يا أخي نصر خففها شويه !
كاتب/عبدالكريم حسين
كاتب/عبدالكريم حسين
منذ فترة طويلة وأنا أتابع ما يكتبه الكاتب نصر طه مصطفى عندما كان في صفوف الإصلاح ثم وهو أحد أقطاب السلطة ومن كتابها وأخيرا بعد عودته المظفرة إلى موقعه القديم في الإصلاح مع من عادوا ولن أقول انشقوا لأنهم أصلا لم يتخلوا عن حزبهم ولا عن منهجهم وما إن جاءت موجة الثورات العربية حتى عاد كل منهم إلى ما كان عليه وقد ألبس نفسه لباس الثورية الشبابية.
وكما قلت كنت معجبا بما يكتبه الأخ نصر وكنت أعده من الكتاب المعتدلين وممن يكتبون بمنطقية وعقلانية, وخلال الأيام الماضية تابعت كل ما كتبه " نصر الثائر" وما صرح به في مقابلات صحفية فوجدت العجب منه إلى حد أنني تساءلت : هل هذا هو نصر طه مصطفى أم شخص آخر , فقد قال وهوالمحلل الحصيف أن كل قبائل اليمن في كل المحافظات مع الثورة وتساندها, والظاهر أن الأخ نصر بات ينظر إلى الأمور كغيره من المتثورين من منظار ما تبثه قناة سهيل أو ما يقال له أن يكون عليه وما يفعل وما يراد له أن يرى فيصور المائة شخص في ساحة من ساحات الاعتصام بمائة ألف والألف بمليون والقبلي الإصلاحي بعشرة قبائل مؤتمريين على قاعدة أن الذماري بصنعانيين.. وهكذا وكأن الذين يقفون مع الطرف الأخر من مؤيدي النظام والمدافعين عن الشرعية الدستورية وهم الأكثر وغالبيتهم من رجال القبائل ومن مختلف المحافظات لم يكن للأخ نصر عينان فيراهم ولا أذنان فتسمعهم يهتفون ويصرخون بأعلى أصواتهم الشعب يريد علي عبدالله صالح أو أنه لايريد أن يراهم أصلا, ويبدو أن نظرته إلى الأمور على ذلك النحو نابعة من نفوذ واسع وعلاقات أوسع مع قبائل اليمن فبات يعرف عنهم الصغيرة والكبيرة : متى ينامون ومتى يستيقظون وماذا يأكلون ويشربون والى أي جهة يتجهون ومع من يقفون وضد من يصطفون, وربما أنه اكتسب هذه الخبرة وهذه العلاقة الواسعة مع رجال القبائل عندما كان من المقربين إلى السلطة وواحدا من كتابها المدللين الذين دخلوا في الفائدة وخرجوا من الخسارة وهو ما ينطبق أيضا على الجنرال علي محسن الأحمر والجنرال الآخر محمد علي محسن والقائد العسكري صالح الضنين ومدون تاريخ الفرقة الأولى مدرع في حرب 94م وملاحم قائدها علي محسن خلال تلك الحرب عبدالولي الشميري وتاجر السلاح الشهير فارس مناع ورئيس مجلس العجزة والمسنين محمد سالم باسندوه والإعلامي اللامع جدا عبدالغني الشميري والمنظر عبدالملك منصور وفضيلة سمسار أراضي الأوقاف القاضي " النزيه " حمود الهتار, وغيرهم كثير من الذين انتقلوا إلى صفوف المؤتمر كتجار حسبوه شركة مدرة للأرباح فاستفادوا وانتفعوا وسرقوا ونهبوا واستثروا وانتفخت بطونهم بالمال الحرام من تجارة ونهب الأراضي وأراضي الأوقاف وتجارة الأسلحة والتهريب وتجارة الممنوعات ولما جاءت موجة الربيع العربي سرعان ما عادوا إلى قواعدهم سالمين غانمين وأخذوا قواربهم وركبوا موجة ثورة الشباب لبدء مشوار جديد من رحلة البحث عن " الفائدة " واستثمار اعتصامات الشباب فيما يفيدهم ويحسن من دخلهم ويزيد أرباحهم وفللهم وعقاراتهم, والفضل في ذلك للربيع العربي الذي أعتقد أنه سيكون في مختمه لهؤلاء المطبلين والمنظرين شتاء قارسا.
ولكم كنت أتمنى من الأخ نصر الذي انتصر وبامتياز لجماعته " الإخوان المسلمين " بالحق والباطل وبالصدق والكذب.. أن يحافظ على بعض قرائه لا أن يستهبلهم بذلك الكلام إلى حد أني شككت في نفسي وأنا أرى ساحة ميدان السبعين بصنعاء تكتظ كل جمعة بمئات الآلاف من رجال القبائل ومن مختلف المحافظات وكل من ألتقي بهم من رجال القبائل المؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح إنما هم سبعينيون نهارا وستينيون ليلا, وكم سيكون الأخ نصر منطقيا بعض الشيء لو أنه " خففها شوية" فقصر حبل الكذب قليلا وقال إن بعض أو كثير من رجال القبائل مع الثورة حتى لايكون المتكلم مجنون لأن المستمع في غالب الأحيان بعقله, لكن يبدو أنني وكثير من القراء قد خدعوا بكتابات نصر طه مصطفى خلال الفترة الماضية وكنا نعتقد أن الرجل متزن وقلمه رصين غير أن العكس ظهر غير ذلك وغلب الموقف السياسي والتوجه العقائدي عليه وصار يكتب من منطلق حزبي ومصلحي بحت فلايهمه قراء ولا احترام للذات وانساق في موجة " الكذب المعسبل " كما يقال ومن يدري ما تخبئه الأيام للجديد في كتاباته وتصريحاته.
* شبكة أخبار شباب اليمن:
في الأربعاء 07 سبتمبر-أيلول 2011 03:53:46 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=428