ما تبقى من أمل لاستعادة وبناء دولة!
كاتب/فتحي أبو النصر
كاتب/فتحي أبو النصر
-1- 
قال لي صديق يمني : “علينا ان نستفيد من التجربة الايرانية كي نكون في المستقبل دولة قوية مثلها ونحاور من اجل النووي لا ان نجلس في حضيرة آل سعود المتخلفة الرجعية “ . 
 قلت له : تتحدث كدولة مستقرة واثقة من ذاتها مع ان مراكز الهيمنات جعلتنا دولة في الحضيض .. وهاهي الدولة صارت تتلاشى لصالح ميليشيا بينما اليمن تتعرض للعزلة وللضرب بسبب مغامراتها وبسبب سوء السياسيين الخ ..على انك تتحدث بشكل مكابر ايضا وكأن الملياري دولار اللذين يحفظان العملة من الانهيار جاءت بهما ايران او لكان المليون ونصف يمني المغتربين الذين يرفدون البلد بأربعة مليارات دولار سنويا من التحويلات هم في ايران وليس في السعودية .. شئنا أم أبينا .. هناك اعتبارات جغرافيا وتاريخ ،لكن يجب ان تنظم وتتم العلاقات مع الدول بشكل محترم وليس بشكل يعمل على تجريف الوطنية اليمنية .. أما الارهاب فهو بسلاحنا الذي نستخدمه ضد بعض منذ عقود قبل ان يكون على يد جماعات التطرف الشيعية والسنية المسلحة والتي تهزأ بالعمل الديمقراطي وتريد فرض اجنداتها التي تشق المجتمع وهذا مايجب الوقوف ضده لأن البلد لاتحتمل على الاطلاق .. والصحيح أن هناك دولا تغذي التطرف سنيا وشيعيا بدلا من تغذية التسامح والتعايش كمواطنين بذات الحقوق والواجبات امام القانون .. اما التحرر من اي حظيرة فيأتي بمشروع وطني لا بمشروع صغير .. مشروع للانسان وإرادته في الحياة والانتاج لا مشروع “للمجاهدين “ وارادة الاستشهاد والاستحواذ .. 
كما ان المشروع الوطني ببساطة ليس لتحقيق مصالح شخصية وانما لتحقيق صالح عام .. والمعلوم ان المشروع الوطني الذي يمكن من خلاله انقاذ مستقبل اليمن وما تبقى من أمل لاستعادة وبناء دولة يجب أن يرتكز على قاعدة إن المواطنة والقانون هما الأساس وبالتالي فبناء الدولة لن يستقيم مع الامتيازات ايا كان نوعها ولا مع وجود وسيطرة من ينازع الدولة سلطاتها . كما انه مع غياب المشروع الوطني تحضر المشاريع الفئوية والمناطقية والطائفية والمذهبية القبيحة والهمجية والهوجاء وتزداد الاستقطابات السيئة للخارج مايفقدنا الشخصية الوطنية السوية . 
المشكلة فينا وليس في الآخرين عموما.. وعلينا ان نستفيد من اخطاء الماضي والحاضر كي نكون في المستقبل دولة تحترم مواطنيها ومواطنين يحترمين دولتهم .. نعم لليمن ولحلم دولة بلا استقواءات .. دولة تحتكر السلاح ويسودها القانون لا دولة تحتكرها العصبويات ويسودها المزاج .. نعم لدولة قانون وشراكة لا لدولة انا ومن بعدي الطوفان.. والخلاصة انه لايمكن التحرر من أية هيمنة عبر جلب هيمنة مضادة. 
-2- 
قال لي أحد الاصدقاء العرب : 
“ هذه هي الآفة يا فتحي ، تاريخ من التخلف الرهيب كلهم وكلاء لله ليقهروا ا الناس ، ومافي رب بيعمل توكيل لبقر.. لكن لا اثق بآل سعود ولا بآل الخميني ولابجنس العسكر، نريد مواطنه ويريدون نهباً وسلباً ورئاسة ..لن نتفق ابداً صديقي 
كيف يعود للحوثي صوابه ؟ ويصدق انه مواطن عادي ،وكيف يقبل صالح بأن زمنه انتهى ؟ 
خايف يافتحي تكون اليمن السعيد بداية للدخول في عصر الاندثار ، لن يبقي سليماً من المحرقة سوى اليهود.“ 
fathi_nasr@hotmail.com 

في الأربعاء 01 إبريل-نيسان 2015 07:37:16 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=2634