أوقفوا هذه الحرب..!
كاتب/عباس غالب
كاتب/عباس غالب
يخطئ كثيراً من يعتقد أن ما يدور اليوم وعلى أكثر من رقعة على الأرض اليمنية مجرد توترات أمنية وعسكرية فحسب ،بل هو في واقع الأمر حرب حقيقية يتبارى فيها فرقاء الصراع بالسلاح على أكثر من جبهة. 
وعلى سبيل المثال فإن ما يحدث في عدن ولحج من اقتتال بين بعض الوحدات العسكرية وأعضاء اللجان الشعبية تناصرها وحدات عسكرية أخرى لم تعد مجرد (بروفة) لحرب مقبلة ومؤسفة بين اليمنيين ولكنها الحرب الحقيقية.. ولا ندري إلى أين يقود هذا الصدام المسلّح في نهاية المطاف؟! 
لقد بُحّت الأصوات خلال الفترة المنصرمة تجاه ضرورة العودة إلى طاولة الحوار من أجل التوصّل إلى صيغ مشتركة تكفل إيقاف هذه التداعيات الخطيرة وبخاصة في جوانبها العسكرية غير أن تلك الأصوات لم تصل – كما يبدو – إلى سمع الأفرقاء والمكوّنات التي يبدو أن كلاً منها يبحث عن نصيبه من كعكة السلطة حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار اليمن وإدخاله في أتون حرب مدمّرة. 
إن المخاوف المتزايدة من اتساع نطاق هذا الصدام هي إمكانية تدخُّل بعض القوى الإقليمية في هذه المعركة الخاسرة التي لن يكون وقودها غير اليمنيين، خاصة وأن ثمة مؤشرات تدلّل – بما لا يدع مجالاً للشك – أن هذه القوى الإقليمية باتت تلوّح بورقة اليمن في نزاعاتها واختلافاتها للسباق في الهيمنة على المنطقة . 
وفي حقيقة الأمر لا أدري ما إذا كانت المكوّنات اليمنية على الساحة تستحضر التجارب والدروس المريرة التي عانى منها عدد غير قليل من الدول العربية التي وقعت تحت أسر هذه التدخُّلات كالعراق وسورية وليبيا والتي ما تزال حتى اليوم تعيش أوضاعاً مأساوية جرّاء احتدام الصراع والحرب الأهلية التي كان من أبرز أسبابها تدخُّل الخارج. 
ومع كل ذلك لا تزال الآمال معقودة على العقلاء في هذا البلد أن يعودوا إلى جادة الحق والصواب، وتغليب المصلحة العليا لليمن الذي لن يكون بمقدوره تحمُّل تبعات هذه الصراعات التي ستودي بالجميع إلى الخراب دون استثناء!. 

في الإثنين 23 مارس - آذار 2015 08:56:46 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2609