اللواء محسن الأحمر وكذبة أبريل
كاتب/صلاح السقلدي
كاتب/صلاح السقلدي
الأول من شهر أبريل هو يوم جميع المغفلين والحمقى عند الإنجليز، ولهذه التسمية قصة، مختصرها: (انه في 31 مارس سنة 1846 أعلن في مدينة اسلنجتون الإنجليزية انه سيقام (معرض حمير عام) في غرفة الزراعة للمدينة، فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيما، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاءوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير.
- في هذا اليوم أي يوم الأول من أبريل من هذا العام ولا أعرف هل هي محض الصدفة أم كانت مقصودة حين أعلن اللواء علي محسن الأحمر ما يلي: ( ليس لي في عدن غير منزلي الخاص الذي يقع في خور مكسر "مضيفا:" إذا ثبت أن لي أي أراضي أو عقارات باسمي أو باسم أحد أقاربي وهناك من يطالب بها فليأخذها فهي له ". ..). (أنتهى). عوفيت يا فندم عوفيت، فان البلاء موكل بالمنطق كما يقال ...!
- فلنفترض ان اللواء الأحمر بتصريحه هذا لم يكن يقصد ان يضعنا في موضع من يقع بفخ كذبة أبريل البايخة، وان كلامه هذا جاد ولا له أي علاقة بكذبة ابريل او أي شهر آخر، وانه يدفع عن نفسه تهمة نهب وبسط يحاول البعض إلصاقها له كما يقول. فلا حظوا ان اللواء الأحمر يشترط ان يظهر أحد يطالب باي عقار او أرضية ويثبت انها ملكه فهي له.! وكانه يقول اذا أثبت أي شخص انني بسطت على ارضته فهذه الارض له (جائزة مني) وهبة من شخصه الكريم لهذا الشخص الذي حرم من حقه عقدين من الزمن. ولم يقل لنا اللواء الأحمر ولو من باب الكذب الابريلي انه مستعد ان يعوض هذا الشخص عما لحق به من اذ عما أصابه من ضرر مادي ونفسي طوال فترة البسط وانه أي اللواء مستعد ان يعوض هذا الشخص المفترض التعويض المادي والمعنوي العادل.! ولأن اللواء الاحمر يعتقد بما يعتقد به الانجليز ان يوم الاول من ابريل وهو اليوم الذي اعلن فيه تصريحه هذا هو يوم المغفلين فقد فاته انه قد حشر نفسه مع زمرة المغفلين الحقيقيين حين أعتقد ان الجميع اذا افترضنا جدلا انهم اقتنعوا بصدق ما يقوله سوف يفوت عليهم ان يسألوه عن مصير ممتلكات القطاع العام بالجنوب اذا اعتقد ان هذا القطاع العام لن يظهر له شخص بعينة ليقول له ان هذه املاكي يا حضرة اللواء فأعيده إلي. واعتقد اللواء ان حصر النهب على الأفراد فقط دون ذكر منهوبات القطاع العام من عقارات ومزارع وقطاعات نفط وتعدين والثروات البحرية وأموال سائلة وأموال موظفين جنوبيين مدنيين وعسكريين نهبت طيلة عقدين من النهب الوحدوي وان القطاع العام ليس له شخص بعينه يتكلم عن حقوقه فهو أي اللواء قد وقع كما اسلفنا بمربع المغفلين (الأبريليين) حسب التسمية الإنجليزية، فالقطاع العام الجنوبي ليس مباح نهبه كما درجت عادة بالشمال على مر عقود من نهب أموال البسطاء والجياع.! فبالمجمل نقول ان اللواء علي محسن الذي نكن لشخصه كثيرا من الاحترام مهما حصل - قد كذب على نفسه فقط بيوم الأول من أبريل الكذوب حين أعتقد ان الجنوبيين بغباء وسذاجة من حضروا ليشاهدوا (معرض الحمير العام) بمدينة اسلنجتون الإنجليزية عام 1846 م.! وغرته الأماني حين اعتقد ان القطاع العام الجنوبي مشاع للنهب والتفيد باعتباره املاك بلا مالك لا يملكه شخص بعينه ولا شيخ قبيلة محدد يمكن ان يتحداه اللواء علي محسن ليثبت ما يقوله. فالقطاع العام الجنوبي المنهوب لن يسقط بالتقادم مهما حاول النهابون التملص من عملتهم بعبارات التحدي الإبريلية.!
في الجمعة 06 إبريل-نيسان 2012 07:34:54 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=492