عبدالجبار سعد يتحدث عن الحق والباطل في منازلات الخارجين
إستاذ/عبدالجبار سعد
إستاذ/عبدالجبار سعد
  " من تاريخ الاسلام في منازلات المرتدين"

انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى الرفيق الأعلى وبويع لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة من بعده فارتدت أحياء العرب قاطبة عن الاسلام وقال قائلهم ..

أطعنا رسول الله ماكان بيننا ** فيالرسول الله ما لأبي بكر

أيورثها بكرا إذامات بعده ** فتلك وبيت الله قاصمة الظهر

وقرر ابوبكر الصديق وهو الرجل الوديع البكّاء الرقيق القلب أن يحارب على كل هذه الجبهات بغير خوف ولا وجل ولا تردد كي يعيدهم لدائرة الاسلام وحكمه .

وقدر اجعه الفاروق في قتال المرتدين لأنهم يقولون لا إله إلا الله ونحن لم نؤمر بقتال قائلها وإن كانوا قدمنعوا الزكاة فقال والله لا أفرق بين الشهادة وإيتاء الزكاة وقال للفاروق رضي الله عنه ....

"أجبار في الجاهلية وخوار في الاسلام" وقال قولته الأخرى "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه ".

****

وأخيرا كان هناك الجيش الذي كان رسول الله قبل مرض موته قد جهزه بقيادة اسامة ابن زيد للقتال في الشام وعقد له اللواء وقال له إذهب إلى قتلة أبيك فقاتلهم .. ولم يكن الجيش قد تحرك من المدينة لأن مرض رسول الله قد أخّره عن الإنطلاق فكانت آخر محاولات كبار الصجابة رضوان الله عليهم مع الصديق أن يؤخر بعث الشام لحاجة الدولة الاسلامية لهذا الجيش بعد ارتداد الاعراب لمواجهة المرتدين فقال الصديق قولته المشهورة أيضا.

"والله لا أؤخر بعثا بعثه رسول الله " وقال" لو نهشت الكلاب جثث امهات المؤمنين في الشوارع مارضيت بان ينقص الدين وانا حي"

 فلم يترك قتال المرتدين في كل أنحاء جزيرة العرب حتى صنعاء وحضرموت ولا قتال الكفر في الشام

وانتصرت جيوش الخلافة على المرتدين أجمعين وعاد جيش اسامة سالما غانما من الشام في النهاية بعد أن كان ذهابه مصدر رعب للمرتدين الذين رأوا أنه لن يذهب الجيش للشام إلا مع وجود قوة ردع كبيرة في المدينة لمواجهة ردتهم فكان ذلك مصدر هزيمة كبرى لنفوسهم المريضة..

 

 ****

 ونحن شهدنا ونشهد في بلادنا تآلف قوى متناقضة كلها تتفق من أجل هدف تفكيك وحدة اليمن وإنهاك قواه وكلما هدأت جبهة انطلقت جبهة أخرى ومع يقيننا وتسليمنا أن من وراء كل هذه الجبهات قوى الصهيونية الصليبيبة الصفوية مجتمعين ومتفرقين .. بعيدا عن دعاوى لقوى المعارضة اليمنية الاسلامية وطلاب الحقوق فهذه الأخيرة لهارجالها وأساليبها التي لا تبلغ مابلغته الكلاب المسعورة المتعطشة لدماء اليمنيين..

****

اتضح من خلال المواجهة الأخيرة مع الحوثيين في صعدة أن هناك من الجيران من مول الكثير من الحركات الانفصالية تحت عناوين شتى وآمال وأهداف ومآرب شتى وحين أحست جميعها أن الحريق الذي يشب في اليمن سوف لن يقف عند حدوده تراجعت قليلا عن تمويل قيادات الانفصال وهذا هو سبب الهدوء التي شهدته هذه الحركات في الأسابيع الماضية وبعد أن استياست هذه القوى وقياداتها من استمرار الدعم لها من المحيطين توجهت بقواها وافتقارها الى ممولين آخرين فتلقفتهاالقوى الصفوية وبدأت تحرك قواها في الجنوب في مناوشات تهدف إلى إرباك المواجهة بعد أن خمدت أو هدأت حركات المسعورين الانفصاليين في الأسابيع الأخيرة .

****

ولا حظنا من خلال تصريحات البيض الأخيرة لجريدة الاخبار البيروتية يوم 29/9/2009م انهم بعد ان لم يجدوا ما سبق من دعم من لدن الجيران المحيطين باليمن لم يكن أمامهم إلا اللجوء الى الصفويين الذين لم ولن يترددوا في دعمهم بالغالي والنفيس من المال والعتاد والدعم السياسي والاعلامي لعلهم يخففون من الضغط الهائل الذي أنزله الجيش بقو اهم في شمال الشمال .

يقول البيض .. " طلبنا مساعدات سياسية من كل الناس القادرين على حل هذه المشكلة، سواء دول عربية أو إيران. فإيران دولة موجودة في المنطقة وقادرة ولها دور كبير، وهي جارة للعرب وسند لهم وقد ساعدت لبنان وفلسطين وحزب الله، وما من دولة عربية قامت بما تقوم به إيران من أجل تعزيز الصمود في لبنان في وجه إسرائيل."

