|
مع وصول عناصر جماعة الحوثي إلى محيط القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء ومحاصرتهم لمبنى فيه رئيس الحكومة خالد بحاح فإن ناقوس الخطر قد دق معلناً الخطر الداهم الذي يداهم اليمن ويهدد بقاء الدولة اليمنية في منعطف تاريخي حاسم يتطلب من العقلاء التوحد لمواجهة التمرد الحوثي الذي خطط لجر اليمن إلى فوضى عارمة ومستنقع للفكر المذهبي، الذي ستكون عواقبه خطيرة ووخيمة ليس على اليمن وحده بل على المنطقة بأسرها.
لقد كان لتوغل الحوثيين خلال الفترة الأخيرة التي سبقت وصولهم إلى محيط القصر الرئاسي، وهذا جرس إنذار حقيقي ينبئ بتطورات خطيرة مما جعل الوضع اليمني شائكاً دائماً يستعصي على الفهم، ولكن ما تعيشه البلاد حالياً من تطورات متسارعة على الأرض فاجأ الجميع.
سيناريوهات كثيرة يقف على أعتابها هذا البلد بعد محاولة الانقلاب التي نفذها الحوثيون في كل المعادلات السياسية والقبلية والعسكرية والإقليمية، وإن التصعيد الممنهج الذي يسير فيه الحوثيون بدعم قوى خارجية، يتفاقم يوماً بعد يوم، ما يزيد من حالة الخوف والترقب بسبب التطورات الدراماتيكية التي تشهدها العاصمة صنعاء منذ اجتياحها، والسيطرة على مؤسساتها وإغلاق مدارسها وإرهاب جامعاتها، ما يكرس طائفية مذهبية، يمكن أن تحرق الأخضر واليابس فيما لو تمادى المتمردون في تنفيذ مخططهم.
لقد حذر العقلاء مراراً من زيادة نفوذ الحوثيين، ومن تصاعد قوتهم. كما نبهوا على خطرهم الداهم على سلامة اليمن ووحدة أراضيه، وطالبوا باتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذا التنظيم المسلح الذي يهدد بتفكيك الدولة اليمنية، وبخلق تداعيات خطيرة في المنطقة.
إن اليمن يمر بفترة حرجة من تاريخه وزاد من سوء الوضع توسع جماعة الحوثي، ما يتطلب قراراً عربياً صارماً من أجل دعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وكسر شوكة الحوثيين.
في الأربعاء 21 يناير-كانون الثاني 2015 08:17:59 ص