من سيحكم اليمن .. إذا رحل الرئيس
كاتبة/سلوى الحضرمي
كاتبة/سلوى الحضرمي
في ضوء ما تشهده الساحة اليمنية حالياً من تطورات مختلفة وما يعتمل فيها من حراك سياسي ‘ وفي ظل تصاعد موجة المظاهرات والمسيرات سواء المؤيدة لنظام الحكم أو المعارضة له ‘ وفي ظل ما يطرح من دعوات مطالبة بتغيير النظام ‘ فإن ثمة تساؤلات تبرز هنا وهناك حول مستقبل اليمن ‘ ومن سيحكم البلاد .. وكيف سيكون عليه الحال فيما لو رحل نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
وحيث كانت بعض وسائل الاعلام خلال اليومين الماضيين تناقلت خبراً تضمن معلومات عن خطة سرية في تعميم ‘ قالت المصادر إن الجناح المتشدد في قيادة تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن وجهه لقادة فروع التنظيم في المحافظات ‘ والذي تضمن خطة عمل لتصعيد موجة الاحتجاجات ضد السلطة مع تعبئة الشارع اليمني وتحريضه ضد النظام وبما يمكن تنظيم " الإخوان المسلمين" من بلوغ أهدافهم في السيطرة على الحكم باعتبار أن الظروف مهيأة الآن أفضل من أي وقت مضى لتحقيق الأهداف المنشودة لتنظيم الإخوان. . وهو الأمر الذي يمكن القول أنه بدى واضحاً من خلال ما ورد في التصريحات والبيانات الأخيرة للشيخ عبدالمجيد الزنداني وتلك المنسوبة لجمعية علماء اليمن حول الأحداث الجارية في الساحة اليمنية ‘ وما تضمنته من دعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وغيرها من الأطروحات المتصلة بذات السياق.
ومع ذلك لابد من الإشارة إلى أن ثمة من المعطيات والحقائق الواقعية والتاريخية بالنسبة للخارطة السياسية والتحالفات القائمة بين اقطاب العمل السياسي في الساحة اليمنية تثير قدراً كبيراً من التساؤلات المستقبل وتجعله محاطاً بقدر كبير من الغموض فيما لو رحل النظام الحالي ‘ وذلك من منظور أن التحالفات الحالية بين الاحزاب السياسية والذات " أحزاب اللقاء المشترك" لم تكن مبنية على أسس سليمة وصحيحة ‘ولا قناعات فكرية وإيديولوجية ولا قواسم مشتركة تجمع بين هذه الأحزاب ‘ التي كان تحالفها في الأساس لمواجهة الحزب الحاكم - المؤتمر الشعبي العام.
ولو نظرنا الى واقع الحال بالنسبة للحزب الاشتراكي اليمني من جهة وحزب الاصلاح من جهة أخرى سنجد أن تحالف الحزب لم يكن مبنياً أو متوافقاً منذ البداية مع القناعات الفكرية والعقائدية بالنسبة لقواعد حزب الاصلاح وجناحه المتشدد ‘ وبالقدر نفسه لم يكن أيضاً متوافقاً مع القناعات والرؤى والمفاهيم التي يحملها الحزب الاشتراكي.. ولعلنا نتذكر هنا تلك الفتوى التي كان قد اطلقها القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبدالوهاب الديلمي والذي اهدر من خلال تلك الفتوى " دم " الاشتراكيين ‘ وكذلك الدعوات التي أطلقها الشيخ عبدالمجيد الزنداني أكثر من مرة وطالبهم فيها بالتوبة".. وهي من الامور التي تؤكد حقيقة العداء التاريخي بين الحزبين.
ولذلك نجد كثيراً من المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني يتساءلون حول ما سيكون عليه الوضع إذا ما رحل الرئيس صالح عن الحكم ‘ وما اذا كان الاشتراكيون سيتركون حزب الاصلاح الذي يرى بعض المراقبين أنه أصبح اللاعب الرئيس في ساحة المعارضة ‘ يتفرد بحكم البلاد حتى وان كان على نعوشهم .. وكذلك الحال بالنسبة لحزب الاصلاح الذي يرى البعض أنه لن يترك الحزب الاشتراكي يحكم البلاد ‘ويعيث في الارض فساداً ‘ لكون هذا الحزب من وجهة نظر " الاخوان " حزب إلحادي شيوعي" .. أضف الى ذلك الناصريين الذين يرون أنهم أحق بالسلطة من غيرهم ‘ وسيكون من الصعب عليهم أن يتركوا الاشتراكيين والإصلاحيين ينعمون بهذا الحق.
والى جانب ما سبق هناك أيضاً الحوثيون وكذا حميد الاحمر بالإضافة إلى طارق الفضلي ‘ ذلك أن " الحوثيين " المعروفين بسعيهم الى اعادة الحكم الامامي الى اليمن ‘ والذين دخلوا في تحالف وان كان هشاً مع احزاب اللقاء المشترك‘ فإن هناك من المراقبين من يرى أن الحوثيين لن يتركوا أحزاب المشترك تضفر بغنيمة الحكم ‘ أما بالنسبة لحميد الاحمر والذي أنفق مبالغ طائلة ‘ فإن السؤال الذي يبرز هنا .. هو .. هل أن حميد الاحمر سيترك الجمل بما حمل ؟؟! .. وهناك طارق الفضلي في أبين والذي يتساءل المراقبون حول ما إذا كان ممكناً بالنسبة له أن يترك الغنائم بسهولة لأي من هذه الاطراف.
وإزاء ما سبق فإن التساؤل الأبرز .. هو .. هل يمكن أن تدخل البلاد في حرب أهلية جراء ما يمكن أن يحصل بالنسبة لهذه الاطراف التي يريد كل منها غنيمته ؟! أم أنهم سيقسمون البلاد إلى دويلات وسلطنات وإمارات ‘ كل يحكم بحزبه.
لذلك فإن كل هذه التساؤلات بحاجة الى إجابات واضحة ومقنعة؟!
في الجمعة 25 فبراير-شباط 2011 03:29:56 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=369