الجريمة الموجعة.. ومسؤولية النخب!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
ما كدنا نفيق من تبعات الجريمة النكراء التي استهدفت طالبات إحدى مدارس رداع، حتى ارتكب الإرهابيون جريمة أخرى؛ وذلك في احتفالية المولد النبوي الشريف في المركز الثقافي بمدينة إب. 
وما كدنا نلتقط أحزاننا تلك حتى وجهت عصابات الإرهاب والتطرف مجدداً ضربة موجعة أخرى استهدفت هذه المرة قلب العاصمة صنعاء؛ حيث أوغلت هذه العصابات التلذذ بدماء أبنائنا المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة.. وهي الجريمة التي تركت ظلالاً من الحزن في قلوب اليمنيين دون استثناء. 
وقبل ذلك صدمنا الإرهابيون القتلة وهـم يمارسون هواياتهم الخسيسة في مستشفى العرضي؛ حيث تجلت وحشيتهم بكل صورها الدموية وهم يقتلون بدم بارد المرضى من الأطفال والكبار والأطباء من الرجال والنساء على حد سواء، فضلاً عن تلك الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في جامع الرئاسة وغيرها من عمليات الإرهاب التي يندى لها جبين الإنسانية. 
أما وقد شاهدنا ولمسنا تلك الجرائم دون الاستشعار بهول وحجم هذا التحدي فإنها الكارثة ولاشك، خاصة وإننا مازلنا نتبادل الاتهامات فيما بيننا وذلك لعمري – كما يقال - المصيبة الأكبر، حيث يتحتم على جميع القوى في الساحة الوطنية تجاوز حالة الاختلاف.. وبالتالي العمل بمسؤولية وشجاعة في اتجاه توحيد الموقف والاصطفاف لمنازلة الإرهاب الذي بات غولاً يتهدد استقرار الوطن ولا يستثني أحداً مهما برر البعض لنفسه أنه في مأمن من أن تطاله وحشية هذا الغـول. 
وأعتقد أن الإجراء الصحيح والعملي في هذا الاتجاه يكمن في الإسراع بتطبيق وتفعيل مضامين مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وعلى قاعدة من المسؤولية الوطنية المنتصبة أمام كل الأفرقاء دون استثناء، فضلاً عن ضرورة التعجيل بإعادة بناء المؤسسة الدفاعية والأمنية وبما من شأنه صيانة الأمن الوطني ومجابهة هذا التحدي الإرهابي الذي بات ينذر بكارثة حقيقية ما لم تسارع هذه القوى إلى التمسك بوحدة الاصطفاف الذي سيكون – بالتأكيد – الطريق الأنسب للخروج من دائرة هذا الخطر..وما ذلك على المؤمنين بالمستحيل. 



في الأحد 11 يناير-كانون الثاني 2015 08:48:58 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2300