|
البطولة بذاتها (رغم تاريخها الناصع) باتت في نسخها الأخيرة تحمل سلبيات كثيرة وهي تتحول لحفلات ردح وحساسيات تزيح المستوى الفني من المشهد لتسيطر عليه الإثارة الصوتية والفرقعات الدعائية، إضافة لتوقيتها الذي بقي دائما شوكة في حلق المسابقات المحلية والاستحقاقات القارية للأندية والمنتخبات، الأمر الذي جعل التحديات اليمنية الخاصة إضافة سلبية تصبغ البطولة بمتاعب جمة..!
لم تشهد أي دورة مثل تلك التجاذبات التي حدثت طوال الأشهر الماضية، حيث كان رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي يصر دائما على جاهزية الدولة المستضيفة، في ظل أنباء عن تحفظ إماراتي - كويتي ودعم قطري لليمن وتسريبات عن نية السعودية المشاركة بالمنتخب الأولمبي.. قبل أن ينعقد المكتب التنفيذي للجان الأولمبية الخليجية وأمناء سر اتحادات كرة القدم بمجلس التعاون الخليجي ويحدد 18 يوليو (تموز) موعدا لقيام أمناء سر الاتحادات بزيارة لعدن وأبين والوقوف على الاستعدادات الخاصة بالبطولة، وهي الزيارة التي تمت لاحقا وأقر بعدها الأمناء جاهزية ملاعب البطولة ومحضرها السابق وقرروا إقامة القرعة في النصف الثاني من شهر أغسطس (آب) المقبل..!
الغريب أن الأمناء زاروا الملعب الرئيسي للبطولة وهو في مراحل التشطيب الأخيرة، حيث سيبدأ تشغيله التجريبي في سبتمبر (أيلول) القادم، أي إنه ما زال قيد الإنشاء، كما أن أمناء السر سبق أن أقروا قبل ثلاثة أشهر رفع توصية لوزراء الداخلية للمناقشة، وإعداد تقرير أمني حيال دخول الجماهير من كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ولا يعلم أحد ماذا تم بهذا الخصوص.. ناهيك بكون ملاعب البطولة الخمسة: شمسان والشعلة وشباب المنصورة والوحدة والنصر، لا تستوعب سوى خمسة آلاف مشجع، مما يوحي باستبعاد أجواء كروية ساخنة ويعيد للبطولة ذكريات إقامتها قبل ثلاثين سنة!!
شخصيا أتمنى صادقا أن يكون اليمن السعيد في كامل رخائه وأمنه وأن تقام البطولة بمكانها وتوقيتها وبظروف جيدة، لكن الأماني ليست كل شيء، وإذا ما استمرت التطورات الأخيرة فإن التأجيل هو الحل الأمثل لبطولة هزيلة لا تحتمل المزيد من (الريجيم)..!!
* الشرق الاوسط:
في الخميس 29 يوليو-تموز 2010 05:32:52 م