شيخ مشايخ التحالف!
الشيخ/سعد علي الجهراني
الشيخ/سعد علي الجهراني
حين أقسم صادق الأحمر ذلك القسم الذي لا أدري هل هو "قسم ثَََََََََوري" أم "بقريْ" أم "حَمِيريْ" وهو يقف وسط بعض رجال القبائل, ليعلن عن تحالف قبلي لنصرة " ثوار" ومجاهدي تنظيم "القاعدة" والإصلاح في أرحب ونهم و" الأشقاء" الحوثيين المرابطين مع المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، أملاً في إسقاط النظام خلال شهر رمضان أو قبل عيد الفطر, حالفا بالله العظيم أن علي عبدالله صالح لن يحكم اليمن بعد اليوم ما دام على قيد الحياة, كدت لحظتها أصاب بسكتة "قلبية" وأخرى دماغية بل وبكل أنواع السكتات والنوبات, وأنا أسمع ذلك الكلام الهمجي والعنجهي كهمجية وعنجهية الرصاص والقذائف التي كانت تخرج من متارس وبنادق عكفة صادق الأحمر وإخوته باتجاهنا نحن ساكني منطقة الحصبة.

لحظتها- وأنا أشاهد على التلفزيون شيخ مشايخ تحالف القبائل وهو يطلق تلك اليمين وقد بدا واثقا من نفسه- تمنيت بحق الجوار وبحق ما نالنا منه من خير كلاشينكوفي وبركات قنابل ساقطة، لوكنت قريباً منه لهمست في أذنيه قائلا "يا ذاك لست أهلاً لما أقسمت عليه، راجع نفسك فوالله لقد أقسمت على أمر أكبر منك ومن كل من معك, ولو فكرت قليلا لتأكدت بأنك أعجز من أن تبر بقسم أقسمت به على حارس من حراس بيتك أو واحد ممن تبقى من رعيتك, فلا قول لك يسمع ولا أمر لك يطاع مهما أغدقت من الأموال, وظنك أن قبيلة حاشد خلفك هو ظن خاطئ, فحاشد لم تعد لا خلفك ولا أمامك ولا حولك ولا بعدك ولا قبلك، فقد تفرقت عن يمينك وشمالك, وبيت الشيخ عبدالله للأسف ـ يا جاري " الجائر" ـ ما ظني به سيكون بعد اليوم بيتاً لصادق الشيخ.

يا ابن عبدالله بن حسين لقد ركبك الغرور المتأصل فيك وانتابتك حالة "النخيط الحاشدي", ولست أوجه كلامي هنا لأبناء حاشد فأنا أحترمهم وأقدرهم وأكثر أصدقائي منهم, واعتقدتَ بأنك بتلك اليمين قد أقسمتها على واحد من أتباعك أوشيخ على قرية فيها بيت من بيوتك أو على عامل في أرض سطوت عليها أو موظف في إحدى شركات أخيك حميد, ونسيت أنك أقسمت بيمينك على رئيس دولة وقائد شعب وأي رئيس وأي قائد؟!!.. هو علي عبدالله صالح الذي أغلب اليمنيين كبيرهم وصغيرهم , رجالهم ونساؤهم يقولون جميعاً وبالصوت العالي كلنا علي عبدالله صالح, فأنت قد جعلت نفسك معهم في مواجهة وجهاً لوجه, ولعنتهم ستطاردك إلى حيثما فررت أو لجأت, قل لي بالله عليك في أية حارة من صنعاء وفي أي بيت اختبأت أمس؟!!.. فأي "ودافة" ودفْتَ سواء دريت أو لم تدر, وأي موقف أحمق ومتعجرف وضعت نفسك فيه؟!!.

إن تلك اليمين التي لا تصدر إلا عن غبي أو جاهل أو أحمق أو متكبر, وأنت قد جمعت كل ذلك دفعة واحدة, جعلت كل من سمعك يتساءل: من هو صادق الأحمر؟!!.. ومن يمثل وأي ثقل سياسي أو اجتماعي له؟!!

ليرد عليهم واقعك بأنك وإن كنت ابن عبدالله بن حسين الأحمر أو حتى قلتَ أنك "ابن الأكرمين" فأنت مواطن مثلك مثل غيرك من مواطني وأبناء الشعب اليمني والجمهورية اليمنية, فلا مال ولا جاه ولا "قبعٌ "منقشٌ ولا "سماطة" مرقمطة ولا "جنبية مصيفنة" تميزك في نظر الرجال عن غيرك من الرجال, وما يميزك هو احترامك لنفسك وللآخرين ومعاملتك لهم بمثل ما تحب أن يعاملوك به, وإن أضيف إلى ذلك عقل راجح ولسان محكوم فقد دعا لك الشيخ عبدالله قبل وفاته, لكن يبدو أنه قد دعا عليك بتوريثك مشيخة أكبر منك فابتلاك بها أشد البلاء أو أنه ابتلاها بك.

