من وراء مجزرة (السبعين ) ؟!
صحفي/فاروق ثابت
صحفي/فاروق ثابت
منذ زمن واليمن تكابد في مكافحة الارهاب وتتكبد خسائر فادحة وهاهي اليوم وللأسف وصلت الى مرحلة ( الارهاب يكافح اليمن ) ! ... وفي زاوية ضيقة باتت البلاد حد الهاوية إزاء الارهاب وجهوده في مكافحة الجيش والشعب معا ..!
ولا يخفى على الجميع ما حدث من أسى في حادثة ميدان السبعين التي اصابت بالصدمة العارمة في جريمة نكراء أهتزت لها الانسانية والعالم أجمع ..!
ببساطة المسألة بأعتقادي هي فكرية بحته وأن بدت غاية في الصعوبة والتعقيد وبعيدا عن التأويل السياسي (المناكف ) الذي يصطاد دوما في المياه العكره أو التحليلات المسبقة التي ظاهره الرحمة على مصالح الامة والشعب و (حياة فخامة الاخ الرئيس) وباطنها العذاب نحو غرس الضغينة وتأجيج الفتنة والتأسيس للجريمة أمتدادا لتوجهات خاصة موغلة في الانتقام وتصفية الحسابات كما يدور ذلك لدى الكثير من المثقفين والمهتمين بالشأن اليمني ..
فكل المكونات الاجتماعية والقبلية والعادات والتقاليد والفقر والتخلف تسهم بامتياز في تنمية وتغذية العنصر الارهابي في اليمن ..
المدفع والصاروخ والتنكيل وأن يراه البعض أمرا حاسما ضد الجماعات الارهابية فهو برأيي لا يزيدهم إلا ثباتا ورسوخا من أجل الشهادة والفوز بالجنة و الفردوس الاعلى ..
الحرب ضد الارهاب الذي يتجه نحو فناء المنتج المستميت الضحية الذي يستقدم وقودا أو مواد خام من أجل الجنة لا يخدم للود قضية من حيث أن المصنع ومعداته وعماله الانتهازيين وخبراء التكفير والتشدد والتطرف و فتاوي القتل والتنكيل باقين يسرحون ويمرحون وينفذون أجندتهم ويطغون ويتجبرون في الارض وقد باتوا أرقام ربما صعبة وأن كان بعضهم يتظاهر بالتعددية والمدنية إلا أن التطرف والغلو يجري بهم مجرى الدم ...
قبل التفكير بقتل المنتج الذي ليس إلا ضحية في الاول والأخير يجب تدمير مصنع الارهاب وفقاسات التكفير واستئصال شأفة خبراء التفجير والتكفير والقتل والدمار عن بكرة أبيهم ............
الفكر المتطرف لا يهدئ من ضراوته إلا فكر مستنير يمقت خطاب تأجيج العداوة والكراهية وتكفير الاخر .. فكر يقوم على الوسطية والاعتدال (وحب الوطن من الايمان )..
انتشار السلاح وقلة الوعي والفقر والجهل والأمية بين أبناء الوطن جعل الابناء ملاذا لتنظيمات تتخذهم موادا خام لتعيد إنتاجهم على طريقتها بجاهزية قتالية متطرفة للقفز الى الجنة ونتفيذ أجندة ذات طابع مصلحي خاص !..
الحرب على الارهاب ينبغي أن يكون في جبهات عدة المدرسة و البيت والشارع والمسجد والصحافة والإعلام المقروء والمسموع والمتلفز ..
في رأيي لن تكون ثمة فائدة تذكر في محاربة هذا الخلايا التي أن نامت سرعان ما تستجمع قواها وتعود للمواجهة بضراوة من جديد طالما وثمة منتديات ومحاظن تبدأ ظاهرها ديني بدعوى (التحفيظ ) مثلا وأنا لست ضد التحفيظ غير أنني اشير ألى أن ثمة البعض في باطنها تحظ على كراهة الاخرين وتغرس الكراهية وتدعو للجهاد ضد أخوة الوطن الواحد خاصة إذا كان من يشرف على أدارة هذا المشروع أو يموله جماعات ذات أطار ديني سياسيي ..
لا فائدة وهناك من يستقطب الشباب للزج بهم في أتون حرب مستعرة ..
