|
هاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم فأربطة حضرموت العلمية وكذلك جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا تحتضن المئات من طلبة العلم والمعرفة ولا يعلم كثير من الجهلاء أن جامعة حضرموت تحتضن مئات الأشقاء من الخليجيين يدرسون فيها وهو فخر لنا نحن أبناء اليمن الحضارمة أن يكون بين ظهرانينا أشقاء وأخوة لنا يستزيدون علماً ومعرفة ليساهموا في تنمية بلادهم والبشرية جمعاء، لقد أصبحت حضرموت منارة للعلم والمعرفة واستعادت دورها الريادي بعد الوحدة المباركة .
تلك الجامعة العملاقة صرح شامخ من صروح العلم والمعرفة تم تأسيسها وإنشاؤها برعاية ابن اليمن البار مؤسس الدولة المدنية الحديثة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأكمل بناءها.
ولا يزال كوكبة من أبناء حضرموت الأوفياء لبلدهم وحضرموت والحضارمة يعرفون ويوصفون بحبهم للعلم والاستثمار والتجارة وعبادتهم للاستقرار والسكينة ومساهمتهم في تنمية أي مكان يستقرون فيه ولم يذكر التاريخ القريب أو البعيد أن أهل حضرموت ناصبوا أحداً العداء والبغض والكراهية لأنهم يحبون لغيرهم ما يحبونه لأنفسهم وهذه هي سماحة الدين الإسلامي الذي ساهموا بنشره بين الأمم بعد أن عاشوا في المجتمعات الأخرى فنظر إليهم الآخرون نظرة إعجاب وتقدير، حيث كانوا يتعاملون مع الناس وفق تعاليم دينهم السمحة وانتشر الإسلام على أيديهم دون أن يرفعوا عصا أو يحرقوا منزلاً أو يتهجمون على الآخرين، لا يعرفون العنف ولا يطيقونه إطلاقاً، نعم فهم رسل سلام، هم رسل المحبة والسلام والسباقون لنشر الإسلام.. لقد قال شاعرنا الحضرمي اليماني امرؤ القيس في نشرهم للمحبة:
تطاول الليل علينا دمون...دمون
إنا معشر يمانون وإنا لأهلنا محبون
إن حضرموت قد قشعت الغبار من على وجهها وأظهرت حسن جمالها وتطور عقلية أهلها ونمو مختلف مدنها وقراها بعد الوحدة، إن كان أحد شذ من أهلها فليس منها فهو من وديان وجبال أخرى بعيدة عنها وليس منها أبداً، وإن كان بعض الهمج يريدون نقل تخلفهم وعقليتهم المتحجرة فليعودوا من حيث أتوا وليتركونا وشأننا ونحن نعرف مصلحتنا ولا نريد منهم دروس الثورة والثيران والتثوير وتحطيم كل شيء جميل، فنحن لسنا أغبياء نحطم ما بنيناه بأيدينا بعد أن حكمونا ثلاثين سنة ولم نر منهم غير انجازات التأميم وطائرة الدبلوماسيين وإقفال الأربطة العلمية وربط البطون.
وان كانوا يريدون نقل تجربة تحطيم شوارعهم في الضالع وتكسير أعمدة الكهرباء فليعودوا من حيث أتوا وليحطموا بقية ما أنجزته لهم الدولة هناك فمصيرهم محتوم أما نحن في حضرموت فلن نسمح لهم بذلك ولن نسمح لأعوانهم أياً كانوا.
وإن كانوا يريدون تطبيق ما أمرهم به صنمهم الأكبر فهو ليس منا فهو منهم وعاش وتربى عندهم وتغذى وتتلمذ على أفكارهم وعاشرهم وأخذ من طباعهم وسلوكهم العنيف والذي اختطوه منذ عرفناهم، فعدن كانت ضحية تجاربهم سنين وسنين وكما يقول المثل في حضرموت " من عاشر القوم شل من دلهم " وصنمهم الذي يعبدونه ويحلمون بعودته، لكن صنمهم هذا خرج عن طباعنا وأخلاقنا وسلوكنا وثقافتنا معشر أهل حضرموت، فهنيئاً لهم به، فمنذ ترك حضرموت والخيرات تظهر فيها والتغيير ظهر عليها والاستقرار سادها وبسط نفوذه فيها والاستثمار الذي سماه هو بعظمة لسانه برجوازية بدأ يؤتي ثماره لخير أبناء حضرموت واليمن عامة.
فليذهب إلى الجحيم هو وأعوانه، لأن أهل حضرموت الشرفاء والعقلاء لن يسمحوا أن يجعلها المغامرون مسرحاً لدسائسهم يوم حفل منصة وآخر تأبين شهيد وثالث يوم للفقيد أو للعقيد وغيرها من المسميات هدفهم تعطيل التنمية وتعطيل مصالح الناس.
وهل يعقل بعد أن خطونا خطوات جيدة في التنمية والتطوير أن ننصت لمعتوه خرج من القبر بعد خمس عشرة سنة يدعو للتخريب والتدمير والقتل وتوزيع الكراهية لقد أخطأ المكان والزمان وعليه أن يعود من حيث أتى ويبحث عن مغفلين غير أهل حضرموت، فنحن في حضرموت مع الوحدة ليست اليمنية فقط بل والعربية والإسلامية بمشيئة الله تعالى مهما كانت هناك من اختلالات.
كل أهل حضرموت ومن يسكن فيها مدعوون لرفض أية دعوات للإخلال بالنظام الذي تعودناه مهما كانت مصاعبنا ومعاناتنا وكذلك كل الناس الطيبين في حضرموت مدعوون للتعاون مع الدولة في الكشف عن كل مدسوس ومخرب وصانع للفتنة، فهؤلاء هدفهم إحراق حضرموت بعد أن ترعرعت وشبت عن الطوق وبلغت من العمر ما تستطيع فيه تمييز الغث من السمين.
ابعدوا هؤلاء الغوغائيين والمخربين وناشري الفتنة والكراهية فوالله إنهم جهلة لم يبلغوا من العمر نصفه ولو كانوا يعرفون كيف كانت حضرموت مغلقة قبل الوحدة لما استمعوا لمن آتاهم من سكان الجبال الهمج ذوي العقول المتحجرة، لقد قلناها لهم وسنقولها لهم اتركوا حضرموت وشأنها أيها الهمج فهي مستقره ببعدكم عنها ...
في السبت 17 أكتوبر-تشرين الأول 2009 05:54:14 م