|
ببساطة : كان الفقر والجهل والتخلف والسلاح مدخلات تفضي الى مخرجات القبيلة ..القبيلة التي تنهش فكرة الدولة كلما أكدت هشاشتها وعدم قدرتها على التأثير في القبيلة .. القبيلة التي كانت مع شيخها حين يكون قوياً ومع السيد حين يضعف .. فوق ذلك جاءت فيتامينات ومشهيات ومؤججات الاصولية المذهبية بشقيها السني و الشيعي الداخلة بإرادتها أو بدون إرادتها في خضم الصراع الاقليمي ما أفضى بالصراع الى من يجيرون الله لصالحهم ومن يعتبرون وعيهم هو الشريعة .. كل ذلك طبعاً ليس له صلة بأحلام اليمنيين الحقيقية في دولة مواطنة قوية تفرض القانون والحقوق والكرامة والسلام والبناء والتقدم
-2كنا نحلم بالتداول السلمي الديمقراطي للسلطة فوصلنا للتداول المسلح و القسري للسلطة .. ياللارتطامات المدوية ياشعب.
-3مثلاً من قال إن ثقافة علي بن ناصر القردعي ماتت فهو واهم .. ومن قال إن ثقافة يحيى بن حميد الدين ماتت فهو واهم.. مضى كل الزمن منذ عام 48 كقياس ومازلنا ندور في ثقافة اللامواطنة والغلبة والعصبوية التاريخية التي تعيقنا عن التعايش والسلام واحترام بعضنا بعضاً كماينبغي للعدالة أن تكون ..أنا مع ثقافة ان نكون مواطنين يمنيين لا جماعات عصبوية مأزومة ..ان نكون بحاضن دولة ذات قانون للجميع بلا تمييز من اي نوع وبلا قهر ولا ضيم ولا استعلاء ولا همجية سلاح . على ان القردعي عظيم كشاعر وكحس رجولي وكاعتزاز بيمنيته لكنه في فلك ثقافة حركة 48 التي رغم انها اسست لمنطلق دستوري وراكمت لبلوغ سبتمبر الخالد الا انها كانت ثقافة احلالات وابدالات لمراكز القوى واخلالاً من الداخل للمركز الذي كان مسيطراً بينما لم تنطلق من ثقافة المواطنة التي اعني مثلها مثل سبتمبر الذي جرى تهشيم مسعاه المواطناتي بدأب متوحش ولئيم من قبل مراكز القوى الدائرين في فلكها حتى اللحظة بشكل أو بآخر . كل من جاءوا إثر حركة 48 جاءوا من ذات النسق مع الفارق طبعاً الذي كان يدور في ذهنية الحالمين منهم بوطن سوي للجميع ، بينما كان الامر بالنسبة للاكثرية مجرد امتيازات .. هكذا تعاملوا مع الثورة الأم كمصالح وتقاسم نفوذ خصوصاً بعد المصالحة التي بين اليمين الجمهوري والملكيين .. فجأة وبعد كل التضحيات الجسام من كل اليمنيين صارت قيم الجمهورية مجرد اضغاث .. هل ازيلت الامتيازات والفوارق بين الطبقات وهذا هو الهدف الاول للثورة؟.. لاخلاص لنا إلا المواطنة المتساوية من اجل دولة عادلة .. يحتاج الامر الى مزيد تراكم .. سمعت احدهم واعجبني وهو يقول فوق الباص البارحة : ان على الهاشمية مباشرة نقد تطرفها بمسئولية كبيرة وكذلك القحطانية هذا من الناحية السياسية وعلى الصعيد الديني السنة والشعية معاً أيضاً تجنيباً للبلاد كي لاتتوغل في الغرق الطائفي .. ثم اضاف باللهجة الشعبية وعلى نحو حميم : يعني مش يجلسوا يتقاتلوا من الف سنة وكل من ينتصر لايريد دولة وإنما أنا ومن بعدي الطوفان .
-4باختصار : الفرق واضح بين ثقافة المشاريع الجامعة لصالح المواطنين وبين ثقافة الانتقامات لصالح الجماعات والقبُل .!
fathi_nasr@hotmail.com
في الجمعة 16 يناير-كانون الثاني 2015 10:21:35 ص