في معتقل الفرقة .. أسوأ أربع أيام من حياتي
عصام الحارثي
عصام الحارثي
  قبل الاعتقال
اتفقت انا وابناء حارتي وجيراني علي عمل اعتصام في حارتنا نظرا لانقطاع الماء عنا لمدة سنتي، ولانقطاع اي امل في الجهات المسئوله في انصافنا.
تم توزيع المهمات بيننا فكانت مهمتي هي ابلاغ حميع وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان.
فاتجهت يوم 9/10 في الصباح الي الساحه وابلغت جميع القنوات الموجوده مثل سهيل والحره والصين وغيرها بموعد الاعتصام الذي سيكون في اليوم الثاني كما ابلغت بعض اصدقائي من الناشطيين والصحفيين.
في نفس الوقت كان ابناء حارتي يوزعون المنشورات علي ابناء الحي ويلصقونها في مداخل ومخارج الساحة، وهناك من بلغ عناصر الفرقة بموعد الاعتصام وقيل له انه تم ابلاغ قيادة الفرقه وانه لايوجد مايمنع من اقامة الاعتصام.
  الاعتقال
بعد عصر 9/10 اتجهت الي الساحة من جهة الجامعه القديمه وقبل ان اصل الساحه استوقفني جنود الفرقه، ولان بحوزني منشورات خاصه بالاعتصام فقد تم اقتيادي الي بريد الجامعه القديمه الذي اصبح مركزا للفرقه، وأخذت اوراقي وجوالي الى الضابط المسئول هناك.
بعد اكثر من ساعتين استدعاني العقيد صلاح سالم الذي استفسر عن الاعتصام فحكيت له كل شيء، فسكت ولم يوجه لي اي اتهام ولكنه قال انه لابد من ذهابي لقيادة الفرقة لانه تم ابلاغ الفرقه بذلك وقال انه لايوجد تهمه لي وانه مجرد اجراء روتيني وسيتم الافراح الفوري عني.
للامانه كان تعامله معي في قمة الاخلاق والذوق وسلمني تلفوني وكافه اوراقي ماعدا الخاصه بالاعتصام ولكننا انتظرنا الطقم اللذي سيوصلني للفرقه فلم يحضر الا اليوم الثاني في الصباح.
في الصباح اقتادني العقيد صلاح سالم فوق الطقم الي قياده الفرقه وسلمني لواحد رائد اسمه "احمد" لا اعرف اسمه الكامل، ولكنه يبدو انه ضابط امن الفرقه الذي استلمني ومعي الاوارق الخاصه بالاعتصام، وهنا اختلفت المعامله الى الاسوء، لقد قام بسحبي الي الزنزانه وتلفظ علي بالفاظ سيئة، مثل انت بلطجي، ومن الذي مولك؟
حاولت ان ان افهمه الموضوع وانه في خطأ ولكنه اعتدى على هو واحد الافراد بالضرب والشتم واللعن والتهم.
ثم انصرف الرائد وسجل اسمي في سجلات المعتقل، وحصلت على فرصة خلوه، فاتصلت بالزميلة فاطمة الاغبري وارسلت رسائل للاستاذ عبد الرحمن برمان وساميه الاغبري ابلغتهم باني معتقل في سجن قيادة الفرقه، وبعدها تم ادخالي الي المعتقل او سجن البدروم وتم سحب الجوال مني.
  في معتقل البدروم
الساعة العاشرة صباحا دخلت معتقل البدروم وفاجئنى ماوجدت بل انصدمت، فهناك قرابة مائتي معتقل، في مكان لايصلح حتى لخمسين، وبينهم متهمين بالقتل والسرقة والمجانيين، وأفراد من الفرقة ايضا، بل يوجد ايضا الاطفال، نعم مجندين اطفال موجدين في المعتقل.
وهو اصلا مكان لايصلح حتى للبهائم، لاتهويه جيدة ولانظافة.
مكان مغلق وقمامة في كل مكان ورائحه كريهه تنبعث من الحمامات التي بلأابواب، وهي اصلا غير نظيفه بالمرة.
  مشاهدات في المعتقل
* أكل قليل وسيء للغاية.
* لاتوجد مياه شرب واحيانا تنقطع المياه عن الحمامات، وهي اثنين حمامات فقط.
* تم تقسيم السجن الي قسمين قسم خاص بالسجناء العاديين وقسم خاص بالسجناء اللذي يحظون برعايه خاصه من قيادة المعتقل، ويتم تسليط السجناء الخاصين بالسجناء العاديي.
* يتم ضرب السجناء بقسوه شديده ولاتفه الاسباب
* القمل والكتن والصراصير وغيرها.
* دفع رشاوي لتحسين المعاملة أو حتى للافراج عن المعتقلين.
* دفع خمسمائه ريال للشاويش في حالة الافراج، ولتجنب الضرب.
يوم 12 /10 جائت النيابة وتم التحقيق معي في الصباح، وبعد العصر تم مناداتي وقيل لي: "افراج" وان الافراج من عبدالله الحاضري رئيس النيابة.
يوم 12 /10 الساعه الخامسه والنصف تم الافراج عني وتم الزامي بتوقيع تعهد بعدم الاقتراب من نقاط الفرقه او الاقتراب من مقر الفرقة فوقعت عليه مرغما، وسلم لي تلفوني. ولاحظت انه تم العبث به وسرق رصيده كاملا.
لم أسمع اي كلمه اعتذار او اسف على ماجري لي كما اني لم اسمع اي اتهام رسمي لي اطلاقا.
في الأخير أوجه الشكر لفاطمه الاغبري، وبشار الماخذي، وعبدالرحمن برمان، وعبدالله الحاضري رئيس النيابة وكافة زملائي وزميلاتي وكافه جيراني واخواني لتضامنهم معي في محنتي وشكرا لكل من اتصل او ساهم في اطلاقي ولو بقلبه.
*نقلا عن نيوزيمن:

في الأربعاء 19 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:45:19 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=447