إعلان يمني لوفاة المشروع الإيراني
صحافي/احمد الجار  الله
صحافي/احمد الجار الله

سقطت الاقنعة كافة في اليمن ولم يعد هناك من يشكك بان ما جرى هو انقلاب بكل ما في الكلمة من معنى, فاحتلال القصر الرئاسي واعلان جماعة الحوثي بيان السطو على الدولة تحت عنوان “الاعلان دستوري” الخالي تماما من ابسط قواعد الدستور القائم على التوافق بين مكونات المجتمع الواحد, فتح الباب امام عواصف التشظي والانقسام, وضرب في مقتل مساعي الاتفاق على قيامة الدولة مجددا, بل هو البيان رقم واحد لاحتلال ايران اليمن ماسيؤدي لاحقا الى المزيد من العنف الذي لا تحتمله دولة مثقلة بالازمات.
مهما كانت القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون لن يستطيعوا اخضاع 26 مليون نسمة, فهذا العراق مثالا, وقبله لبنان, فايران التي زرعت ميليشياتها في العراق لم تستطع اخضاع حتى المناطق التي تسيطر عليها عصاباتها, فيما لبنان لا يزال “حزب الله”, الذي يقول عنه قادة نظام طهران انه نخبة قوتهم على شواطئ البحر الابيض المتوسط, يبحث عن تفاهمات وتسويات مع الاطراف اللبنانية كافة تقيه غضب شارعه قبل غضب بقية اللبنانيين, رغم ان الساحة الموجود فيها اقل التهابا وتعقيدا من اليمن, حيث كما بات معروفا أن للقبائل صوتها, والسلاح اكثر انتشارا من اي مكان في العالم, اضف الى ذلك هناك محافظات بأكملها تسعى الى الانفصال والعودة الى ما قبل الوحدة, فهل سيستطيع بضعة آلاف من المسلحين فرض سطوتهم على كل هذه المكونات؟
منذ لحظة اعلان ما يسمى “البيان الدستوري” الحوثي كُتبت شهادة وفاته, أكان بحبر رفض القبائل في مأرب او الحراك الجنوبي, او حتى احزاب اللقاء المشترك له, ولم يبق مع الحوثيين اي مناصر يمكن ان يشكل غطاء شرعيا لانقلابهم الذي سيكون مصيره كمصير انقلاب “الاخوان” على انتفاضة يناير في مصر, حيث قالت الملايين كلمتها في 30 يونيو بثورة حقيقية, لم تطح “الاخوان” وحدهم, بل اعادت تصويب بوصلة الدولة ككل, وها نحن اليوم نشهد نتائج تلك الثورة المباركة في العالم العربي حيث بات “الاخوان” اشبه بالجرب الذي يهرب منه الجميع ويكافحونه بالادوية المناسبة.
ما تسعى اليه ايران عبر اليمن لن يكون مختلفا عن حقيقة وضعها في الخليج, فهي بكل ما تهول به من قوة تقف على حدود مضيق هرمز عاجزة مستجدية الدول عدم تقييد حركة ناقلات نفطها الشريان الوحيد الذي يمدها بالحياة, فهل من في هذا الوضع يستطيع ان يضع يده ببضعة الاف من المقاتلين على باب المندب عصب النقل البحري الرئيسي في المنطقة؟
قلنا سابقا إن باب المندب سيكون مندبة ايران على ممارساتها المخالفة لكل قواعد العلاقات الدولية واسس السلم والامن الدوليين, ولذلك نقول: رب ضارة نافعة, فكشف الوجه الحقيقي للانقلابيين الحوثيين قرَّب عقارب ساعة ندب ايران واصابعها في المنطقة بسوء ممارساتهم من موعد وفاة هذا المشروع التخريبي الفتنوي, بل ان سيف الثورة اليمنية المصلت اليوم على الحوثيين بات قريبا جدا من قطع الاصابع الايرانية في الإقليم كله.

في الأحد 08 فبراير-شباط 2015 04:01:54 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2416