أوجه التقارب والتطابق والتشابه الفكري والمنهجي بين اليهود والإخوان (1) !!!
دكتور/يوسف الحاضري
دكتور/يوسف الحاضري

  قد يخفى على الكثير في أمصار العرب إن الإخوان أو من يطلقون على أنفسهم سفها بغير علم (إخوان مسلمون) أكثر جماعة تقتدي بالفكر والمنهاج والتاريخ اليهودي منذ الأزل ,,, فهم كما نعلم متعمقين في هذه الأمور ويدرسون تاريخ هذه الجماعات دارسة متعمقة فيستنبطون منها كل شيء قد يفيدهم في مخططاتهم واتجاهاتهم وأهدافهم ,,, وأنا من هنا سأسرد لكم أهم النقاط في التقارب بين الجماعتين وبالأدلة القرآنية والتاريخية وكيف استفادت جماعة بني الإخوان من جماعة بني صهيون ,,,,

 1. اليهود وقتلهم الأنبياء والإخوان وقتلهم الرؤساء :-

  نعلم جميعا أن اليهود هم قتلة الأنبياء منذ بداية نشأتهم أي ما بين حياة موسى وعيسى عليهما السلام ,,, حيث والله جل وعلا كان لا يترك بني إسرائيل يوم واحد بدون نبي فكلما يموت أو يقتل نبي يبعث لهم آخر وكانت النبوة في عائلة والحكم في عائلة أخرى إن استثنينا بعض الأنبياء ك(داوود وسليمان عليهما السلام) ,,, وكان اليهود عندما يرون أن هذا النبي لا يعجبهم ولا يتبع فكرهم وخطاهم ورؤيتهم ومنهاجهم يحيكون له الدسائس ثم يقتلونه من أجل ذلك وصفهم الله جل وعلا بأنهم قتلة الأنبياء فقال عز وجل {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء155,,,, إما إخوانهم من جماعة بني إخوان فلأن الأنبياء في عصرنا وفي عصر ظهورهم لم يعد لهم وجود فاتجهوا إلى قتل الرؤساء والحكام والولاة ,,, فالكل يعلم كيف حاولوا مرارا وتكرارا قتل جمال عبدالناصر (كونه لم يتبع فكرهم ومنهاجهم ورؤيتهم ) وأيضا قتلوا السادات ثم بعد ذلك حاكوا الدسائس لبقية الرؤساء وآخرهم علي عبدالله صالح فضربوه وهو قائم يصلي في المسجد في غرة رجب من العام الماضي وستستمر هذه الفكرة والمسلسل معهم .

 2. اليهود والإخوان وفكر "نقض العهد والميثاق ":-

 (( لا داعي للخوض العميق في هذا البند لأن الجميع يعلم تمام العلم هذه الرؤية وهذه المنهجية لليهود ونقضهم لميثاقهم مع الله ومع أنبيائه والآية أعلاه توضح هذه الفكرة {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ}النساء155 ,,, أما الإخوان فالعهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين حكامهم في مصر واليمن لا تعد ولا تحصى وكم نقضوها وتمردوا عليها عوضا عن العهود التي بينهم وبين الأحزاب الأخرى والتنظيمات ,,, فإخوان اليمن مثلا كل خمس سنوات يتحالفون مع حزب ويكفروا الحزب المناوئ وينسفون أي مواثيق تربطهم .

 3. اليهود والإخوان والخوف من المواجهة المباشرة :-

 (( قال الله عز وجل في وصف اليهود {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ }الحشر14,,, فاليهود أجبن عنصر بشري فلا يواجهون العدو لهم مواجهة رجولية أو بطولية ,,, واستفاد منهم جماعة الإخوان في هذا الجانب فعند مواجهتهم لمن اعتبروه عدو لهم وفق مقياسهم فإنهم يستخدمون الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والقناصات المخفية وغير ذلك فلا أعرف جبن وخوف ورعب أكثر من هذه التصرفات كون الآخر لا يدرك أن هناك من سيواجهه وهذا ما وجدناهم على مر تاريخهم الحديث وكيف يصنعون هذه الأسلحة ويستخدمونها في البلدان العربية نفسها والإسلامية وكم دماء سالت وأرواح زهقت وآخرها جريمة ميدان السبعين في صنعاء اليمن )).

 4. اليهود والإخوان وإيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعضه :-

 (( هنا جزئية بسيطة إختلافية بين اليهود والإخوان لكي نكون أكثر إنصافا ,,, فاليهود كما وصفهم الله عز وجل يؤمنون ببعض الكتاب "التوراة" ويكفرون بالبعض وهذا الإيمان والكفر نابع من عامل "المزاجية" التي ينتهجونها ,,, { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85 ,,, أما جماعة بني إخواني فهم يؤمنون بالكتاب الكريم "القرآن" كاملا دون غربلة ولكنهم يتعاملون مع الآيات والأحكام والإسلامية بانتقائية واضحة وشديدة ,,, فيجمدون آيات وأحاديث نبوية ويفعلون أخرى حسب ظروف الوقت والمكان والأحداث والحياة اللحظية التي يعيشونها ,,, فعلى سبيل المثال لا الحصر ,,, موضوع طاعة ولاة الأمر ,,, فعندما يكونون هم ولاة الأمر نجدهم يغرقون السوق بالآيات والأحاديث ومنابرهم تضج وتهتز بهذه الأحكام ,,, وعندما يكونون هم المعارضين نجد أن هذه الأحكام تختفي فجأة من السوق ويتم تجميدها وتفعيل آيات وأحاديث في الإتجاة الآخر (ولأن القرآن والسنة لا تتضارب مع بعضها) فهم يشكلونها تشكيل تضاربي يخدم مصلحتهم من خلال استخدامهم فكر "الإفتاء " .

 5. اليهود والإخوان وتلاشي ثقتهم بغيرهم :-

 (( عامل الثقة بالآخر هذه من أهم النقاط التي تعلمها الإخوان من اليهود بل أنهم استفادوا منهم استفادة عظمى ,,, فاليهود لا يثقون بأي جهة أو فكر أو ديانة أو جماعة ما لم تكن نابعة منهم ومن وسطهم لذا نجد أن هناك تبشير بالمسيحية ودعوة للإسلام ولكننا لا نجد أن عملية للتهويد لأنها جماعة عنصرية ولا تثق بأحد سواها ,,, وفي المقابل نجد أن الإخوان لا يثقون بأي إنسان حتى لو خدم تحت ظلالهم سنين عددا وأسرارهم تكون مخفية تماما إلا على "ثلة محددة" حتى أن معظم الإخوانيين الحاليين لا يعلمون شيء عن فكر ومنهاج الإخوان إلا الشيء اليسير الذي يمكنهم في تسيير الجماهير التابعة لهم والسبب "الثقة المعدمة" والتعامل بضبابية وتكتم شديد" وفي الأخير كلا الجماعتين (اليهود والإخوان) يشتغل شغل "عصابات " .

  
في الأحد 27 مايو 2012 04:20:40 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=512