المغامرون!!......
كاتب/حسين العواضي
كاتب/حسين العواضي

 * الفاشلون بشر مثلنا، كائنات بطيئة تحبط من حولها, وتغرق من يتعلق بها، ناس تمنح لهم المناصب والمكاسب، والرفعة والمسؤولية، تقذف بهم الصدف, ولا يغادرون إلاَّ بعد الضجر والقرف.
* تجدونهم بيننا وحولنا، وقبلنا وبعدنا، يديرون دولا وشركات، وأجهزة ومؤسسات وأندية واتحادات.
* يسخرهم الله ليعاقب بهم أمة أقدمت على معصية وهم سر المغازي والمخازي، والجدل والفشل والمتاعب والمصائب.
* يأتي الفاشل بأفشل منه، ويختار الضعيف أضعف منه، ويولي الخانع أخنع منه والقبيح أقبح منه.
* والفاشل لا يستحي، ولا ينتحي، يرتكب كل يوم حماقات ويصدر أغبى القرارات، لا رادع ولا وازع، له ضحايا وخطايا، لكنه لا يقبل، ولا يعقل.
* وأذهبوا إلى حيث شئتم؟, وتخيلوا ما أردتم؟ لكن المناسبة لهذه المقدمة ما يلحق طرحه ويطول شرحه.
* لليمن عشاق ومحبون، أوفياء مغرمون، لا تفزعهم القوارح والفضائح التي نرتكبها في حق أهلنا ووطننا ولا تفزعهم هذه الحملة الدعائية الشرسة التي تصورنا وحوشاً ضارية في موطن الاحتراب والإرهاب.
* يرون اليمن في أحلامهم النقية المنصفة موطن الحضارة، والجمال، والكرم والشهامة، إرث عتيق، وشعب رقيق، وبلاد تسحر الألباب والأبصار.
* يشدون إليها رحال المغامرة والمحبة، لا يبالون بالتحذيرات، وهو ما يشاهدون ويسمعون أنهم يملكون تحت صدورهم حدس الحب والحقيقة.
* ونحن؟ من نحن؟ قوم تائهون، لا نحترم في هؤلاء الضيوف المحبين غيرتهم وشغفهم باليمن الميمون مثلما لا نحب بلادنا إلاَّ في الملصقات البالية والأناشيد العالية.
* هذا الأسبوع نقلت طائرة عسكرية (27) سائحاً من جنسيات ألمانية وبريطانية وإيطالية وفرنسية إلى محافظة سقطرى, بعد أن تخلفت الشركة الناقلة عن مواعيد رحلاتها.
* الخبر نشر بصحيفة "الثورة" الغراء, ولم يقل لنا من هي الشركة الناقلة, وربما مراعاةً لمشاعر القراء والمسافرين والفاشلين في هذه الشركة.
* غير أن كل مسافر ومستقبل ومودع يعلم أن شركاتنا الناقلة تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في سوء خدماتها وتأخر مواعيدها وصلف مدرائها وعجرفة مضيفاتها.
* كل شركة أتعس من الأخرى, وهذه الشركات تصيب سمعة اليمن في مقتل, وكأننا لا ينقصنا ما نحن فيه من مشاهد ومناظر تنفر كل سائح وزائر.شركات الطيران في كل دول العالم عصب السياحة, والسفير الطائر, وانظروا إلى قريب وتعلموا من طيران الأثيوبية التي تجوب العالم بإدارة ناجحة وسمعة عالمية طيبة.
* اليمنية ترهلت وتراجعت والسعيدة بالغت فأخفقت والمائة اليوم تتناقص، وحكومة الكفاءات تاهت في التفاصيل وكثرة الاجتماعات وغياب القرارات.
* طيران أي بلد مثل نشيده الرسمي وعلمه الوطني ، وعنوان الدولة ميزان لقيمتها، ومقياس لهيبتها وتطورها.
* وبصراحة هذا طيران عاجز كسيح لم يعد يشرفنا أن نسميه سفيرنا، إن مواعيد فرزة ذمار أدق وأفضل وأسرع وأبدع.
* وأين الخلل؟ الإدارة ، الإدارة ، ليس للفقر علاقة ولا للظروف ذنب، هذا سرنا المفقود وسبب فشلنا منذ عقود.
* والسياحة كذلك فن وإدارة، وتواصل وتكامل ونحن مع الأسف والأسى لا شيء عندنا من هذا غير بلد عظيم، ودولة فاشلة ، والجميع خارج نطاق الخدمة، والتغطية.
* ولأن في رواية التاريخ عبرة، فإن ملك الإفرنج كتب إلى هارون الرشيد يقول له، أنت على سعة رقعة أرضك لا يشوبها قلاقل، وأنا على ضيق رقعة أرضي مملوءة بالمشاكل، فلماذا ذلك؟
* فرد عليه هارون الرشيد في سطر واحد لأنني أعرف كيف انتقي الرجال!! 

في الأربعاء 21 يناير-كانون الثاني 2015 08:19:57 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2343