|
وبفعل وحشيتهم تمزق العرب وتحولوا إلى دول وممالك وسلطنات ولازالوا كذلك حتى يومنا هذا وإن صح أن زمن التتار ولّى ولم يعد لهم وجود.. فمن هم هؤلاء الذين ينتشرون في أحياء تعز وشوارعها يحرقون ويسلبون ويقتلون وينشرون الرعب في نفوس الآمنين؟ أليسوا هم التتار أنفسهم ولكن بمسى إسلامي؟
نعم أيها السادة لا فرق أبداً بين جحافل التتار وميليشيات الإخـــوان المسلمين وواقع الحـــال يحكي وجــــه الشبــــه إلى حد كبير وما ارتكبه التتار حينما اقتحموا بغداد واحرقوا مكتبتها لا يختلف كثيراً عما ارتكبته ميليشيــات الإخــــوان المسلمين، عندما اقتحمت مكتب التربية بتعز وغيره من المؤسسات الحكومية فالحقد هو المحرك والدافع لجرائم هؤلاء والقاسم المشترك بين تتار الأمس وتتار اليوم.
فطوال الأشهر الماضية حاولنا نجد تفسيراً منطقياً لتلك الأعمال البربرية التي تقوم بها الميليشيات المسلحة التابعة لحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" من تدمير للبنى التحتية وتخريب لمؤسسات الشعب وقتــل للمواطنيــن ونهب ممتلكاتهم تحت دعوى التصعيد الثوري الذي نادى به كبار حاخامات التجمع اليمني للإصلاح.
فلم نجد من تفسير يبرر تلك الجرائم غير حقدهم وكراهيتهم لتعز وأبنائها وللوطن اليمني بشكل عام ولا عجب أبداً وراء الإصرار العجيـب علــى اقتحام مكتب التربية والتعليم وإحراق المدارس وإجبار الطلاب على ترك الدراسة وصولاً إلى غايتهم المنشودة في وقف العملية التعليمية بشكل نهائي بهدف الانتقام من كل شيء له علاقة بوزارة التربية والتعليم فهذه الوزارة هي السبب في تحطيم أمبراطورية المعاهد العلمية وفقدانهم التربة الخصبة لتأهيل كوادرهم وإخراج ميليشياتهم.
بالإضافة إلى خسارة الملايين من الميزانية المعتمدة للمعاهد العلمية والتي كان معظمها يخصص لتمويل نشاطاتهم الحزبية وتأهيل وتدريب ميليشياتهم ولهذا فهم أكثر حقداً وكراهية على هذه المؤسسة التي حررت ملايين الطلاب من سجون الإخوان المسلمين وحررت عقولهم من الفكر الإخواني.
ولا داعي أبداً أن نسأل بعد اليوم عن السبب الذي يمنـع وصــول الإخوان المسلمين إلى السلطة منذ عقود ليس بسبب نظرية التآمر التي يروجونها ولكن بسبب أفكار هؤلاء ونظرتهم للآخرين واعتمادهم على العنف والإقصاء للوصول إلى أهدافهم.. فياهؤلاء كونوا إخواناً ومسلمين كما يأمرنا ديننا الإسلامي الحنيف واجعلوا من هذا العيد عيداً للسلام والأمن والاستقرار والمحبة إن كنتم مؤمنين بالله واليوم الآخر.
في الجمعة 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:33:47 م