في إشكالية غياب خطاب نبذ التطرف
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب

في كل الأزمات والمحن والتحوّلات التي مرّ بها اليمن وخاصة خلال العقود المنصرمة؛ كان الخطاب الديني ودور المسجد التنويري والتوعوي في طليعة منابر التوعية بمخاطر التشدُّد والغلو، فضلاً عن كونه جامعاً لليمنيين بهدف تبصيرهم بمخاطر خطاب التشدُّد لما من شأنه تعميق الأزمة وتوسيع شُقّة الاختلاف بين مكوّنات المجتمع. 
ومع الأسف الشديد ومنذ الأحداث الأخيرة التي أعقبت أزمة 2011م فإن ثمّة غياباً في دور ورسالة المسجد والنُخب؛ سواء للتنبيه إلى تلك المخاطر التي تقود إليها حالة التجاذبات أو في ما يتعلّق بضرورة تعزيز عُرى تماسك المجتمع والالتقاء على قواسم مشتركة. 
ومما استرعى انتباهي – والكثيرين من المتابعين - غياب هذا الدور وتحديداً خلال الأشهر الماضية وبحيث باتت التساؤلات تطرح نفسها عن الأسباب الكامنة التي تقف خلف هذا الإهمال أو التغاضي عن دور ومهمة ورسالة المسجد في الوعظ والإرشاد وتعزيز اللُحمة الوطنية، إلاّ أنني لم أجد إجابة شافية عن هذا الغياب مؤخّراً مع الأسف الشديد. 
إن ثمّة ما يعتمل في النفس عن تقصير واضح في أداء القائمين على هذه الرسالة التي يفترض أن تضطلع بها المؤسسات التنويرية القائمة في خدمة هذه الغاية الدينية والوطنية، وفي مقدمتها – بالطبع – وزارة الأوقاف والإرشاد وجمعية العلماء اليمنيين والنُخب الإعلامية والثقافية وغيرها، وهي مؤسسات لا تقوم بدورها كاملاً إلا في المناسبات ومواسم الانتخابات كما يبدو..!!. 
ومع معرفتنا بأوجه هذا التقصير؛ إلا أن ثمة حاجة ملحّة - راهناً - للتذكير بأهمية إحياء الرسالة التوعوية وبخاصة على صعيد تقريب وجهات النظر بين مكوّنات المجتمع وتشذيب الخطاب الدعوي والتثقيفي من كل أشكال الغلو والتطرف، فضلاً عن إحياء قيم المحبّة والتسامح والوسطية والاعتدال بين اليمنيين جميعاً دون استثناء. 
وأخيراً سيظل هذا الهاجس قائماً طالما ظلّت رسالة المسجد وهذه المنابر غائبة خاصة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمرُّ به الوطن ويدعو إلى تكثيف المزيد من التوعية بأواصر الأخوّة ونبذ الشتات والتفرُّق.

في الإثنين 09 مارس - آذار 2015 08:17:21 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2541