حقيقة قناة الجزيرة
كاتب/عبدالله الصعفاني
كاتب/عبدالله الصعفاني
لا أعرف مَن الذي ذهب إلى الآخر.. الأخ محمد اليدومي، رئيس التجمع اليمني للإصلاح، أم أحمد منصور، المذيع في قناة «الجزيرة».. لكن ما صار مكشوفاً أن دقَّ المزيد من المسامير بين اليمنيين بفائض المال لا يتوقف. ولست في وارد وضع ما دار في اللقاء تحت المجهر.. فنحن في زمن سياسي وإعلامي مفتوح على كل ما هو مريب وغريب.. لكن ما حدث أن اليدومي حاول أن يتعامل مع الحوار كسياسي فإذا بالمذيع يدفعه دفعاً لأن يتحدث بلسان أي مندفع في شوارع التظاهر. يقول اليدومي في معرض إجاباته : «لقد كان الرئيس السابق... إلخ».. فيقاطعه أحمد منصور، مذيع قناة «الجزيرة» : لماذا لا تقول «المخلوع»؟ فيرد عليه : أنا أقول «السابق».. فيبتسم ذلك المذيع ابتسامته الصفراء المليئة بالرغبة في سحب كل مفردات الحوار إلى ما هو محرّض وحاقد وحامل فتيل الفتنة.. ومن غير المنطق الحديث عن إعلام غير موجّه.. لكن هناك فرقاً بين الاتجاه الفكري وبين إخصاء المهنية. لقد استكثر مذيع «الجزيرة» على أمين عام الإصلاح أن يتصرَّف في اللقاء بالحد الأدنى من الاحترام للمبادرة الخليجية التي لم تُقصِ أحداً ولم تخلع أحداً بقدر ما أكَّدت على قيم الشراكة في الحكومة والشراكة في تنفيذ المبادرة والشراكة في إيصال الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة خَلَفَاً للرئيس السابق علي عبد الله صالح. ولم يقطع دهشتي ممَّا شاهدته إلاَّ تذكُّر أمرين : الأول أن هذا المذيع لم يمارس أكثر من عادته في استفزاز ضيوفه وإملاء كل ما يثير أعصاب الآخرين.. والثاني أنه لم يكن أكثر من مذيع يفهم ما تريده قناة «الجزيرة» وما أُنشئت من أجله.. حيث الاستعلاء السياسي والمالي فوق كل شيء. ولعلَّكم تتذكَّرون كيف أن مذيعة في القناة استغربت من تراجع محمد قحطان ذات مساء عن تصريحات غرف النوم والزحف المحقَّق.. فصارت تقول له بانزعاج : هل أنت فعلاً محمد قحطان؟ وأيَّاً كانت الذاكرة ضعيفة فلا يمكن أن ننسى كمشاهدين كيف أن مذيعي قناة «الجزيرة» على مدار شهور الربيع العربي إمَّا يحضرون ضيوفاً يحاول المذيع جرَّهم إلى كلام حارق غارق يتناسب مع أهداف القناة أو يقطع على الضيوف عبر الأقمار الصناعية بالعبارة الشهيرة : عذراً للمقاطعة.. شكراً لك «فلان».. فقد كنت معنا من هناك.. والمشكلة أننا لم نستوعب أن الانجراف أمام سيناريوهات الفتن لا يبني وطناً!! وإذا كان من نافل القول بأن قناة «الجزيرة» قد ولدت في أيام الحرب على العراق وشبَّت في الحرب على حماس إلاَّ أن المؤكَّد أن صورة الميلاد لم تكن أكثر من مصيدة.. حيث سرعان ما ماتت «الجزيرة» في أحداث الربيع العربي.. بدليل أن اختفاء القناة من الشاشات لسبب فني أو آخر لم يعد يثير أي إحساس بأهمية البحث عنها إلاَّ من قبيل الفضول وليس البحث عن الحقيقة.

أمَّا إذا أردتم من الشعر بيتاً إضافياً فاكتبوا على مسؤوليتي.. لقد انتحرت قناة «الجزيرة» في اليمن.. وليس للمنتحر من جزاء إلاَّ ما هو معروف في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة.)


في الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2012 04:13:25 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=532