يا أخ صادق: والعيش والملح الذي بيننا لقد ذكرتني وأنت تقسم يمينك المغلظة تلك برؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، عندما يقررون ضرب دولة عربية أو ينتقمون من رئيس عربي شق عصا الطاعة للبيت الأبيض فيحشدون العالم كله ضده وينشئون تحالفا عسكرياً دولياً ثم يطل رئيس الولايات المتحدة من على منصة خطاب "حربية" فيلقي كلمة قصيرة يطالب فيها بتنحي الرئيس الفلاني أو العلاني فوراً, لكنني لم أسمع بأن رئيساً أمريكياً قد ألحق ذلك بالقسم بالله أو بموسى أو بعيسى أو بمريم, لكنك فعلتها وحلفت بالقسم الذي قطعته على نفسك, وظننت أن مشايخ التحالف سيعدون العدة ويغلقون الحدود مع السعودية ويمنعون الرئيس من العودة إلى صنعاء وينجحون في احتلال معسكر الصمع، ومنه يقفزون إلى مطار صنعاء وظننت أن أساطيل ساحة التغيير والستين ستتحرك على الفور للسيطرة على ميدان السبعين لتعلن من هناك إقامة مملكة "التغيير الأحمرية".

وإنني لأسأل هنا: لماذا كل ذلك الغرور والاستكبار والاستعلاء على خلق الله؟!!.. هل هي مسألة غنى وجاه وثروة؟!!..

ربما كان ذلك واحدا من الأسباب, لكن صادق يعرف أن الآخرين وأولهم أبناء حاشد يعرفون جيداً مصدر تلك الثروة وذلك الغنى الذي هو فيه وإخوته ومن أين تتدفق عليهم الأموال؟!!.. فهم لم يبنوا أنفسهم من الصفر كما يقال حتى نقول أنهم تعبوا وكدوا أو حتى اغتربوا وعانوا فصار لديهم إحساس بما يعانيه غيرهم.. لكنهم لا يهمهم سوى جمع المال والثروة, سواءً عاش الشعب أو مات أو بات المواطن اليمني جائعا وخائفاً، فذلك أمر لا يهمهم لأنهم يعيشون بيننا كالمستوطنين, فمنذ أن عرفناهم وهم يبتزون هذا الشعب باسم "وطنيتهم الزائفة"، فقد حولوا دم من استشهد منهم أو ناضل ثائراً ضد الحكم الملكي الامامي فيما كان يعرف بشمال اليمن إلى فاتورة وشيك مفتوح لحلب الدولة, وغيروا مفهوم الثورة إلى ثروة لإقامة القصور وتشييد العقارات وإنشاء الشركات والبنوك لنهب أموال اليمنيين, ثم بعد ذلك يمنون على اليمنيين بانتمائهم إلى هذه البلاد وكأنهم نزلوا لهم هدايا ربانية من السماء.

أما ما يحصلون عليه من أموال وهبات واعتمادات شهرية وسنوية من الخارج، وما أضيف إليها من أموال عبر حسين الأحمر من ليبيا فموظفو البنك المركزي يعجزون عن العد وإحصاء تلك الأموال والثروات الطائلة، التي طهرت وغسلت بعد حرب 94م بأموال "الدفاع عن الوحدة " عندما سطوا على منازل وعقارات ومتنزهات عامة في عدن والمكلا وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية.

وعندما هبت موجة الثورات العربية كبرت المسألة في رأس صادق وإخوته, فلم يقف الأمر عند مطالبتهم بإسقاط نظام, بل اعتقدوا أن لهم حق تأميم إرادة شعب كامل بإطلاق "يمين" من صادق، معتقدا أنه سيكون لها فعل السحر، وستهب القبائل من كل محافظة ملبية مجيبة لإغلاق دار الرئاسة والقصر الجمهوري بقفل "غثيمي" , فإن صدقت يمينه فهو صادق, وحينها سينتقل اليمن نقلة "نوعية" من حكم رئيس منتخب إلى حكم صاحب السماطة المعظم جلالة " الشيخ الرئيس"، وسيكون على اليمنيين عندئذ الوقوف في طوابير أمام "قصر الشيخ" وعرض قضاياهم عليه ليحلها مقابل " أجرة " مبلغ مدفوع أو غنم مذبوح أو بقرا مسلوخ وعسل مسكوب أو مواطن مشنوق على باب واحد من أصحاب السمو المشايخ.

وإن لم تتحقق يمين صادق وهي لن تتحقق, وذلك ما لم يحسب حسابه، فسيلحق به الخزي والعار ويصبح مضحكة بين القبائل، وقد ينادونه بـ" كاذب الأحمر", وإن أراد التراجع عن يمينه فلا تراجع, والكفارة إن أفتى بها شيخ أكبر قبيلة لتكون "محدشة" فلن تقبل القبائل منه ذلك, ولذا ليس أمامه إلا أن يمضي فيما أقسم أو سيكون أمامه طريق آخر وهو الانتحار, لأن الرئيس علي عبدالله صالح حتما سيعود ويكمل فترته الرئاسية الدستورية حتى سبتمبر عام 2013م , والحمد لله أن عمكم صادق لم يركب رأسه فيقول " أكون مره لو حكم علي عبدالله صالح بعد اليوم وأنا على قيد الحياة" حينها ستكون "حنبة" فأي خياط بإمكانه تفصيل "شرشف "أو "عباءة" على مقاس شيخ مشايخ التحالف!.


في الأربعاء 10 أغسطس-آب 2011 11:32:23 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=417