالديمقراطية والنظام الجمهوري الذي قامت من أجله الثورة, ولا نلغي الثورة, فمن أراد أن يحاورني وهو معترف بالوحدة و22 مايو و26سبتمبر (في اشارة الى ثورة 26 سبتمبر), فليأت وليحاورني فوق الطاولة ويقول هذا 22 مايو لم نعد نريده, لكن ليس وهو في الخارج, لكن أن يقول لي مقدما لا أريد " 26 سبتمبر " ولا أريد 22 مايو فعلى ماذا سأتحاور معه, لكن أن يقول لي أنا لدي وجهة نظر في 26سبتمبر أو في 22 مايو فهذا ممكن.
هناك حديث يتردد بين الحين والآخر بشأن مسألة التوريث في اليمن? هل أنت مع أو ضد أن يكون نجل الرئيس العميد أحمد علي عبدالله صالح رئيسا لليمن?
أولا من قال هذا توريث, هذا كلام اعتبره من باب المغالطة, هل أصدر الرئيس علي عبدالله صالح مرسوما أن يكون ولده أحمد وريثا له, من أين سيأتي أحمد رئيسا للجمهورية اذا جاء من أين سيجيء? سيجيء من الصندوق وهذا ليس توريثا, وأنا مع أحمد ليس مرة واحدة بل مليون مرة في أن يترشح وأن يكون رئيس جمهورية.
هل هذا توجه داخل الحزب الحاكم?
لا, الحزب الحاكم لم يناقش هذا الموضوع نهائيا.
ألم تناقشوا داخل المؤتمر من سيكون مرشحكم لخلافة الرئيس اذا ما انتهت فترة ولايته الثانية, أليس لديكم من تعدونه للقيادة مستقبلا?
أنا ناقشت هذا الموضوع مع نفسي فوجدت أن أحمد علي عبدالله صالح هو من يصلح لقيادة البلاد مستقبلا.
فإن وجد من يعارضه?
فليعارضوا, نحن سنقف معه واذا لم يترشح سنترشح نحن وغيرنا, لكنا سنصر على ترشيحه, لكننا نريد أن نجدد للرئيس دورة ثالثة.
والدستور?
سنعدله, أكيد سنصفر أبوه.
كيف تصفرونه, الرئيس هو من اقترح أن يكون لرئيس الجمهورية فترتان فقط, وفترة ولايته الثانية تنتهي عام 2013?
الدستور ليس قرآنا, نحن من عمله ونحن سنعدله لبقاء الرئيس علي عبدالله صالح فترة ثالثة.
هل هذه النية موجودة لدى حزب المؤتمر?
أعتقد أنها موجودة داخل المؤتمر لكنها لم تناقش, ما المانع في ذلك قل لي.
أنا أسألك كصحافي وهذا شيء راجع لكم?
ما المانع, سنجدد للرئيس حتى ثلاثين مرة, الدستور يتغير وظروف البلد تستوجب أن نعدل الدستور للتجديد للرئيس " صالح " فترة ثالثة ورابعة وخامسة, وحتى مدى الحياة, لكن اليوم لم يعد أحد يقول مدى الحياة فقد صاروا ينكتون ويقولون (مدى الحبيب بورقيبة), ونحن نقول لو أعيد تعديل الدستور فلن يعدله حزب المؤتمر بل سيعدله الشعب اليمني باستفتاء شعبي.
منذ سنوات أنشت في اليمن هيئة لمكافحة الفساد, والى اليوم لا تزال تجمع اقرارات الذمة المالية, فمتى ستحاسب ومتى ستعاقب الفاسدين?
هذه الهيئة انشئت الفساد برأسه,مثلا يقولون لمحمد ناجي الشايف سلم اقرارك بالذمة المالية, وأنا أكتب في الاقرار ما أريد, أقول لهم انني أمتلك مُلك قارون, وأقوم بتسليم الظرف وأنت تقوم بتسلم هذا الظرف وتقوم بتدبيسه وتخبئه, وعندما يفتحون ظرف الاقرار يقولون والله هو قد كتب أن لديه المليارات وعنده بيوت, والمفروض أني أسلم اقرارا مفتوحا ويكون مكشوفا هذا الذي يحدث لا يعقل أبدا, أما الفساد بشكل عام فانه أشد خطورة من "الحراك" ومن الحوثيين, فلو أن الدولة قامت بحبس عشرة وزراء وعشرة محافظين وعشرة قادة وقامت بمحاكمتهم في ميدان التحرير وقالت أن هؤلاء سرقوا ونهبوا, لجاء الناس لتقبيل ركبة الرئيس.
لكنك قيادي في حزب المؤتمر والحكومة مؤتمرية, أتريد أن تحاكم نصف الدولة?
نعم فلتحاكم نصف الدولة ولم لا, حتى لو حوكمت ثلث الدولة, وأنا أقول أن 50 بالمئة من الحكومة فاسدون.
وأين دوركم في مجلس النواب?
نحن جزء من الفساد.
كيف?
لدينا فساد كبير في البرلمان, لأننا نحن لا نعمل بالقوانين, فهيئة الرئاسة فاسدة والأعضاء فاسدون, كل واحد يفسد على قدره.
طيب أنت رئيس لجنة الحقوق والحريات, وهناك شكاوى كثيرة مما يتعرض له الصحافيون, بعضهم يسميه اضطهادا وكبتا, أين أنتم مما يحدث?
لجنة الحقوق والحريات هي نفسها بحاجة الى من يعطيها حقوقها, هذه اللجنة مموتة مع سبق الاصرار والترصد.