لا فائدة والتحريض والمناكفة والكيل والنفاق في صدارة الاعلام والإعلام الاخر لزرع الدسيسة والحقد بين الاخرين ... ليس ثمة منفعة والأبواق التكفيرية في صدارة المشهد السياسي اليمني ..
لا فائدة وهناك من يلعب بالأوراق من أجل تحقيق مكاسب أكثر و بالتالي تشكيل ورقة ضغط حتى ينال الكثير من التنازلات والفوائد والعلاوات والامتيازات ...
لا فائدة والشيخ الديني على رأس المنبر يحرض الناس ويفتي بما يخدم توجهاته ليصل الامر الى زرع الحقد والكراهة والضغينة ...
لافائدة والجيش مايزال منقسما بين جزء تسميه أطراف بأنه :( تابعا ل(بقايا النظام )) وجزء أخر يحسب نفسه تابعا لأنصار الثورة والوحدة والامة والدين والنضال السلمي !
لا فائدة والناس ما تزال مقسمة في مجتمعنا اليمني الى طبقات وفئات عليا ودنيا : ( مشائخ قبائل , مشائخ دين ,فنادم أرباب سياسة .. أولاد ناس ..أولاد أصول ..قليلين أصل ,,مزاينة .جزارين ..قشامين ..فلاحين ..رعية .. غلابى شحاتين ...متسولين ..كفرة ..ملحدين ..علمانيين ..أشتراكيين .. زنادقة ..مرتدين ..مشائخ علم حتى في عالم الاموات : شهداء حفظه ..شهداء علمانيين .. شهداء مستقلين ..وشهداء بالخطأ) ...
لله ثم للتاريخ أقولها وأتسأئل بلمئ الفم :
* كم قتلت الحكومة من الارهابيين منذ أن بدأت مشروعها ضد الارهاب . . وكم قتلوا من أبناء الامن والجيش ومن الابرياء مواطنين أو أجانب ... وكم من النتائج حصدت حتى الان ؟! .. هل فنيت القاعدة وأنتهت على حيز الوجود والواقع اليمني ؟
- النتيجة أستقواء هذه الجماعات لأسباب ظاهرة و أخرى باطنة حولتهم من مشروعهم الاستراتيجي ضد اليهود والنصارى في الجزيرة العربية واليمن والعالم الى قتل وذبح إخوانهم المواطنين المدنين و العاملين في السلك العسكري والأمني بطريقة بشعة وإجرامية مقيتة .. ودماء مجزرة السبعين لم تجف بعد !
أنا شخصيا لم أدرك هذا الانحراف ظهوره بجلاء في هذا المشروع الارهابي من توجهات قتل الاجانب ( الاميركان واليهود أحفاد القردة والخنازير ) الى قتل المواطنين إلا منذ بدأت الحركة الحوثية والدولة الصراع الذي يروج فيه الحوثيين شعارهم ضد أميركا و اسرائيل فيما سيول عرمة من الدماء تدفقت إزاء ألاف القتلى من أبناء الجيش والقوات المسلحة والحوثة والقرويين هناك في صعدة وكلهم أبناء الوطن بغض النظر عن القاتل والمقتول ..والكافر والشهيد ...! ..فالمشروع يتصدره السياسي المقترن بالديني بامتياز خاصة إذا ما كان الامر دفاعا عن كرسي سلطة يدعو الاخر لسحبها لأعتبارت عرقية دينية استغلت الامية والجهل والفقر وبساطة الناس ودفعت بهم لتحقيق مأرب خاصة وأن كلف الامر أن يكونوا ضحايا فالأمر لايهم طالما والدين والعقيدة الدافعة لذلك بظاهر الفوز بالجنة وباطن سياسي مصلحي انتهازي بحت ! ,,,
وبالمثل فأن ثمة مشروع أخر مماثل بدا منذ ماقبل الثورة الشعبية في اليمن يتوجه نحو قتل العاملين في الجيش والأمن وإعدامهم وذبحهم ..تطور الامر أكثر كلما مر الوقت تحت ظل خطاب التأجيج والبث للكراهية بدعوى( دعم الثورة الشبابية) ضد الكفرة و الملاحدة و أتباع الزناديق وبقايا النظام والمدافعين عنهم وأزلامهم .. و انا لست هنا بصدد الدفاع عن أحد غير أنني أشير الى أن الجميع هم أبناء وطن واحد و(أن ما زاد عن الحد ينقلب الى الضد) ! . فهاهو الجرح الغائر الذي ما فتئت اليمن تلمه منذ أن بدأت تحارب الارهاب حتى عاد لينفجر اليوم من جديد وبصورة أشد وأنكى وأعتى ضرواة منذ بدأ أنشطته ..
