سين - جيم .. مفتاح العلل!!
صحافي/عبدالله حزام
صحافي/عبدالله حزام
 
صحافي/عبدالله حزام
> شتاء هذا العام من رأسه حتى أخمص قدميه يتربص بالجميع وخصوصا الصغار والمسنين أكثر من أي شيء أخر.. ولاشيء نحتاط به سوى ترديد الوعظ العابر:"البرد مفتاح العلل "عند الشعور بلفحة برد قارسة اوالوقوع في شراك أنفلونزا شديدة الوطأة كأن فيروسها يتناول قطر الحديد من شدة مقاومته للعلاج..مع ذلك لانتحرك خطوة باتجاه التوعية بوسائل السلامة والأمان في مواجهة جنرال الشتاء الذي أدخل الجميع في (سين- جيم )المخاطر ووسائل المواجهة.. ولاحس ولاخب لأقنية التوعية لدينا التي تبدو كمن في فمه ماء ..وهل ينطق من في فمه ماء..؟!

> علماء المناخ صرخوا بما فيه الكفاية ياعالم ياهوه نحن في العصر الجليدي الثاني ونصيبنا منه موجة برد قارسة تضرب المناطق المرتفعة والشمالية من البلاد آدت إلى انخفاض درجة الحرارة الى ما دون الصفر ترافقها كالعادة تقلبات جوية عجيبة.. وخذوا مدينة صنعاء كـ(سمبل) والتي نعيش فيها في اليوم الواحد الفصول الأربعة ولا نتمكن معها من درء مخاطر تلك التقلبات التي تخلف ضحايا من الأطفال والمسنين بالجملة لجهل الأسر بثقافة الزمهرير..وحتى القيض!

> أم المصائب أننا بسبب هذا التناسي للتوعية بوسائل الأمن والسلامة الشتوية نذهب إلى أقصى الخطر تطبيقا للمثل الذي يقول:"النار فاكهة الشتاء " فيفرط البعض في استخدام التدفئة التقليدية وعلى نار موقد يصبحون معه على موت وليس على خير!وحتى مع وسائل التدفئة الحديثة يصعق الخطر ضحايا.. وخذوا مثلا السخان الكهربائي اليدوي ! أوتشغيل أجهزة كهربائية فوق طاقتها مما يؤدي إلى انفجار بعضها فينتج عنها ضحايا وإصابات.!

> وجنبا إلى جنب تتحفنا الأخبار العابرة للشاشات ومانشيتات الصحف بضحايا موجات الصقيع في العالم ..لكن الغريب أن لا احد لدينا يقول سطرا مفيدا في صفحة مخاطر البرد رغم تعدد منابر التوعية !!

> واسمحوا لي أن أذكركم بدعممة وسائل الإعلام تحديدا محليا وعربيا واهتمامها أكثر بفتوحات الفيديو كليب ووقفات نوبات الضحك الهابط والدراما المكسيكية والتركية التي لا تؤسس إلا لجيل من الغراميين المهووسين!..على حساب التوعية بما ينفع الناس ويمكث في الأرض!..وتعاملها معنا عيال ادم وحواء وكأننا مخلوقات من ذوات الدم الحار تتمتع بطبقات من الشحم تحت الجلد والفرو فوقه.. لانحتاج لمن يرشدنا إلى الطريق الخضراء المفروشة بالأمن والسلامة .!

> الرحمة حلوة ياجماعة والبرد أودى بكثيرين منا جهلا إلى عيادات ضرب الإبر والمجارحة بدلا عن العيادات المتخصصة جريا على عادة (كوكتيل) إبر البرد التي يحذر منها حتى عقال الحارات والبساطين لمخاطرها التي تصيب الكلى والكبد وأعضاء مجاورة بوابل من المضاعفات التي لايحمد عقباها..ولانجد من يقول: سماع هُس هذا خطر.!

> هل نُذكرأيضا بأن قوة وسائل التوعية لا تُختبر إلا في الأزمات ونحن لانمتلك إلا ترسانه من اللامبالاة!!؟ في وقت يحتاج فيه الناس إلى ما يدلهم على كيفية التعامل مع أزمات كثيرة ليس الشتاء وتداعياته فحسب بل التوعية بقضايا تمس خطوطا حمراء تتعلق بالثوابت.. كالولاء للوطن وتكريس ثقافة الكراهية وغيرها من الموبقات التي تحتاج الى توعية وتوعية أكثر وأكثر ! وكل هذا يضغط على زر السؤال الذي يقول:متى ستأتي التوعية بكيفية مواجهة تلك المخاطر في وسائل الإعلام والمنابر الاخرى؟!

الخميسي":ترجل صاحب الكلمة الصادقة

> ظني أن النجوم لا تموت ولا تأفل وإنما تحتجب ثم تحلق من جديد في فضائنا وأستاذنا عبد الكريم الخميسي الذي ترجل وترك الحصان وحيدا من تلك الطينة الفريدة التي لا احتاج شخصيا معها إلى ذاكرة تذكرني به فقد عرفته عن قرب منتصف التسعينات وللمرة الأولى بصحبة الصديق الأستاذ عبد الحفيظ النهاري وتحديدا في دار الكتب- بيت الثقافة حاليا.. وحينها كنت لاازال احفر في جدران الجامعة وكان يومها يؤسس لجمعية أصدقاء الكتاب واختارني سكرتيرا للجمعية.. ومن زيارات متكررة إلى منزله ولقاءات في فعاليات عامة انغرست بداخلي تجاهه.. حميمية عجيبة لم أعتدها من قبل فالرجل بسيط ودود ومتواضع ومناقبه لاتحصى وظل كلما صادفني في مكان ما بادرني بابتسامة الأب هاه كيفك يا عبدالله؟فاحكي له شطرا من هموم العمل والدراسة فيزودني بالنصائح وينهي حديثه بالدعاء :ربنا يوفقك..

لقد كانت علاقة جديدة قديمة عنونتها متلازمة حب لعموديه الثابتين أشواق الغد وبيت القصيد في صحيفتي الثورة و26سبتمبر.

أحسبك يا أستاذنا الحبيب قد استراح قلبك الرقيق إلى رحمة الله ورضوانه.. لأسرتك الكريمة الصبر ولمحبيك طيف ذكراك الطيبة النقية .. يرحمك الله.

  
في الأحد 26 ديسمبر-كانون الأول 2010 03:52:54 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=349