|
لا جديد في الموقف الأمريكي تجاه الحوثيين، فهذا الموقف انجلى منذ الحروب الست على عهد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وكان نظاماً لم يوفر طاقة وجهداً لإثبات الولاء للولايات المتحدة، وخاصة بعد المشروع العالمي الكبير للحرب ضد أشباح الإرهاب الغامض .. يومئذ سجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح زيارة استباقية مبكرة لواشنطن ، وقدم كامل فروض الولاء والطاعة لليميني الجمهوري المتصهين بوش الابن ، بل واستتبع ذلك بمنح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لشن طائرات القتل المجاني تحت ذريعة محاربة إرهاب القاعدة، ودونما التفات للضحايا الأبرياء من مواطني اليمن الفقراء، وكذا قواعد القانون الدولي والسيادة الوطنية.. يومها ظهر جلياً أن الولايات المتحدة لا تعير كبير اهتمام للحركة الحوثية، ولا تعتبرها خطراً يقتضي من الولايات المتحدة موقفاً متناغماً مع دعاوى واتهامات النظام اليمني «الصديق» .. بل إن السفراء المتتاليين للإدارات الأمريكية في اليمن كانوا حريصين على تبرئة إيران من أي تهمة مباشرة، بوصفها نظاماً ملتبساً بالتدخل في الشأن الداخلي اليمني ، وأنهم يساندون الحوثيين . كان حرص الأمريكيين على نفي أي تهمة واضحة ضد إيران أمراً مشهوداً ، لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف ، فالظاهر الآن أن القراءة الأمريكية للحالة العربية بعامة واليمنية بخاصة ظل محكوماً بثابتين لا ثالث لهما الثابت الأول: يتعلق بإسرائيل وأمن إسرائيل، والذي يقتضي من الإدارة الأمريكية تكييف كل العوامل السياسية لهذه الحقيقة المطلقة التي تصل إلى مصاف المقدس الأيديولوجي ، ومن هنا نرى جلياً أن الولايات المتحدة ليست في وارد الضغط على إيران في الملف اليمني طالما ظلت المباحثات النووية قائمة، وبما يومئ لأمن إسرائيل .. أما الثابت الثاني: والذي يصل إلى حد العدمية السياسية، فهو الحرب العالمية ضد الإرهاب .. ذلك الإرهاب الذي تعملق في أفغانستان يوم أن كانت محاربة الشيوعية هناك بمثابة حرب مقدسة يلتقي عندها المسيحيون الأنجليكانيون مع الإسلام السياسي السلفي المتخشب، وعلى نفس الوتيرة لا بأس من التقاء جديد بين الهرمجدونية الصهيونية ومنتظري «الإمام الغائب» في الحوزات السياسية للمتشيعة «الاثنا عشريون» بنسختهم الخمينية المؤصلة بالتقطير الميتافيزيقي الدوغمائي، وللحديث صلة.
Omaraziz105@gmail.com
في الإثنين 09 مارس - آذار 2015 08:15:52 ص