مرامي استهداف الخيواني..!!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
الجريمة النكراء التي استهدفت حياة الزميل الصحافي والسياسي عبدالكريم الخيواني تمثّل الوجه القبيح الذي يضيق بالرأي الآخر والنيل من الشخصيات الوطنية دون إدراك لعواقب مثل هذه الجرائم التي استهدفت – ولاتزال – عديد الوجوه الوطنية البارزة والفاعلة في المجتمع. 
إن هذا العمل الجبان والمُدان سيظلُّ وصمة عارٍ في جبين القتلة الذين يحاولون إرباك المشهد السياسي وتعطيل مسيرة الحوار الوطني بين مكوّنات ونُخب المجتمع, فضلاً عن محاولة وضع العراقيل أمام الجهود المتواصلة والحثيثة المُخلصة والمبذولة من أجل انتشال الوطن من هذا الوضع الاستثنائي سياسياً وأمنياً، غير إدراك من القوى المتربصة باستقرار الوطن أن هذه الجرائم البشعة لن تثني الجميع عن مواصلة السير في اتجاه إيجاد حلول توافقية ومُرضية بين كل الأطراف والقوى والمكوّنات على الساحة الوطنية. 
ولا شك أنّ الذين خطّطوا ونفّذوا هذا الجُرم المشين؛ إنما يحاولون العبث باستقرار السكينة العامة في المجتمع وإثارة الضغائن والأحقاد، ومحاولة تفكيك اللُحمة الوطنية، وهو ديدن هذه العصابات المتربّصة باستقرار الوطن؛ سواء في ارتكاب هذه الجريمة النكراء أم في غيرها كتلك التي حدثت وبصورة متواترة خلال سنوات الأزمة الأخيرة. 
وأخيراً لا أخفي القارئ الكريم أن نبأ اغتيال الرجل نزل على نفسي كالصاعقة؛ بالنظر إلى أن الشهيد ينتمي إلى الأسرة الإعلامية، وأن مرتكب هذا الجُرم استهدف أحد الذين ناضلوا طويلاً وفي مختلف الظروف دفاعاً عن الحقيقة سواء اختلفنا أم اتفقنا مع رؤيته وخطّه السياسي, فضلاً عن أن الرجل لم يحمل في أي يوم من الأيام بندقية أو رصاصة؛ وإنما كان سلاحه على الدوام الحرف والكلمة. 
وإذ أترحّم على روح الشهيد الخيواني, فإنّني أتمنّى أن يكون هذا الحزن هو آخر أحزان اليمنيين الذين تتطلّب منهم الضرورة اليوم أن يتنبّهوا إلى هذه الأيادي العابثة بتعزيز روح التوافق وتعميق مبدأ الولاء الوطني وتعظيم قيم الشراكة وسد كل منافذ التشرذم والقطيعة. 
 ولا نامت أعين الجُبناء.

في الخميس 19 مارس - آذار 2015 08:49:37 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2591