استغراب له ما يبرّره..!!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
أستمع كثيراً إلى بعض تلك الأصوات التي تطالب دوماً باستمرارية فاعلية أداء الاقتصاد الوطني؛ غير أن تلك الأصوات – مع الأسف الشديد – تتناسى أن عجلة الاقتصاد لا يمكنها أن تسير في ظل غياب البيئة المشجّعة لجذب الاستثمارات، فضلاً عن واقع غير مستقر تحفّه المخاطر من كل حدب وصوب. 
ولما ذهب بعضهم إلى حثّ القطاع الخاص على الاستثمار محلياً ومواصلة رفد الاقتصاد الوطني بالديمومة؛ تفاءلت كثيراً في قرارة نفسي عن إمكانية تحقيق ذلك في وقت يعرف الجميع أن رأس المال «جبان» لا يمكنه أن يعيش في مناخات ملبّدة بعوامل الطرد..!!. 
واستغربت أكثر من أولئك الذين يطالبون باستمرارية أداء المؤسسات الخدمية لمسؤولياتها؛ بينما هم يعلمون تماماً أن ارتباط أداء هذه المؤسسات الخدمية ومنها الكهرباء والمياه وغيرها مرهون بتوافر المشتقات النفطية لهذه المؤسسات؛ فضلاً عن الميزانيات التشغيلية لمجمل دواوين ومؤسسات الحكومة دون تخصيص وصرف الميزانيات التشغيلية. 
ومن دهشتي في هذا السياق أن أستمع إلى بعض هذه الأصوات وهي تناصب الخارج العداء؛ وتحديداً الدول المانحة، دون إدراك لمخاطر وتبعات ذلك على تمويل الخزينة العامة بالعملات الصعبة والتي تعتمد – بدرجة أساس – على المساعدات والهبات والقروض التي باتت في السنوات الأخيرة تمثّل نسبة كبيرة من موارد العملات الصعبة، فضلاً عن تلك الودائع الخاصة لبعض الدول الخليجية بالعملات الصعبة لدى البنك المركزي. 
وبالمناسبة أستغرب كذلك من ينبري مشفوعاً بمنطق الغلبة والقوّة إلى تعطيل الجهود القائمة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء على الساحة الوطنية؛ غير آبه لمخاطر هذا الاستقواء والاستبعاد على حاضر ومستقبل الوطن. 
وأخيراً, لقد فاض الكيل من الشعارات الطنّانة التي ما برحت تظلّل سماء بلادنا طيلة العقود الستة الماضية، خاصة أن كل مرحلة تستنسخ ما سبقتها من الشعارات الجوفاء التي تملأ حياة اليمنيين بالضجيج دون أن تقدّم لهم طحيناً..!!.

في الأربعاء 11 مارس - آذار 2015 08:39:07 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2550