|
ولو كان هناك موضوعية في النظرة وعدالة في الطرح.. وقدرة على النظرة للأمور بصورة كاملة بعيداً عن الابتسار والضبابية .. لكانت مواقفنا من الوحدة اليمنية وقائدها الأبرز أكثر احتراماً.. لكن الناس عبيد حاجاتهم وألف كيلو متر من طريق مسفلت تكسر حاجز العزلة ليست كافية لإقناع متقاعد واحد بإفساح الطريق لشاب واعد..
ومن هذا المنطلق لم يجد بعض الانقلابيين على الوحدة مانعاً في أن ينسفوا كل خيرات الوحدة وفضائلها بالحديث حول ما كانت عليه علبة اللبن من حال في زمن شمولية توزيع الفقر على الفقراء بالعدل.
ولو أن الرئيس علي عبدالله صالح لم يقرر تعويض المحافظات الجنوبية والشرقية عما أصابها من إهمال في جوانب تنموية إعمارية كثيرة ووجه ربع ما تم إنفاقه على أهداف إنشائية عملاقة على الغذاء والدواء فقط لقال أولئك النفر أيضاً.. انظروا فما تزال الطرق هي نفس الطرق.. وما تزال المدارس والمستشفيات والسدود هي نفسها.. وإذن لابد من الارتداد.. فهل نقول أن الرئيس علي عبدالله صالح أخطأ وهو يوجه كثيراً من موازنات وموارد دولة الوحدة لصالح إعمار المحافظات الجنوبية والشرقية وعلى حساب محافظات أخرى من باب التعويض عن زمن إشغال الناس بالشرعية الثورية عن شرعية البناء والتنمية.
وليس أغرب من عدم إدراك أن دولة الوحدة التي قامت على قاعدة الديمقراطية والحريات العامة وضعت كل مواطن أمام حقه في أن يرتقي بوضعه الاجتماعي من خلال اختيار المهنة التي تناسبه.. لكن يبدو أننا لا نفكر وإلاْ فإن من العدل أن نسأل بعض قادة الحزب الاشتراكي عن مسؤوليتهم السياسية والاجتماعية والأخلاقية في تحويل الناس إلى مجرد عبيد للوظيفة غير المنتجة دونما اهتمام بالحرف واحترام كون العمل الخاص في أي مجال هو شرف وعبادة.
هل أتى هؤلاء حديث كيف أن قاعدة كبيرة من مواطني الشمال يعملون في كل اليمن في أي مهنة بناء.. تجارة.. ترنيج.. حدادة.. زراعة وتجارة على الرصيف وبيع على عربيات متحركة تدفع باليدين.
ومن جديد أليس هؤلاء الارتداديون مسؤولين عن إشاعة ثقافة انتظار دعم كيلو الأرز وقصعة الحليب والانضباط في طوابير الجمعية والتفاعل الايجابي مع حركات التحرر دون فهم بأن الاشتراكية في أوروبا الشرقية كانت أيضاً بنية عملاقة وليست فقط مجرد خطابات انفعالية ومصنع للبيرة وإشاعة لثقافة الترهل والكسل ووجيات الصراع على طريقة 13 يناير الدامي من طراز جديد.
كما أن من العيب أن يرمي هؤلاء بدائهم وهم يحكمون ويقتسمون ودائهم وهم يثيرون الفتن على دولة الوحدة غير عابئين بكون الوحدة لم تعد محل مساومة أو ابتزاز أو جدل وأنها محمية بأبناء الجنوب كما هي محمية بأبناء الشمال وأن منتهى ما يمكن أن يصل إليه دعاة الانفصال هو مجرد فتنة ها نحن نلمس آثارها في صراع وفتن داخل أقطاب الحراك كما حدث بين أنصار الحراكيين الانفصاليين وليس هذا سوى العنوان.
في الإثنين 26 أكتوبر-تشرين الأول 2009 06:01:03 م