إلى قادة المعارضة..أحرقوا أنفسكم لوكنتم صادقين
نجلاء البعداني
نجلاء البعداني
من حق الشعوب أن تقرر مصيرها وتختار قادتها وحكوماتها وتحدد مسارها ومن حقها أيضاً أن تكتب تاريخها كيفما تشاء وبالطريقة التي تختارها لاكيفما يشاء ويختارها الآخرون..

فالشعوب وحدها صاحبة القرار ومن يمتلك الإرادة والقوة وأداة التغيير، حين تريد ذلك ,ولاتستطيع أية قوة أن تقف في طريقها أو تمنعها أو تحول بينها وبين ماتريد الوصول إليه..

وحين نقول الشعوب، فإننا نقصد كل الشعوب الإنسانية بمختلف أجناسها وعقائدها ولغاتها وألوانها بما فيها شعوبنا العربية، والتي هي أكثر شعوب الأرض حاجة إلى تغيير واقعها المرير، وأن تخطو نحو الأمام.. تغيير ينتقل بها نحو الأفضل وبما يحقق طموحاتها وأحلامها وتطلعاتها وهذا مطلب مشروع وحق ثابت لاجدال فيه أو التباس.. نعم إن الشعوب بأمس الحاجة إلى التغيير الجذري في كل شئون حياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية... الخ، حتى تستطيع اللحاق بركب التقدم والرقي المتسارع والذي يفصلها عنه سنوات ضوئية.

نجلاء البعداني

نعم نحن بحاجة إلى التغيير ولكن ليس من وجهة نظر أحزاب المعارضة في وطننا العربي, ولا هو أيضاً كما يتمنى مطلقو تلك الدعوات التحريضية، والتي يبدو في ظاهرها الرحمة والعطف على الشعوب العربية وفي باطنها العذاب والحقد عليها والكراهية لكل ماهو عربي من أرض وإنسان. دعوات يطلقها أناس اعتدنا على سماعهم في مثل هذه الظروف التي تمر بها أمتنا العربية ,أناس مهنتهم استثمار المآسي واستغلال الجروح والإتجار بالآلام، يسمون أنفسهم مناضلين ووطنيين وأحراراً وثواراً وشرفاء ومناهضين وأعداء للحكومات العربية, ولكن في حقيقة الأمر هم الدّ أعداء الشعوب ,يجيدون إيغار الصدور ونفث نار الفتنة والتفرقة والشتات، والمؤسف أن يتربع مثل هؤلاء على شاشات الفضائيات العربية..

فالتغيير من وجهة نظر هؤلاء لايتم إلا بإسقاط رئيس الدولة والاطاحة بنظام الحكم والقتل والتنكيل بكل من له علاقة بالنظام، بما فيهم أعضاء الأحزاب الحاكمة، وكأنهم ليسوا من أفراد الشعب, والتغيير كما تراه أحزاب المعارضة هو إلغاء الشرعية الدستورية ورفض أغلبية الحزب الحاكم, والتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني أو حكومة توافق وطني أو حكومة تحالف وطني، يشارك فيها جميع الأحزاب السياسية, فالوحدة والتوافق والتحالف لايمكن أن يتم بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة إلا بالمشاركة في الحكومة وتقاسم السلطة.

نعم نحن نريد التغيير ولكن ليس عبر الفوضى والتخريب وسفك الدماء وتدمير المنشآت ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وإحراق الوطن وتمزيقه, ولكن نريده تغييراً سلمياً واعياً رشيداً قادراً على إحداث النقلة النوعية وتحقيق الهدف المنشود منه، وليس تغييراً شكلياً ناقصاً تتفق عليه الأحزاب بما يخدم مصالحها.. أو استبدال رئيس برئيس آخر، وحزب حاكم بأحزاب حاكمة تتفق حين تتفق على مصالحها وتختلف حين تختلف أيضاً من أجل مصالحها,لايخلو نظام حكم من أخطاء وتجاوزات وفساد في معظم مؤسساته، ولكن لايجوز لقادة المعارضة ولايحق لهم أن يزكوا أنفسهم ويدعوا أنهم الأصلح وأنهم النزيهون والوطنيون والمخلصون والحريصون على مصالح الشعب والوطن، ولو كانوا كذلك لما اطلقوا الدعوات التحريضية وطالبوا الشعب بالتمرد والتخريب والفوضى، ولما طلبوا من الشباب أن يحرقوا أنفسهم ليكونوا حطباً لمطامعهم وأهوائهم ووسيلة لتحقيق أهدافهم.

فيا قادة المعارضة ورجالها.. لماذا لاتحرقون أنفسكم أو أبناءكم إن كنتم صادقين..؟!


في الجمعة 21 يناير-كانون الثاني 2011 06:53:52 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=356