|
دخل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد على خط الذين أسقطوا أمانيهم ورغباتهم الخاصة على تداعيات الحرب التي تشن على اليمن منذ 26 مارس الماضي وذلك عبر تلك التصريحات التي أطلقها عقب لقائه بوزير خارجية عبدربه منصور هادي الدكتور رياض ياسين والتي دعا فيها الدول العربية غير المشاركة في تحالف ما يوصف بـ(عاصفة الحزم) إلى إعادة النظر في مواقفها والالتحاق بهذا التحالف من أجل الإسراع في استرجاع اليمن (المخطوف) والذي تعود إليه أصول كل العرب وهو بمثل هذه التصريحات الصادمة والمثيرة للاستغراب لا يشرعن فقط لإطالة أمد الحرب واستمرارها في تدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية والعسكرية اليمنية وإنما يحرض على توسيعها بدعوة أطراف جديدة من العرب للمشاركة فيها باعتبار ذلك يشكل في نظره نوعاً من رد الجميل للمنبت الأول الذي خرج منه كل العرب الذي تسعى ايران إلى قضمه عن طريق جماعة أنصار الله الحوثية التي تتوسع قاعدته الجغرافية في الجنوب والوسط بعد أن سيطرت على معظم الشمال .
المفارقة أن الشيخ عبدالله بن زايد قد غابت عنه وهو يتحدث عن موطن أصل العرب حقيقة أن الحرب لا يمكن بأي حال من الأحوال هي المخرج او الوسيلة الآمنة التي يمكن من خلالها انتشال اليمن من وهدته وأزماته وصراعاته الداخلية وتجفيف أي نفوذ خارجي يتمدد في داخله بل أن تغليب خيار الحرب على الخيارات السلمية الأخرى والعمل الاقتصادي والتنموي ليس أكثر من ذر للرماد على العيون ومغالطة النفس فلو كانت الحرب هي الأداة المثلى لكانت الأمارات هي الأحق بخوضها بإسناد التحالف الذي تشارك فيه اليوم لاسترداد جزرها المحتلة إلاّ أنه ورغم أن عملاً كهذا لا يحتاج له تبرير فهو ما لم تنساق إليه الإمارات وظلت تتمسك بالحلول السلمية والسياسية في قضية تلك الجزر لقناعتها بالتأكيد أن أي حرب المنتصر فيها خاسر .
ربما يكون من الصعب على دول الخليج إيجاد مسوغات للحرب العبثية والمجنونة التي تشنها على اليمن على اعتبار أن مثل هذه الحرب مازالت بالنسبة للأمم المتحدة غير شرعية وهو الحال نفسه بالنسبة لمجلس الأمن والذي وان بدا صامتا أو غير معترض عليها فإنه الذي لا يؤيدها ولا يساندها وبالتالي فإنها التي تصبح واحدة من الحروب التي يثار حولها الغبار وبالذات وان مزاعم الدفاع عن شرعية الحكام باتت لعبة من العاب السياسة وقد رأينا كيف تحولت هذه اللعبة إلى قفازة تستخدمها بعض المنظمات الدولية أو الإقليمية بازدواجية وانتقائية مقيتة كما هو شأن الجامعة العربية التي طالما استخدمت هذه الشرعية بمكاييل عدة فهي من أجازت احتلال العراق عام 2003م ونزعت الشرعية عن نظام القذافي وكانت السبب بانهيار ليبيا برمتها وهي من أفتت بسحب الشرعية عن نظام زين العابدين بن علي وهي من سحبت غطاء الشرعية عن النظام السوري فيما لم تأبه بشرعية مرسي ولم تكترث لشرعية حماس عام 2006 م وهي من أجازت لـ 9 دول عربية بشن حرب مفتوحة على اليمن دفاعا عن شرعية هادي التي أضاعها ما بين صنعاء وعدن .
