الأفق المستقبلي الديمقراطي الحر
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر
هذا المجتمع يحتاج إلى ثورة «وعي» شاملة ضد كل ما يمارسه من ثقافة وسياسة وفكر ديني مشوه ، كما أن هذه النخب ستكون أكثر من خائنة وهي تقبل الدخول في مساومات مع مراكز القوى التي أقهرت وتثخن البلد بالاستغلالات التي لاتُحد .. بمعنى آخر كل النقابات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني “ الشللية واللامؤسسية وغير النزيهة غالباً” تبدو بلا حكمة ولا نضج ولا سوية وطنية تمكننا من ثورة الوعي الشاملة سعياً وراء التغيير والنهضة .. على سبيل المثال: كيف يعقل أن ساحة الحرية التي كانت المصهر الشعبي للمطالب الحقوقية أيام صالح تختفي بعده ولا تستمر بكل «وعي» لتكون على الأقل الجهة الأخيرة للمحافظة على إرادة المجتمع الرافض للانتهاك والعسف والتغول العنفي .. ثم متى ستكون قضية أي مواطن هي قضية الجميع ولا يتم حصرها باعتبارها قضية خصوصية ؟ وبالتالي متى يوّحد المجتمع طاقاته الفاعلة ولو بنزرها اليسير لتتقوى وتكبر وتفرض كرامة الدولة والمجتمع على السواء ؟. 
فقط : وحدهم الطلاب في هذه البلد مايزالون الحافز الأخير للأمل رغم كل التيئيسات الممنهجة التي لسعتهم مراراً وأثخنتهم ، بينما على الحركة الطلابية أن تتوحد و تتوهج أكثر لتعتمد أساليب تعبيرية ومطلبية مجتمعية جديدة ذات شكيمة تنويرية ووطنية ملتزمة بقضايا حاجة اليمنيين للمواطنة وللدولة سيلتف حولها الشعب في إطار ثورة «الوعي» الشاملة التي ينبغي أن تداهم العقل اليمني المأزوم لتعيد له العافية وتنقذه من مكائد مراكز القوى ..من هنا سأظل مؤمناً بأن الطلاب الذين أشعلوا ثورة 2011 -بنقاوة بارعة تم الانقضاض عليها -هم الأجدر على دحض الصنميات المتغلغلة في المجتمع والدولة، فضلاً عن قيادة مطالب الشعب خصوصاً وقد استوعبوا كل الخدع التي مرت على البلد خلال السنوات الثلاث الأخيرة كما تحصنوا منها ، وهي خدائع متعددة ومن كل صنف ونوع للأسف ..وإذ يحتاج الشعب إلى إعادة الثقة المفقودة له كشعب وليس باعتباره مجرد قفازات لمراكز القوى ، يحتاج الشباب والطلاب أن يفهموا جيداً معنى انهم وحدهم اليوم من يمثلون -وعن جدارة حلمية -جذوة الروح اليمنية الحضارية المتحررة والنبيلة بأفق السلام والبناء والتطور .. الأفق المستقبلي الديمقراطي الحر الذي لا مكان فيه لمختلف آفات وعي الإرهاب وكل مصائب الزعامات اللئيمة أو الخاوية. 

fathi_nasr@hotmail.com 

في الجمعة 09 يناير-كانون الثاني 2015 08:01:03 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2291