|
> هناك في معسكر الاستقبال بالعرضي جاء الامر بصعودنا الى شاحنة حيث ليس من التقاليد وأنت برتبة (ج ط) يعنى جندي طالب ان تسأل الى أين؟ ولا بأس فلكل مؤسسة قواعد انضباطية من المهم الالتزام بها والا مارست فعل الطابور الزيادة.
> وكانت الوجهة دائرة التوجيه المعنوي.. وعقب محاضرة الوصول كان السؤال من يجد ميولا إعلامية يرفع يده ووجدتني أرفع يدي بثقة طائشة لاخوض سنة من ثلاثية حراسة بوابتي التوجيه ومبنى وكالة سبأ الواقع حينها في ذات المنطقة والعمل في قسم التصحيح قبل أن يتم ضبطي وأنا أقفز من سور التوجيه كلما كانت هناك مباراة في ملعب الظرافي حينها: قال العميد علي الشاطر اتركوه يغادر من البوابة ليغطي مباريات الدوري العسكري.. وكان ما كان من دخول معترك الصحافة الرياضية عبر هذه الصحيفة.
> كانت هذه المطبوعة تحمل اسم «13 يونيو» وتحفر حروفها بالرصاص في الطريق إلى انتقاله في الاسم والشكل والمعنى.. والمبنى ايضا.
والحق أنني كنت محظوظاً بالعمل ضمن طاقم صحفي متميز أدى الخدمة العسكرية الالزامية هنا.. أتذكر منهم ياسين المسعودي.. عبده بورجي.. عباس غالب.. ياسين الشيباني.. ياسين عبدالرزاق.. عبدالرقيب مقبل.. ومحمد المساوى.. اسكندر الاصبحي وآخرين أحمّل الذاكرة المعطوبة مسؤولية نسيانهم.
>> ولم يكن شيخ الصحفيين عمنا صالح الدحان مبالغاً في وصف هذه «الصحيفة» في كتاباته بأنها «ست الكل» لأنها من المفتتح حتى استراحة الخميس - حينذاك - مثلت عُروس الصحافة اليمنية ونقطة العسل في القدرة على استقطاب الرشيق من الأقلام.
> عبدالجليل الماوري يقود الطاقم في ليلة الإصدار.. ضابط بروح مدنية لا يستغني عن صوت فيروز المتداخلة مع وجبة عشاء دسمة مساء الاصدار الذي تحضر فيه مثابرة عبدالله سيف، وفنيات الفلسطيني أبو منهل وحرفية المصري عبدالحميد.
>> كانت أجواء عسكرية بروح صحفية مدنية.. ولم تخلُ من الطرائف التي يقع فيها الصحفيون عندما يجدون أنفسهم حائرين بين ثنائية الضبط العسكري الذي يفرض عليك أن تكتب وتصحح المواد الصحفية، وتوفي باستحقاق المناوبة في البوابة دون أن تحرم نفسك من رؤية السماء، وهي تمتلئ بالنجوم فيما تستمتع لأم كلثوم وهي تغني «حب أيه اللي أنت جاي تقول عليه».
> كانت هذه الفترة بداية مسار مهني جديد في صحيفة أنموذج في الأسبوعيات التي جمعت بين الوفاء بالخبر والمعلومة ودوائر التحليل والتعليق والرأي ومختلف فنون صاحبة الجلالة.
>> أمّا ما هو الداعي لقراءة ورقة قديمة من الحياة، فهو أننا بحاجة لأن نتذكر ما هو خاص في سياق تذكر ما هو عام.. خاصة بعد أن أصبحت ذاكرتنا سريعة، وكأننا أمة من الأسماك.
في الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 02:24:05 ص