الإعلام اليمني .. حضور في القتل والدمار وغياب في القضايا الإنسانية
كاتب/حسن الوريث
كاتب/حسن الوريث

في كل الحروب والصراعات والأزمات الاقتصادية يركز الإعلام على قضيتين هامتين تتمثل الأولى في نتيجة هذه الحروب ومن ينتصر ومن يخسر فيما الثانية وفي اعتقادي انها الأهم فتتمثل في ما ينجم عن تلك الصراعات والأزمات من قضايا إنسانية تمس حياة الأفراد والمجتمعات بشكل كبير وتؤدي إلى كوارث إنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان. وفي بلادنا العربية وخاصة اليمن يقوم الإعلام بتسليط الضوء على تلك الحروب والصراعات ويعمل على تأجيجها لكنه ينسى بشكل كبير أو لعله يتناسى تلك القضايا الإنسانية التي تنجم عنها بل ان تعاطي الإعلام اليمني مع هذه القضايا سطحي وانتقائي وأحياناً يمر عليها مرور الكرام فقط في حال تكرمت اي وسيلة ونقلت اي قضية من هذا النوع. ربما تناسى الكثير من الإعلاميين والصحفيين اليمنيين في زحمة انهماكهم بنقل اخبار القتل والحرب والدمار تناسوا تلك المآسي التي تنتج عنها ويكون ضحيتها المواطن المسكين والمغلوب على أمره والدور الهام والكبير الذي يجب ان تلعبه وسائل الإعلام في نقل تلك المعاناة على اعتبار أن الإعلام هو المسئول عن إيصال الرسائل الإعلامية على اختلاف اتجاهاتها ومن أهم الوسائل الفاعلة في المجتمع من خلال تأثيره المباشر على التغيرات التي يحدثها في القيم والاتجاهات والسلوكيات وغيرها ومنها ما ينجم عن الحروب والأزمات التي يشعلها الساسة ويقع ضحيتها الأبرياء لكنها لا تجد آذاناً صاغية من الإعلام الذي تحول إلى مجرد أداة من أدوات القتل والدمار وتغييب الوعي في المجتمعات. نتمنى من الإعلاميين والصحفيين في بلادنا أن يتابعوا وسائل الإعلام العالمية وكيف تتعامل مع القضايا الإنسانية المختلفة حتى يستفيدوا منها ويتفننوا في طرح تلك القضايا الإنسانية بشكل جيد وبالتأكيد فإنهم سيسهمون في إنقاذ أرواح الملايين من الناس الأبرياء وسيكون لهم الدور الكبير والفاعل في خدمة بلدهم بدلاً من الإسهام في تدمير البلاد وتخريبها بتأجيجهم للصراعات والحروب وافتعال الأزمات. ومما لا شك فيه أن مسئولي الإعلام اليمني الرسمي والخاص والحزبي خلال الفترة الماضية لم يتطرقوا لمثل هذه المواضيع ولم يعملوا على تأهيل كوادرهم في جانب تغطية القضايا الإنسانية بل ان تركيزهم كان على كيفية تدريب هؤلاء الإعلاميين على جانب واحد فقط وهو كيف يخدمون اجنداتهم ومصالحهم فقط دون النظر إلى مصلحة البلاد والعباد وهذه من المصائب الكبرى التي حلت بنا بسبب هؤلاء الذين تسلطوا على وسائل الإعلام وحولوها عن رسالتها النبيلة والسامية التي تخدم القيم المجتمعية والوطنية إلى مجرد أدوات تابعة وليست قائدة كما يفترض بها. هل يعرف الزملاء العاملون في مجال الصحافة والإعلام حجم المآسي التي يعاني منها أبناء اليمن ؟ وكم عدد المواطنين الذين تضرروا جراء الأزمات والحروب والفتن والصراعات التي تشهدها البلاد ؟ وهل يعلمون كم أسرة تحتاج إلى المساعدة الإنسانية في اليمن ؟ وماهي الظروف التي يعيشها الناس جراء تلك الأزمات التي أسهموا في صناعتها ؟ وهل يعرفون أن الإعلامي والصحفي في البلدان المتقدمة يظل يبحث عن قضية إنسانية واحدة نجمت عن كارثة سواء كانت طبيعية أو من صنع البشر ليعكسها للعالم والرأي العام لوضع الحلول والمعالجات لمثل تلك المآسي ؟ وهناك كم كبير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات حول دور الإعلام في الجانب الإنساني لكننا نصم أذاننا ونغطي أعيننا عنها ونوجههما إلى ما يفرق وينتج الحروب والقتل والدمار. وهذه دعوة أوجهها إلى ضمير كل مسئول عن أي وسيلة إعلامية سواء كانت رسمية أو خاصة أو حزبية ليجعلوا لقضايا الناس حيزاً كبيراً في وسائلهم وليعملوا على خدمة بلدهم والابتعاد عن تأجيج الفتن والصراعات التي تزيد من حجم معاناة الناس .
صحيفة الثورة

في الإثنين 23 فبراير-شباط 2015 08:17:01 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2482