وقال "نحن نطلب المساعدة من أي دولة قادرة على توفير ذلك، باستثناء إسرائيل. ونوجّه نداءً من هذا المنبر إلى كل قادر على أن يساعد على علاج الجرحى، وحل المشكلة سياسياً، وأقول بالمناسبة إننا لم نتلقّ أيّ مساعدة من إيران، ولكننا نرحّب بها،"

ونحن نعلم أن إسرائيل التي استثناها هي المحرك الوحيد له ولأمثاله وكل هواة التمزيق والتدمير للعرب والمسلمين ولا يوجد من له مصلحة في طول الكرة الارضية وعرضها غيرها بالأصالة وغير حلفائها بالتبعية.

ونحن نعرف أنه ما كل مايعلم يقال ولكن لا يمكن إلا أن تعبر هذه الكلمات على السرعة التي تم بها استبدال الممولين واللجوء الى ممولين جدد.

***** 

أمر آخر يشير إلى هذا التوجه الجديد لقوى السعار الصهيوني المعادي لوحدة وتلاحم اليمنيين بقيادة البيض ومن شاكله وهي المناوشات البائسة التي حاول ان يستحدثها حليفه اللدود في ابين وهدفها تخفيف الضغط على مايواجهه الحلفاء في شمال الشمال .. ونحن لا نعلم على وجه التحديد كيف تمت مواجهة هذا التحرك من قبل الدولة ولكن نثق أن الشعب اليمني قادر على أن يواجه الف تحرك في آن واحد إذا رأت القيادة ذلك ..

 وأكثر من ذلك فإن تنظيم القاعدة المخترق والمتصهين والذي كشف محمد العوفي عن علاقاته بالصفوييين وتمويلهم له وهو الحاضن الآخر للفضلي سرّب إلى إحدى المحطات الفضائية أخيرا تسجيل فيديو على شريحة هاتف جوال كمايقولون على لسان قائده الجديد في المنطقة سعيد الشهري تطالب المحسنين في السعودية تمويل التنظيم لحاجته الملحة للمال .. ولا يحتاج المرء لجهد كبير في تبين أن هذا التسجيل يحاول أن يصرف المتعاطفين مع التنظيم عن حقيقة التمويل الصفوي لعملياته ..بعد انكشافها والا فالقاعدة لم تشكُ يوما من الايام من نقص مال أو عتاد أو أعلام وقد ظهر هذا الإستغناء على لسان الوحيشي الذي كان ناطقا اعلاميا ذات يوم بأن لديهم مايكفي من المال الذي غنموه من العراق وإفغانستان كمايدعون.

 

****

 باختصار فإن كل هذه الحلقة من التلاحم القاعدي الحوثي الإنفصالي يجعل الحق واضحا لكل ذي عينين .. والباطل أكثر وضوحا..

وهذه من مكرمات أعداء الله والحق أنهم يفكرون بصوت يسمعه جميع الناس ويتصرفون بطريقة تكشف كل أقنعتهم .. ولأن الكفر كله ملة واحدة فنعتقد أن الدولة اليمنية الشرعية مطالبة بأن تحشد كل قوى هذا الشعب المؤمن لمواجهة هذا الكفر المدجج بالمال والسلاح والمخدرات الصفوية والصهيونية والصليبية على حد سواء حتى لو فتحت ألف جبهه في آن واحد فلاتردد أبدا في مواجهتها والله ناصر الحق وأهله ..

*****

يقول الحبيب المصطفى "إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن" وإذا كان أعداء الحق قد فهموا الحديث بأنه دعوة للفتك باليمن كمايتضح من تكالبهم على الفتك به وبشعبه تحت مبرات واهية ودعاوى باطله ومتهافته وتعاونهم بكل قواهم على ذلك فإننا نفهم الحديث بأن علينا باليمن فلا نسلمه للباطل وعلينا باليمن فلانتركه فريسة اطماع مريضة لقوى الكفر والفسق والفجور المحلي والاقليمي والكوني و لرموزة المتحالفة والمتخالفة في كل شيئ إلا في مواجهة الحق الايماني ..

**** 

و في المنتهى فإننا نقول وبصوت إيماني عال ٍينبغي أن لا تتردد قيادة هذا الشعب الشرعية عن مواجهة الكفر كله بالايمان كله وحين يقتضي الأمر لاتتردد في أن تنهض هذا الشعب كله للجهاد وليكن قدوتها الخلفاء الراشدون من سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحتى سيدنا الامام علي عليه السلام فكلهم لم يدخروا يوما من أيام خلافتهم لرسول الحق لغير قتال الكفر والردة والخروج على الحاكم الحق  على كل الجبهات وذلك هو قدرالأخيار في زمن الشرالكوني الطافح

واللهم من كان على الحق فأيده ومن كان على الباطل فاخذله كماقال قائد الجمع اليماني المؤمن.

 

في الخميس 01 أكتوبر-تشرين الأول 2009 11:31:59 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=36