الوحدة الوطنية والديمقراطية
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر
 في مثل هذه الأيام من عام 1968 م انتصرت صنعاء في ملحمتها الباسلة ضد الحصار الذي أطبق عليها 70 يوماً، لكن القوى التقدمية والجمهورية بإمكانياتها البسيطة ضربت أروع صور التضحية والمبادرة في التاريخ الوطني الحديث، لذلك في استعراضنا لجزء من شهادة واحد من أنزه وأجمل من شهدوا الحدث وقادوه(الراحل الكبير سيف أحمد حيدر عضو قيادة المقاومة الشعبية لفك حصار السبعين يوماً ورئيس لجنة التموين والإمداد أثناء الحصار) يمكننا بالتأكيد أن نعيد قراءة المشهد أكثر تمعناً في وعي ذلك الجيل الذي يمثل حقاً: عبقرية الوطنية اليمنية .. لقد عدت لأرشيفي كي استعيد شهادة سيف أحمد حيدر التي وردت في لقاء معه أجراه الزميل العزيز عبد الحليم سيف لصحيفة الثورة عام 90م وجاء فيها ما يلي: 
“ بالرغم من بروز بعض الاختلافات، فقد فرضت المرحلة ضرورة التقاء الجميع، بدون اتفاق مسبق، حيث جرف تيار المقاومة الشعبية وروح المقاومة وإرادة الصمود الجميع إلى نهر الحياة الخالد (الجمهورية أو الموت). 
(..) 
من الواضح أنه من خلال أزمة الحصار لصنعاء كانت صنعاء الرمز واليقين، لثقة الشعب بالجمهورية وانتصارها، فقاومت كل عواصم المحافظات في تعز والحديدة وإب وذمار وصعدة إلخ كل الهجمات العسكرية والإغراءات المادية، وأردفت صنعاء الرمز بالمواد الغذائية أولاً، والمقاتلين ثانياً، بالإضافة إلى ما قدمته القبائل المجاورة للعاصمة من توفير المواد الغذائية لها، وهكذا فالحصار العسكري، وقطع طريق الحديدة صنعاء، وتعز صنعاء، لم يفلح في تحقيق أهدافه السياسية في تجويع العاصمة، فأقل القليل كان يوزع على الجميع بطيبة نفس وقناعة، وإحساس بالمصير المشترك. 
ويمكنني القول باطمئنان بأن الجماهير امتلكت في تلك الفترة زمام المبادرة، وذاقت أكثر من أي وقت مضى لذة الديمقراطية، ومارستها بمسئولية كاملة في إطار كل رأي، وكل سلوك مقبول في ظل الجمهورية، والرأي الوحيد المفروض والغير مقبول هو المساومة على ما عداها، عكس ذلك نفسه على الحياة اليومية للموظف والطالب والتاجر والمزارع والجندي سواء كان في الأمن أو في القوات المسلحة أو القوات الشعبية فأدى كل منهم واجبه طواعية وبحرص شديد. 
(..) 
أما أهم درس يمكن استخلاصه من انتصار السبعين يوماً هو الوحدة الوطنية والديمقراطية، شعر الجميع أن مصير كل فرد فيهم مرتبط بمصير الآخر وان مصير الجميع مرتبط بمصير الوطن. 
كان الجميع يدركون انهم إما أن يعيشوا معاً في ظل الجمهورية أو يموتوا معاً في حال عودة الملكية الكهنوتية، ومن هنا ساد الجميع روح الائتلاف والشعور بالمسئولية ووحدة المصير، فسارت الأيام مفعمة بالتآخي وولاء الجميع للوطن الجمهوري الحر الديمقراطي “. 
fathi_nasr@hotmail.com 


في الإثنين 16 فبراير-شباط 2015 06:46:20 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2454