|
إنها الحرب المجنونة التي تحصد مع مرور كل يوم المزيد من الضحايا الأبرياء، لهذا يجب أن تعمل الدولة، وبشكل نهائي، على التخلص من هذه المشكلة التي أثرت على حياة الناس ليس في صعدة فحسب، وبل وفي كل بيت، إذ أن الحرب تحصد يومياً المزيد من الجنود الأبرياء الذين يسقطون في جبهات القتال، وهم من جميع مناطق اليمن.
اليمن تحتاج إلى استقرار دائم، وهذا الاستقرار لن تصنعه الحروب ولا مقاومة الدولة بالطريقة التي تتم اليوم من قبل الحوثيين، إذ لابد لمنطق الدولة أن يسود، لكن في المقابل لا بد للعدالة أن تأخذ طريقها في حياة اليمنيين كافة، سواء في صعدة أم في المناطق الملتهبة الأخرى من مناطق اليمن، وما أكثرها.
نتمنى أن تكون الحرب التي تخاض اليوم في صعدة هي آخر الحروب، وأن لا نسمع باندلاع حرب سابعة أو ثامنة أو تاسعة، سواء في صعدة أم في غيرها من المناطق، فلقد اكتفينا قتلاً وشبعنا حروباً ومآسٍ. فمنذ قيام الثورة في الشمال والجنوب في ستينيات القرن الماضي والحروب الملعونة تعايشنا كأنها ظلنا، وتلتهم آلاف البشر وتشرد مئات الآلاف من الأبرياء، وتجذر في المجتمع عصبية الجاهلية، التي جاء الإسلام للقضاء عليها.
اليوم تحصد الحرب مكونات السلم الاجتماعي، الذي صار يتآكل مع اندلاع كل حرب، وهي الحروب التي تلتهم قدراتنا وإمكانياتنا، ولقد حز في نفسي أن يعلن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، مضطرا قبل أيام أن البلد ستستمر في استيراد السلاح وستتوقف عن بناء المدارس في صعدة لمواجهة الحوثيين، وذلك لمواجهة الخارجين عن الدولة وعن القانون، معتبراً أن ذلك يأتي في إطار "مكره أخاك لا بطل".
لهذا يجب أن يوجه السلاح إلى صدور أعدائنا لا إلى صدور بعضنا البعض، وعلى من يجد مع الدولة خصومة أن لا يلجأ إلى السلاح لمقاتلتها، كما أن على الدولة أن تجد الطريقة المناسبة لتحقيق العدل بين كافة أبنائها والتعامل معهم سواسية دون تفريق أو تمييز، فهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء الدولة وإقامة العدل فيها.
* نقلاً عن صحيفة السياسية:
في الثلاثاء 25 أغسطس-آب 2009 12:51:06 ص