هدئوا بالكم.. اليمن سيعود!!
كاتبة وصحفية/إبتسام آل سعد
كاتبة وصحفية/إبتسام آل سعد
 

أحسنت ولا فض فوك أيها الرئيس.. كانت هذي العبارة التي لم أستطع حبسها لأكثر من ثوان وأنا أسمع خطاب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في أثناء الحرب اليمينية الدائرة بين القوات المسلحة وبعض من الحوثيين الذين يحاولون زعزعة أمن اليمن وإعادته إلى الجاهلية الملكية وتوابعها التي لا تخفى على أحد.. أحسنت أيها الرئيس أقولها وأنا ألمح في عينيك تصميماً على مقاتلة هؤلاء الذين لم يردعهم دين ولا خلق في الكف عن مقاتلة إخوان لهم في الهوية والأرض.. فما أبشع أن يقتل اليمنيون اليمنيين وما أبشع أن يغرر بشباب لا يعرف من يقاتل ولماذا يقاتل..أحسنت يا صالح.. لأنك لم تخضع ولم تركع.. أحسنت لأنك تقاتل بعد أن أعطيت مهلة كافية لأن يرتدع هؤلاء.. فما يحدث أكبر من أن تتحمله العافية اليمنية التي تتعرض لمحاولات من انشطاريين وانفصاليين وحراك جنوبي حاقد لا يزال يحاول العودة بهذا البلد التاريخي الجميل إلى ما كان عليه قبل التسعينيات من حدود تفصل البلدين، وشعبان توحدهما اللغة والأرض ويفصلهما جوازا سفر وعلمان يرفرف كل واحد منهما بعيداً عن الآخر وهاهي ذا تتعرض لقتال أشبه بعقاب الأخ الأكبر لأخيه الأصغر لتمرده وعقوقه ولا يبدو هذا الأخير على عجلة من أمره ليعود إلى رشده ويتأدب ويعترف بحقوق أخيه!!.. أحسنت أيها الرئيس ولتمتد الحرب سنيناً وعقوداً طويلة لا يهم مادام الهدف هو إنعاش قلب هذا البلد واخضراره من جديد.. لا يهم مادام الهدف هوالقضاء على (الحوثيين) وكل ما يمكنه أن يقوّض الأمن اليمني الذي كان المسافر إلى اليمن يعده هواءً نقياً متاحاً للجميع تنفسه فإذا به اليوم مسجون خلف معارك وجد الشعب اليمني نفسه يعاني من تبعاتها المؤلمة حتى وهو يبعد عن منطقة الحرب مئات الكيلومترات ولكنه القلب اليمني الواحد الذي يشعر بما يتداعى له الجسم كله.. أحسنت أيها الرئيس وإياك أن تخفض رأسك لمن يحاول اليوم اللعب على العقول ومحاولة التهدئة والعزف على وتر وقف إطلاق النار بينما هو في الحقيقة محاولات دنيئة لاستعادة القوى والأنفاس وأغراض أخرى لا يمكن لعقلي البسيط أن يستدركها ولا شك أن عقولكم ترى وتستنتج مايفوتني فهمه واستقرائه.. ولذا على القطط أن يتم استئناسها كما هوطبع القطط الأليفة وليس لها والله سوى جوارح القوات المسلحة الشرعية لترويض ما عجزت مبادرات السلام على فعله!!. بات يكفينا ما نراه ونسمعه من الصراعات الداخلية للدول العربية.. يكفي مانراه من تفكك يعصف بهذه الدول بينما غيرنا من الدول الغربية تكبر وتتطور وتزدهر ونحن أين؟!!..فاتقوا الله يامن تناصرون التمرد والانفصال في اليمن وتحسبونها أنها وطنية وهي والله زائفة تافهة.. اتقوا الله يامن يرى في قتال أخيه نصرة على أميركي أو إسرائيلي بينما الأميركيون والإسرائيليون يمرحون في بقع نائية عربية لا يلقون ربع العداء الدائر في اليمن وبين اليمنيين أنفسهم!....وليسمح لي بعض (الرافضين) لرأيي أن أعبر عنه كاملاً وأقول قاتل الله الحوثيين أينما كانوا وإن كنت جاهلة فدعوني أفخر بالجهل الذي أعيشه ولكني أتمنى أن تنأوا بأنفسكم عن إرسال إيميلات لا تجد غير كلمة (ديليت) مادامت تحتوي على سباب وشتم لا يرقى بالنقد الذي أرجوه لتقويم مسار كتاباتي فلا يولد الإنسان عالماً لكنه حين يشتمه أحد يصبح نابغة بالفطرة!!.. لذا كان علي أن أقول وأهتف كلنا معك يا صالح.. دع نسور السماء تلقنهم دروساً، وأسود الأرض تبني لهم مدارس ليتعلموا أن الوطنية ليست في الرئيس كان أم رحل وليست مشروباً مسهلاً يفقد فعاليته سريعاً..الوطنية نبض لا يشعر به سوى من يملك قلباً يرتجف لآهة يسمعها من أنين أرضه ولحزن يخيم على سماء وطنه.. هذه الوطنية يامن تدعون معرفة الجاهل بما يجهل به.. كلنا معك يا صالح على ذباب الانفصال ومن تسول له نفسه بتقويض أمن الجمهورية اليمنية التي أقمتها حتى ولوأنكر الناكرون.. فمن منا سمع كافراً ماجناً يمدح مسلماً مصلياً؟!!... لا تحكوا رؤوسكم..لم يولد هذا الكافر بعد!!.

فاصلة أخيرة:

أجل إنّني أنحني

فاشهدوا ذلّتي الباسِلَةْ

فلا تنحني الشَّمسُ

إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ

ولا تنحني السُنبلَةْ

إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ

ولكنّها سـاعَةَ الانحناءْ

تُواري بُذورَ البَقاءْ

فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى

ثورةً.. مُقْبِلَهْ!!

((صديقي مطر))

 

S20ebtesam@hotmai.com
*نقلا عن صحيفة الشرق القطرية


في الجمعة 02 أكتوبر-تشرين الأول 2009 12:12:34 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=37