يعني أنتم مظلومون?
ليس في حقوقنا المادية والشخصية, لكننا مظلومون في عدم ممارسة عملنا, فمثلا أنا كرئيس لجنة وأريد تكليف خمسة أعضاء للذهاب الى الحديدة, ونطلب من هيئة رئاسة مجلس النواب الموافقة على ذلك فنواجه بالرفض لأنهم لا يريدون الاصطدام مع المسؤولين في الحديدة, فيقولون ليس هناك داع, والأمر الثاني يرفضون تسليم بدل سفر لأولئك الأعضاء, فهيئة رئاسة مجلس النواب لديها مفهوم خطأ عن لجنة الحقوق والحريات, والصحيح أن هذه اللجنة أصلا عملها ميداني ك¯" تفتيش القضاء والسجون والنيابات ", وغيرها, وليس عملنا مكتبيا لنقرأ قانونا ونذهب لمناقشته في قاعة المجلس مع انه من النادر أن يحال الينا قانون لمناقشته.
كيف تنظر الى تعامل الأميركيين مع اليمن?
تعامل ممتاز بكل المقاييس, وأنا افتخر بعلاقتنا مع الأميركان.
لكن أميركا لا تقدم الا مساعدات بسيطة لليمن, مقارنة بالضجيج الاعلامي الذي نسمعه عن علاقة البلدين?
القصة ليست قصة (عددي فلوس), المهم أن يكون التنسيق بيننا وبينهم ضد عدو مشترك.
أين تذهب المساعدات والقروض التي تقدم لليمن?
تذهب ل¯" المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ", انما ليس كلها والبقية تذهب كدفاتر ومطبوعات للوزارات ومصروفات وبدل سفر وبدل جلسات.
دول الخليج واليمن, في أي طريق تسير علاقات الجانبين?
هذا سؤال مهم, وأنا أقول لا أريد أن ندخل مجلس "التعاون الخليجي" ك¯" يمن ", وأتمنى من الرئيس علي عبدالله صالح أن لا يطلب من "مجلس التعاون" دخول اليمن هذا المجلس, وانما أريد أن تقوم دول "مجلس التعاون" باستيعاب ثلاثة ملايين عامل يمني, بدلا من انضمامنا الى "مجلس التعاون", في الخليج كما أعتقد يوجد حوالي 25 مليون عامل أجنبي وربما أكثر, فاذا كان "مجلس التعاون" نفسه لم يتفق بعد على التعريفة الجمركية ولم يتفق على توحيد فاتورة الكهرباء, خذ مني ثلاثة ملايين عامل, وهذا سيحدث في اليمن ثورة اقتصادية كبرى.
هل دول "مجلس التعاون" ملزمة بما تقول?
لا ليست ملزمة, انما بدلا من أن أبقى هنا في اليمن أمني نفسي بالانضمام الكامل الى "مجلس التعاون", فليأخذوا منا ثلاثة ملايين عامل كحل أقرب.
اذا افترضنا أن دول الخليج فعلت ما تقترحه, ما الذي يجب على اليمن عمله?
على اليمن تطبيق روشتة, فأنت عندما تذهب الى الطبيب يمنعك من الدسومة, ويمنعك من أكلات أخرى والا فلن يفيدك علاجه وكذلك الأمر بالنسبة لنا, والروشتة التي يجب أن نطبقها ليس في أن يأتي وزير يقرأها لي ويقول لي ممنوع الفساد وهو فاسد, وممنوع الكلام وهو (يبهرر) فوق الوكلاء والمدراء, أريده أن يبدأ بنفسه هو, المجتمع الدولي أو مجلس "التعاون الخليجي" يريد اصلاحا اقتصاديا في اليمن, فان صلح الوضع الاقتصادي سيصلح الوضع السياسي.
في نهاية الحرب السادسة, كان هناك حديث عن قيام بعض مشايخ قبائل من اليمن بزيارة السعودية لاستلام حصصهم من ميزانية مقررة لهم من الرياض, وقبل أيام قرأنا أخبارا عن قطع السعودية دعما عن مشايخ تتهمهم بالتواطؤ مع الحوثيين, كيف تجد علاقة مشايخ اليمن بالسعودية?
أولا, علاقة المشايخ مع السعودية مترسخة وقديمة, سواء في ظل هذا النظام أو الذي قبله وخاصة العلاقة مع الناس الذين هم في الحدود وهذا شيء طبيعي, الله أعطى المملكة خيرا, فاذا أعطت جيرانها من اليمن أو في العراق أو في الأردن أو في مصر, وأحيانا تصل الى مساعدة بعض مشايخ في السودان, فان المملكة لا تقول لأولئك المشايخ اذهبوا ودمروا اليمن, ولا عمرها قالت هكذا, أتحدى من يقول ذلك, وان ما تقدمه السعودية للمشايخ هو مساعدة لهم ومساعدة للحكومة اليمنية.
لكنها تذهب الى جيوب المشايخ?
لكن المشايخ لا يدخرونها لأنفسهم أو يضعونها كأرصدة في الخارج بل يصرفونها في " ديات " وضيافات وعلاجات, ولا يعملون بها كما يعمل الوزير, فالوزير مثلا اذا سرق من حق الدولة فلا ترى منه فلسا واحدا, حتى أن الجندي الذي يحرسه على بابه لا يعطيه منها ريالا واحدا, لكن الشيخ "منتوف".
في الثلاثاء 06 يوليو-تموز 2010 03:53:00 م