|
أرى أن ما فعله صالح علماني بترجماته أبرز الروايات المكتوبة بالاسبانية؛ أهم بمراحل متفوّقة من كل ما فعلته وزارات الثقافة في العالم العجيب المسمّى «عربي» مع أنها لم تفعل شيئاً يستحق..!!.
بشكل خاص؛ من منّا لم تؤثّر فيه وتمنحه متعة الشغف المبهر والإحساس البارع باللا مسافة اللغوية، رواية ما، ترجمها صالح علماني – الروايات اللاتينية على وجه التحديد - فدونه ما تعرّفنا على ماركيز ويوسا وايزابيل واستورياس وغاليانو إلخ.... الخ كما ينبغي..؟!.
تحيّة لهذا الاسم الذي سيظل يلمع في ذاكرتي ما حييت، هذا المترجم الكبير والمختلف والدءوب والمدرسة الاستثنائية الذي تفوّق بمفرده عن عمل المؤسّسة، وأغنى المكتبة العربية بروائع الأعمال الخالدة تماماً.
بمقابل علماني طبعاً يحضرني واحد من أبرع مترجمي الأدب الروسي إلى العربية وهو الدكتور سامي الدروبي الذي اشتهر بكونه مترجم أعمال «ديستويفسكي» التي يزيد عدد صفحاتها على أحد عشر ألف صفحة.
وللدروبي عبقريته الخاصة في معرفة أسرار اللغتين، وهو علم من أعلام فن الترجمة، ستظل جهوده مخلّدة في التاريخ الأدبي العربي.
وفي السياق؛ من ينسى عفيف دمشقية، مترجم أعمال أمين معلوف من الفرنسية إلى العربية الذي عرفنا بالأعمال المعلوفية المتميّزة على نحو متين البناء وبسبك رشيق الإحساس..؟!.
هؤلاء مترجمون متفوّقون أغنوا حياتنا بكل ذلك الجمال الذي انغمسوا فيه ونقلوه إلى صلب وجداننا بجودة نادرة دون أية مسافة تُذكر.
fathi_nasr@hotmail.com
في الخميس 15 يناير-كانون الثاني 2015 09:20:47 ص