إطلالة على التناول الإعلامي للأحداث اليمنية
كاتب/يونس هزاع حسان
كاتب/يونس هزاع حسان
 عندما نتحدث عن دور الاعلام على وطننا لا يمكن أن نحصره في دور وسائل الاعلام المحلية ..ذلك أن الاحداث والتطورات اليمنية تتأثر بالكثير من التناولات الاعلامية الخارجية عبر الفضاء الاعلامي الواسع ، والمواقع الالكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي.
من الشواهد الواضحة أن هناك قنوات تثير الكثير من الضجيج والتأجيج الاعلامي مثل قناة الجزيرة ، العربية .. تتناول أخبار اليمن بكثير من المغالطة والتضليل، وقد بات ذلك واضحاً لمعظم اليمنيين ، والاكثر وضوحاً أنها تهتم بتغطية الاحداث التدميرية والتي تعتبرها مادة دسمة، فتوظفها وتبرزها بشكل يعكس تعطش تلك القنوات للدماء اليمنية .. ولديها الكثير من المحللين ، أو المقاولين السياسيين معظمهم ـ للأسف ـ يمنيون يتوزعون بين العاصمة التركية اسطنبول ، والعاصمة المصرية القاهرة ، والعاصمة البريطانية لندن يقدمون التحليلات التي ترضي تلك القنوات..
كما أنه من غير الممكن الفصل بين الاعلام اليمني والواقع السياسي المحيط به .. فمنذ 2011 شهدت اليمن سلسلة من الاحداث والازمات ، لم تكن لتتصاعد لولا ذلك الاعلام المغذي لثقافة الحقد والكراهية في المجتمع والذي يتبع خطاباً يقوم على صب الزيت على النار..
 بعد توقيع المبادرة الخليجية كان يفترض أنها قد حسمت مسألة الصراع على السلطة بتنازل الرئيس علي عبدالله صالح ، وتم الاتفاق على آلية تنفيذية كخارطة طريق ، وكانت النتيجة المنطقية أن يلعب الاعلام سواء الرسمي أو الحزبي دور التهدئة مستلهماً روح الوفاق الوطني الذي شكل الحكومة آنذاك .. غير أن المماحكات السياسية ألقت بظلالها على الاداء الاعلامي فتحول من دوره المفترض في التهدئة الى قيام كل طرف بتشويه الآخر ، وتحميله مسئولية الفشل السياسي والاقتصادي والامني القائم .. وهكذا فقد فشلت الحكومة اعلامياً في التوصل الى سياسة اعلامية توافقية لضبط ايقاع الرسالة الاعلامية .
في المحصلة مهما كان الاعلام مؤججاً إلا أن الواقع السياسي كان ولا يزال مصدر استفزاز للإعلام ، والإعلاميين .. فكانت هناك إثارة إعلامية في اتجاهين ، إثارة ايجابية تحاول تحفيز الحكومة ، تنتقدها لترشد عملها ، واتجاه آخر سلبي يدافع عن الاخطاء ..لا يمكن أن نسمي دور الاعلام في كشف الاخطاء والانحرافات والفساد تأجيجاً ... لكن التأجيج هو التستر على الغلط ، والاستماتة في الدفاع عنه .
غير أن الخطورة الكبيرة ذلك الدور السلبي الذي تلعبه بعض وسائل الاعلام والتيارات السياسية في هذه الآونة والمتمثل في الهاب النزعات المذهبية ، والمناطقية ، واستدعاء ثقافة الثأر والكراهية ، والكثير من النعرات التي تهدد النسيج الاجتماعي .
لهذا يجب على الوطنيين الشرفاء من مختلف الاتجاهات والتيارات ، وبالذات الاعلاميين منهم التحلي باليقظة والروح الوطنية في التناول الاعلامي بما يمكن من تجاوز هذه المرحلة والانتقال الآمن الى الدولة اليمنية المؤسسية.
Unis2s@rocketmail.com


في الأحد 01 فبراير-شباط 2015 01:52:10 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2381