عيد السُخرة!!
صحافي/عبدالله حزام
صحافي/عبدالله حزام
لن اقلب المواجع وأعيد التذكير بالمصيبة العالمية التي استدعت إعلان الأول من مايو من كل عام عيدا للعمال..ودعونا نتحدث بصراحة الإخوة..لماذا لانحاول تقديم شيء جديد وايجابي للعمال بعيدا عن لغة الأقوال ..وحمى المايكروفونات.؟
> نعم العيد استراحة محارب يستريح فيها شقاة البلاد ونحن منهم من كبد العمل اليومي ..لكن ماذا انتم فاعلون عندما تسمعون أن جل من يستريح في هذا اليوم هم أرباب العمل وليس العمال..!!
> سأقول لكم من أين - أتيت- بهذه المعلومة القنبلة.. لقد فاجأني زميل صحفي قبل يومين بالمعلومة التي كانت حصيلة لقاءات قام بها لإنجاز مادة صحفية عن عيد العمال ..
> حضرتنا توقف عندها بطريقة رياضة التأمل .. وحدثت نفسي بأهمية دراسة المشكلة بحثيا عبر الجامعة..حتى نعرف الأسباب ونضع وصفة العلاج المناسبة.
> تخيلوا أن خمسة عمال من عينة عشوائية تم سؤالهم عن الأول من مايو على هامش التحقيق الصحفي إياه جاء ردهم مطابقا للآية القرآنية :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.!!!
> إذن لامعنى لعيد عمال هو بالأساس عيد إهمال للعمال ..هكذا يحكي الواقع وبالتالي من المهم أن تفكر الحكومة بشكل مختلف..لاتقف عند تكريم عدد من العمال في قائمة قد تخضع لمعيار المقرب من المسئول الاول اوحتى المنطقة من باب المحاصصة المحافظاتية التي درجنا على تعميمها بدء من رأس القيادة العليا في المرفق حتى أخمص قدمي المناصب الإدارية..
> بالواضح العمال يريدون قانون عمل ديناميكيا يقول لهم هذا لكم وهذا عليكم..قانونا نافذا غير أسير لأدراج وزارة العمل..ومعه الاشتغال على حركة وعي عمالية تلقنهم حقوقهم وواجباتهم ..وإلا كيف تسأل عاملا عن ابسط حقوقه فيرد عليك : (مدري )..!! إنهم عمال ليسوا كالعمال..وواقع الحال الذي يعيشونه يستحق قلب تسمية عيد العمال إلى عيد السخرة!!!!!!!!!!
> لأن ماينبغي أن تعرفه الحكومة قبل أن تلقي خطابات التكريم في اليوم الموعود وتحتفي بنفر من المكرمين..أن عهد" السخرة "لازال ساري المفعول في هناجر القطاع الخاص..وبعض مكاتب القطاع العام التي لايزيد فيها الأجر التعاقدي عن 10 آلاف ريال ..وحتى الشركات التجارية اليمنية التي يغني لها البعض كلما حان ذكرها أغنية المرحوم علي الانسي "خطر غصن القنا " ..طلعت متورطة بالسخرة..ودعك من الكلام المعسول الذي يقولونه في برامج النميمة الإعلامية : القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية الشاملة..!!
> وهذا ليس تجنيا على تلك الشركات فقبل أيام التقيت رفقة العزيز علي ربيع الكاتب المبدع في هذه الفسحة اليومية مجموعة من العاملين في إحدى مجموعات القطاع الخاص الكبيرة..وكانت شكواهم كالصاعقة التي حلت بساحتنا ..
> قالوا إنهم يعانون الأمريّن ..لا تأمين ولا علاج ..ورواتب بالكاد تشق غبار الأسعار الملتهبة ..ويا ويلهم ويا سواد ليلهم لو فكروا بعمل نقابة تطالب بحقوقهم المصادرة ..لأنهم قد ينفون بعدها إلى جزيرة سانت هيلينا التي نفي إليها نابليون بونابرت!!!
> اسأل أهل علم التغيير..ماجدوى التغيير الذي يبقى في الأعلى وفي أثير المايكروفونات ولاينفذ إلى قاع المجتمع ليصنع تحولا حقيقيا في ثقافة العمل واحترام قيم العمل والعامل ويركل ثقافة الاسترقاق التي لازالت قابعة في أذهان ارستقراطيي العصر الحديث من نبلاء الهبر العام والخاص..!!لأن بقاء الحال هكذا سيبقي العمال في خانة:مع وقف التنفيذ.!!
> بالمناسبة : نريد أن نعرف كيف ستحدث تنمية شاملة وقوة العمل كمورد بشري في الخطط والاستراتيجيات الحكومية نائمة لاترى إلا الأحلام ..؟!
انتبهوا لأنه قيل في الأثر::العاطلون عن العمل أشد الحيوانات ضررا..!!
 
في السبت 05 مايو 2012 04:21:54 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=502