|
أضمُّ صوتي إلى صوت الزميل الأستاذ عبده بورجي في تغريدته التي ثمّن فيها الأداء المتميز الذي يطبع شخصية محافظ البنك المركزي الأستاذ محمد بن همام، وجهده الدؤوب على رأس فريق مصرفي لضبط إيقاع أسعار الصرف في السـوق المحلية.
ويُحسب للمحافظ بن همّام خلال تحمّله مسؤولية قيادة بنك البنوك إدارته الحكيمة والمقتدرة للسياسة النقدية –رغم التقلّبات السياسية والصعوبات الاقتصادية – التي جنّبت العملة المحلّية مغبة التدهور خلال تلك الأزمات المتعاقبة منذ عام 2011م وحتى الآن، وبحيث تمكّن البنك المركزي بكفاءة عالية من امتصاص تأثيرات تلك الأزمات المتعاقبة.
ومع التقدير الكبير لتلك الجهود المتفانية التي بذلها محافظ البنك المركزي إلا أن ثمة ما يتوجّب الإشارة إليه في إطار المخاوف من إطالة أمد الأزمة السياسية وانعكاساتها على مجمل الحياة الاقتصادية والمالية التي سترتّب أعباءً خطيرة على الخزينة العامة، إذ أن من شأن استمرار هذا الوضع الاستثنائي هروب المزيد من الاستثمارات المحلية والخارجية، فضلاً عن ضعف تدفق الموارد المالية المحلية وانعدام عائدات المشتقات النفطية بالإضافة إلى توقف تمويلات المانحين والتي تشكّل جميعها أساس وعماد الاقتصاد الوطني الذي لا يمكن أن يستقيم طالما استمر هذا الخلل.
لذلك تبدو الإجراءات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي والمتعلّقة بوضع الضوابط ذات الصلة بصرف العملات الأجنبية بمثابة معالجة وقتية لكنها لن تُحل بأي شكل من الأشكال الأزمة المالية التي ستضاعف من أعباء الفاتورة الاقتصادية.
ومن هنا لا بد من التذكير بأن الإجراءات التي تتخذها قيادة البنك المركزي إزاء الحالة الاقتصادية الراهنة لن تؤتي ثمارها ما لم تواكب هذه التوجهات إرادة سياسية من المكونات والنخب على الساحة في الانتقال السريع إلى حالة تطبيع الأوضاع والتعجيل بترجمة الاستحقاقات الوطنية على أرض الواقع.. تحية مستحقة للمصرفي إبن همام وفريقه الذين يعملون بدأب للحفاظ على مكانة الريال أمام غول العملات الأخرى.
في الأربعاء 25 فبراير-شباط 2015 08:59:44 ص