للأسف لقد تم في خضم هذه الحرب العدمية تجاوز العديد من الخطوط الحمراء بدءا بحقوق الجوار ومرورا برابطة الدم والعقيدة ووصولا إلى واحدية المصير المشترك وعوضا عن أن يتنبه من يشنون هذه الحرب إلى ما قد يترتب على مثل هذه التجاوزات من شروخ في جدار تلك القواسم المشتركة وجدنا من ينفخ في كير النار المشتعلة أن لم يعمل على تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الآخرين كما يفهم ذلك من تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الأخيرة ولا ادري كيف يمكن القبول بمنطق أن الحرب هي في الأصل للدفاع عن اليمن الذي يمثل منبت العرب الأول خصوصا وذاك الوزير يعلم أن الحرب أداة هدم وليس إعمار وأن من أسماهم بجذور أصولهم صارت الجنة بالنسبة لأي منهم اقرب من الحصول على فيزا دخول أو فرصة عمل في بلد كالإمارات ولذلك نجد عدد المغتربين اليمنيين في هذا البلد لا يتجاوزون الـ 50 ألفا من بين ثمانية ملايين يشكلون حجم العمالة في هذه الدولة وقد يكون من الغريب أن نجد العدو الإيراني الذي جاءوا لمحاربته في اليمن هو الأكثر حظوة من حيث التسهيلات التي تقدم لأبنائه المنتشرين في الإمارات والذين تتجاوز أعدادهم أكثر من 600 ألف إيراني ناهيك عن أن استثمارات هذا العدو تتصدر الاستثمارات العربية والأجنبية في الإمارات في حين أن لا وجود لأي عمالة او استثمارات إيرانية في اليمن وإن بنسبة ضئيلة وبالتالي إذا ما كانت طهران قد نجحت بالتقارب مع هذه الجماعة أو تلك في اليمن فلا يعني بأي حال من الأحوال أن اليمنيين جميعا صاروا في الحاضنة الإيرانية على أنه كان بإمكان دول الخليج تدارك مثل هذا الاختراق بتعزيز المصالح الاستراتيجية مع اليمن الذي سيظل أقرب إلى أشقائه من أي طرف آخر .
والواقع انه قد آن الأوان لأن تتوقف هذه الحرب العبثية وغير المسبوقة ليس فقط اعتبارا لخطورة تداعياتها السياسية والاجتماعية والأخلاقية وإنما اعتبارا أيضا لما أصبحت تمثله في ذاتها من منعرج خطير قد يؤدي إلى تفجير المنطقة بأكملها ويخطئ تماما من يعتقد أن ما فشل في العراق وسوريا وليبيا يمكن له أن ينجح في اليمن فالحرب ستبقى هي الرهان الخاسر شاء من شاء وأبى من أبى.
الثورة
المفارقة أن الشيخ عبدالله بن زايد قد غابت عنه وهو يتحدث عن موطن أصل العرب حقيقة أن الحرب لا يمكن بأي حال من الأحوال هي المخرج او الوسيلة الآمنة التي يمكن من خلالها انتشال اليمن من وهدته وأزماته وصراعاته الداخلية وتجفيف أي نفوذ خارجي يتمدد في داخله بل أن تغليب خيار الحرب على الخيارات السلمية الأخرى والعمل الاقتصادي والتنموي ليس أكثر من ذر للرماد على العيون ومغالطة النفس فلو كانت الحرب هي الأداة المثلى لكانت الأمارات هي الأحق بخوضها بإسناد التحالف الذي تشارك فيه اليوم لاسترداد جزرها المحتلة إلاّ أنه ورغم أن عملاً كهذا لا يحتاج له تبرير فهو ما لم تنساق إليه الإمارات وظلت تتمسك بالحلول السلمية والسياسية في قضية تلك الجزر لقناعتها بالتأكيد أن أي حرب المنتصر فيها خاسر .