اليمن بحاجة اليوم الى كل قطرة دم من أجل بنائها وأعادتها وتخليصها من القيود والدمار الاسر الذي عانته منذ زمن وما تزال تتجرعه رغما عنها وحتى اللحظة !
الكهرباء .. المياه .. الهاتف ..الطريق الغاز .. أنبوب البترول ... الى جانب دماء الموطنين أكانوا مدنيين أو عسكريين ,, المس بها يعد مساسا بالوطن وسيادته قبله يعد مسا بالدين والشرع والملة .. فهل يرعوي التكفيريون والجهاديون عن التأجيج وتصدير القتل ويعودون الى رشدهم لتوجيه الناس وفق الاعتبارات الانسانية المطلقة من أجل بناء الوطن والإنسان بذات الصورة التي جاءت الينا من رب السماوات والأرض ونبينا صلى الله عليه وسلم لا بصورة مغلوطة من أجل خدمة حزب أوشيخ أو مسئول أو نافذ معين أيا كان أتجاهة أو أنتمائه أو مصالحة بطريقة خائنة للأمانة والقيم والمثل والسجايا والأعراف والقيم الحميدة و ليس ببعيد عنكم الجريمة في السبعين التي هزت العالم بأسرة وليس اليمن والعالم العربي فحسب ... وقبلها كثر لا تحصى ولا تعد !
باختصار : وأن كان وصل اليوم (الارهاب ) الى مرحلة مفزعة ورقم مهول .. فأن المسألة يجب أن لا تكون حرب ضد الضحية المنتج أو السلعة من أبنائنا المخدوعين المغلوبين على أمرهم فحسب فهم ضحايا في الاول والأخير وقتلهم لايعني ضمان عدم وجود جهاديين آخرين للقاعدة من جديد .. فيما المصنع الكبير الذي ينتج ويؤهل هذه الضحايا متروك له الحبل على الغارب للعمل عيانا بيانا نهارا جهارا وبأشراف مباشر وجهد ودعم وتمويل مادي ومعنوي و لوجيستي من قبل خبراء تطرف و مشائخ تكفير وملالي تشدد .. وقادة انتهازيون قتله.. و وجاهات تلعب من تحت الطاولة .. والأغرب من هذا وذاك أن معظم هؤلاء يعملون تحت عباءة الدولة ومظلة أحزاب ما ظاهرة على السطح أو متخفية فأنها مسائلة أمام الله و رسولة والمؤمنون والشرع والقانون عما اقترفت وأجرمت وساء ماعملت وصنعت وفعلت كونها تحرض وتغرس فكرا دمويا و تذهب للجري وراء مكاسب ما سياسية أي كان أتجاهها أو توجهها ! ومن ثم تصيد في المياه العكرة لتقتل القتيل وتمشي بجنازته .. وحسبي الله ونعم الوكيل .....
في الحرب ضد الارهاب الذي تحول الى حرب للإرهاب ضد اليمن ينبغي أن يكون الحرب الفكري من أولى أولويات الاهداف وأن لا يقبض على الضحايا فقط فيما المجرمون الحقيقيون يتنفسون الصعداء وينفخون الكير لينتجون الشر ....
ينبغي أن لا تحارب الدولة (الفرع ) فقط فيما الاصل متروك جذره ثابت ورأسه مطل في سماء ينفخون فيها نارا ويسعون فسادا في الارض ويهلكون الحرث والنسل يذبحون الناس والكهرباء والطريق والبترول والغاز والماء.. ويفجرون الوطن في يوم عيد الوطن..
الفاتحة على أرواح الشهداء ...وكل عام والوطن والشعب والوحدة والجيش والامن بألف خير وصحة وعافية.
في الثلاثاء 22 مايو 2012 04:15:20 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=508