|
- سيذكرني العالم يوماً ما .. !
وسيان إذا ما صدقت هذه الرواية أم لا عن أسباب تلك الكارثة الجوية المروعة فإن دلالتها أكثر ما تنطبق علينا في اليمن ، خاصة وإن بعض قادتنا – مع الأسف الشديد – يتشابهون في تصرفاتهم وهم يمضون في إحراق البلد مع سبق الإصرار والترصد تحت أواهم ودعاوى ما أنزل الله بها من سلطان .
وإذا كان مساعد الطيار الألماني المذكور قد أوقع الكارثة بعدد محدود من الركاب فإن طائرة اليمن وقد أوشكت أن تحل بها الكارثة ذلك لأنها تقل على متنها قرابة 30 مليون إنسان .. وهذه هي المفارقة الصعبة مع أن كل منهما جريمة نكراء .
ومن الواضح أن بعض قادتنا يحتاجون حقاً الذهاب إلى مصحات نفسية للاستشفاء من عقد السلطة وسطوة القرار والهيمنة على مقدرات الوطن والمواطنين المغلوب على أمرهم ، لا يدرون ماذا يفعلون وهم يتابعون صباح مساء السجالات العقيمة بين تلك النخب بينما طائرات (( عاصفة الحزم )) تمطر رؤوسهم بأطنان المتفجرات في وقت لم تكن هذه النخب بحاجة إلى مثل هذا الدمار الذي لن يكون فيه منتصراً في نهاية المطاف !
وفي اعتقادي المتواضع فإن ثمة خيطاً رفيعاً يربط بين دوافع الأطراف المعنية بالاحتراب في الداخل اليمني راهناً وبين تلك الأسباب التي دفعت بالطيار الألماني إلى ارتكاب تلك الكارثة باعتبار أن كلاً من هؤلاء تقوده عقده النفسية لارتكاب حماقة ما مهما كانت تبعاتها بمجرد اعتقاده بأن التاريخ سيذكرهُ ذات يوم ، غير أنهم يتناسون بأن التاريخ سيذكرهم حقاً ولكن على صفحات القادة الأكثر عطشاً للدم والخراب .. !
في الأحد 05 إبريل-نيسان 2015 06:57:32 ص