ربما يكون من الصعب على دول الخليج إيجاد مسوغات للحرب العبثية والمجنونة التي تشنها على اليمن على اعتبار أن مثل هذه الحرب مازالت بالنسبة للأمم المتحدة غير شرعية وهو الحال نفسه بالنسبة لمجلس الأمن والذي وان بدا صامتا أو غير معترض عليها فإنه الذي لا يؤيدها ولا يساندها وبالتالي فإنها التي تصبح واحدة من الحروب التي يثار حولها الغبار وبالذات وان مزاعم الدفاع عن شرعية الحكام باتت لعبة من العاب السياسة وقد رأينا كيف تحولت هذه اللعبة إلى قفازة تستخدمها بعض المنظمات الدولية أو الإقليمية بازدواجية وانتقائية مقيتة كما هو شأن الجامعة العربية التي طالما استخدمت هذه الشرعية بمكاييل عدة فهي من أجازت احتلال العراق عام 2003م ونزعت الشرعية عن نظام القذافي وكانت السبب بانهيار ليبيا برمتها وهي من أفتت بسحب الشرعية عن نظام زين العابدين بن علي وهي من سحبت غطاء الشرعية عن النظام السوري فيما لم تأبه بشرعية مرسي ولم تكترث لشرعية حماس عام 2006 م وهي من أجازت لـ 9 دول عربية بشن حرب مفتوحة على اليمن دفاعا عن شرعية هادي التي أضاعها ما بين صنعاء وعدن .
للأسف لقد تم في خضم هذه الحرب العدمية تجاوز العديد من الخطوط الحمراء بدءا بحقوق الجوار ومرورا برابطة الدم والعقيدة ووصولا إلى واحدية المصير المشترك وعوضا عن أن يتنبه من يشنون هذه الحرب إلى ما قد يترتب على مثل هذه التجاوزات من شروخ في جدار تلك القواسم المشتركة وجدنا من ينفخ في كير النار المشتعلة أن لم يعمل على تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الآخرين كما يفهم ذلك من تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الأخيرة ولا ادري كيف يمكن القبول بمنطق أن الحرب هي في الأصل للدفاع عن اليمن الذي يمثل منبت العرب الأول خصوصا وذاك الوزير يعلم أن الحرب أداة هدم وليس إعمار وأن من أسماهم بجذور أصولهم صارت الجنة بالنسبة لأي منهم اقرب من الحصول على فيزا دخول أو فرصة عمل في بلد كالإمارات ولذلك نجد عدد المغتربين اليمنيين في هذا البلد لا يتجاوزون الـ 50 ألفا من بين ثمانية ملايين يشكلون حجم العمالة في هذه الدولة وقد يكون من الغريب أن نجد العدو الإيراني الذي جاءوا لمحاربته في اليمن هو الأكثر حظوة من حيث التسهيلات التي تقدم لأبنائه المنتشرين في الإمارات والذين تتجاوز أعدادهم أكثر من 600 ألف إيراني ناهيك عن أن استثمارات هذا العدو تتصدر الاستثمارات العربية والأجنبية في الإمارات في حين أن لا وجود لأي عمالة او استثمارات إيرانية في اليمن وإن بنسبة ضئيلة وبالتالي إذا ما كانت طهران قد نجحت بالتقارب مع هذه الجماعة أو تلك في اليمن فلا يعني بأي حال من الأحوال أن اليمنيين جميعا صاروا في الحاضنة الإيرانية على أنه كان بإمكان دول الخليج تدارك مثل هذا الاختراق بتعزيز المصالح الاستراتيجية مع اليمن الذي سيظل أقرب إلى أشقائه من أي طرف آخر .
والواقع انه قد آن الأوان لأن تتوقف هذه الحرب العبثية وغير المسبوقة ليس فقط اعتبارا لخطورة تداعياتها السياسية والاجتماعية والأخلاقية وإنما اعتبارا أيضا لما أصبحت تمثله في ذاتها من منعرج خطير قد يؤدي إلى تفجير المنطقة بأكملها ويخطئ تماما من يعتقد أن ما فشل في العراق وسوريا وليبيا يمكن له أن ينجح في اليمن فالحرب ستبقى هي الرهان الخاسر شاء من شاء وأبى من أبى.
الثورة
في السبت 11 إبريل-نيسان 2015 08:20:41 م