|
يأسف المرء أن - لا يُفَتّ في عضد أهل السياسة في البلد وصلات الرثاء والتحذير من انهيار الوضع في البلد التي جاءت على لسان خبراء أجانب من ذوي الشعر الأصفر وآخرهم - اقتصادي أمريكي - (عُقر) يقول مخاطبا جماهير الربيع العربي :الدول التي اجتاحتها موجة الاحتجاجات الأخيرة تحتاج من 20 الى30عاما على أقل تقدير كي تعيد بناء الدولة فيها؟!!لكن كالعادة قومنا لايسمعون وكأن على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا.!!
< رغم تلك الحال سنظل - نتمنى الحلول للأزمة وسنستكثر من ذلك حتى بـ(لو) التي تفتح عمل الشيطان..لايهم لأننا هذه المرة سَنحمِلُ (لو) على حسن النية مادامت ستوصلنا إلى إغلاق باب الشيطان اللعين ذاته الذي جعلنا نتسول احتياجاتنا اليومية وهي بين ظهرانينا لكن أيدي البعض تمنعها بفجاجة تلذذا بمعاناة الناس .!
*وإذا استمرينا في مواصلة هذه الفجاجة التي تقف في طريق الحل السياسي فإن ذلك يؤكد أن شيئاً ما في أعلى الرأس قد توقف..في وقت ينبغي فيه أن تُرفع أقلام الأزمة وأن تُجف صحفها ونخط بأقلام الحلول مفرجات الأحزان بعد أن جَفت خزانات الوقود وتقطعت بنا سبل الكهرباء والغاز والماء وسُرحت العمالة من القطاع الخاص وعدنا إلى مربع "يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم" نريد الدولة التي كانت "والحاصل..لأن الحاصل كثير" كما يقول المثل البلدي ولاغيرذلك لأننا بتنا مهددين بعودة زمن الحمير ولمبة القاز ومواويل البيت المرة والحب الذرة (...)!!
* هذا حادث بالفعل في وقت نثبت فيه لأنفسنا أننا قليلو الحيلة ..نراوح في خانة انتظار انبعاثات الحل التي ستأتي مع الرياح الموسمية من خارج الحدود ولا ندري في أي محطة أضعنا حكمة قومنا الأوائل (نحن أولو قوة وأولو بأس شديد)؟!!..
* مع أن المسألة ليست اختراعا للعجلة إذا سارع قومنا في السياسة إلى إصلاح الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال البدء بحوار متكافئ والشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تسد الخلل وتعتق حتى حكومة تصريف الأعمال من استمرار ردح وزرائها بهذه التسمية حتى بدأ لنا بعضهم من - غير- نَفسٍ لايتحدثون عن معاناتنا إلا لماما.!
* دعكم من حكومة تصريف الأعمال الآن و(خلونا) في مطالب القارات الخمس التي تدعو اليمنيين إلى تجنب كارثة إنسانية ماحقة قد تأتي على ماتبقى من ماء ونار وكلأ..وهي مخاوف سعدنا بسماعها من بعض قومنا في السياسة وإن صدرت مغلفة المحتوى و بمواد حافظة.. لكننا تمنيناها مباشرة كحديث غريب الديار (جيفري فيلتمان) الذي طلب من كل الأطراف إنقاذ اليمن بالحل السياسي وتخفيف معاناة الناس بعد أن شاهد بأم عينيه الأزمة تَفِتُ في عضد المواطنين ليلا ونهارا..
* لكن الفرق على مايبدو أن (فيلتمان) قد علم من (العصفورة) بخبر جاري صاحب البقالة الذي عقد العزم على شراء اثنين من الحمير ليتمكن من جلب أغراض بقالته من سوق (علي محسن و ذهبان) كل يوم صباح بعد أن قطع سيارته عذر البنزين عن مواصلة المسير..
< والخشية كل الخشية من هذا التوجه صوب البغال والحمير كبديل لوسائل النقل الحديثة أن تزداد نسبة هذه الفئة من الحيوانات في المدينة ونفاجأ بمعركة شبيهة بمعركة الجمل القاهرية تجتاح ساحة الجامعة ..وعندها لن نلوم الحمير وأصحابها بعد أن دخل الناس في ذمة المعاناة اليومية.!
* شخصيا أحترم عقلية الدكتور ياسين سعيد نعمان كيساري ضاغط باتجاه التسوية السياسية من أجل الناس وقيم الدولة المدنية المنشودة ..لكن بالمقابل لابد من الجميع أن يؤمّنوا ذات الطريق والسير في ركب مقدمات الحل الجذري عبر حكومة الوحدة الوطنية والتي من أساسات بنيانها نقاط التعاون الخمس بين الأحزاب والتنظيمات السياسية المتفق عليها مع نائب رئيس الجمهورية الذي أراد ابتداء ما أراده الناس والتي تبدأ بتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج المسلحين من المدن، وفتح الطرقات المغلقة، واستئناف ضخ النفط والغاز والكهرباء، والتهدئة الإعلامية التي شكلت لها لجنة خاصة..
*هذا ماينبغي أن يكون لأنها المدخل الذي سيعيد البلد إلى سكة الإصلاحات الحقيقية التي سَتُنجز من خلال التيار الليبرالي البعيد عن سلفية المتأسلمين الذين يَدّعون وصلا بليلى التغيير وهم أعداء التغيير المدني أصلا ..وعندي لافرق بينهم وبين جماعة زنجبار التي يعتبرونها "النواة الواقعية للولاية الإسلامية المنشودة والممتدة من تخوم الصين حتى شواطئ الأطلسي كما بَشّر بها بعض العلماء وقيادات الإسلام السياسي ".
* في كل الأحوال (أقطبوا) الحلول كي تغلقوا الأبواب أمام حاطبي الليل الذين لايريدون الدولة بمعناها الحقيقي بل يريدون دولة الفرد والشيخ والجماعة المغلقة ..دولة (بركتنا) التي لاتباركها السماء والأرض ولا إرادة المجموع ..
*هذا إن أردتم إنجاز فعل التغيير الحقيقي .. فأقلام الأمل لم تُكسر بعد وفي صُحفها مايمكن كتابته بخط واضح من الحلول المطروحة التي لم تعد بحاجة إلى مراوغة السياسي وحذلقاته السمجة بقدر حاجتها لعقله الذي يميز بين الحق والباطل ..!!
< وأخيراً نتمنى أن نرى تحالفاً تاريخياً جديداً يتجاوز أصحاب النزعات الراديكالية المجرورة بكسر الماضي ويعيد صياغة الواقع بأفق المستقبل وشروطه المدنية التقدمية.
في السبت 02 يوليو-تموز 2011 06:39:29 م