أعيدوا لنا ضحكة اليمن!!
كاتبة وصحفية/إبتسام آل سعد
كاتبة وصحفية/إبتسام آل سعد
 

بربكم ما الذي يحدث في اليمن؟!.. بربكم ما الذي تفعلونه بهذا البلد؟!.. من الذي حسدكم وحقد عليكم لتحيلوا أرض بلقيس إلى هذه الفوضى وذاك الحاضر الأليم الذي باتت نشرات الأخبار تتناوله كما يتناول اليمنيون القات في مجالس التخزين الشهيرة بهم!!..

 

ما الذي فجر كل تلك الكراهية في قلوبكم ليثور الجنوب ويشعل الحوثيون الشمال، وكأن اليمن بشعبها وتاريخها وأرضها وأرواح أبنائها هي فقط محصورة بحكومة علي عبد الله صالح؟!!..

 

لا يا سادة .. اليمن لم تكن يوماً رئيساً سيبقى قدر ما يشاء له القدر أن يبقى، وفي النهاية سيرحل ويعلم الله من يأتي بعده وقد يكون أسوأ مما تروجون له على الرئيس صالح الآن!.. إنها أرض عذراء أحق بأصحابها أن يحافظوا على هذه العذرية التي تنتهك اليوم بقتل اليمنيين لأشقائهم اليمنيين!!..

 

فلماذا تقتلون اليمن يا هؤلاء؟.. لماذا ترون الحكومة بذاك السوء بينما الذي تفعلونه هو حلال وحرية شخصية وشكل مشروع للاحتجاج البربري والذي لا يقوم من وجهة نظري على أي مبدأ أو دين أو خلق؟!..

 

لماذا وجد الحراك الجنوبي في اشتعال الشمال بالتمرد الحوثي الغادر الفرصة الثمينة لغرس خنجر غادر آخر في خاصرة اليمن المنهكة؟!.. لماذا كانت المنشورات المغرضة والتي تدعو إلى تنظيم مظاهرات حاشدة غاضبة تعصف بمن يعترضها توزع في الوقت الذي احتاج اليمن فيه إلى سواعد أبنائه من الجنوب والشمال لوقف التمرد الحوثي غير المشروع في محافظة صعدة الباسلة؟!.. لماذا تبررون لأنفسكم كل ما تفعلونه وترونه حلالاً لا حرام فيه بينما استغلالكم لانشغال الحكومة بأحداث صعدة في تمرير أهدافكم الانفصالية لا غبار عليه مادام الهدف مشروعا من وجهة نظركم وهو الانفصال عن الشمال؟!!..

 

ببساطة هذه تسمى النذالة والخسة بعينها!!.. فلم تكن الوطنية يوماً استغلال ظروف بائسة يمر فيها الوطن وعوضاً من أن يجد أبناؤه قوات احتياطية للدفاع عنه يراهم أعداءً ينضمون لأعدائه وبكل وقاحة!!.. لم تكن الوطنية يوماً أن أقف في وجه أخي وأقتله تحت دعاوى مغرضة من عقول مريضة ويستغل مريض آخر الوضع فيثور على أبناء جلدته وتحت دعاوى أخرى تافهة!!..

 

ويحكم.. إنها اليمن!!.. أتعرفون معنى أن يكون وطن لديك مثل اليمن؟!!.. هل تعلم ماذا يعني أن تكون يمنياً تفخر بتاريخك في الوقت الذي يستجدي البعض تاريخاً مصطنعاً له؟!!..

 

فبربكم اتقوا الله فيه.. وحدوا الجهود للقضاء على الفتنة الدائرة في الجنوب واصطفوا لمقاتلة هؤلاء الذين يفتقدون لمعنى الرحمة في قتل الصغير والكبير لإعلان إمارة لم يأت الله بها من سلطان!.. وكونوا على ثقة بأن اليمن ليست في الرئيس "علي" الذي مازلت أراه الأقدر على حكم اليمن وبنائها وتقدمها ولكنها في أرض وتراب وفؤاد يعشق كل شيء عليها!.. قاتلوا الذباب والقطط فكلاهما مضر بالصحة العامة وبالهواء المنعش الذي يجوب جبال اليمن الخضراء!

 

قد لا يعجب مقالي هذا الكثيرين من الذين يرون فيه أفكاراً لا طائل منها وإنه يقف ضمنياً مع حكومة "صالح"، ولكني على ثقة بأن الذين سيرون غيرتي على اليمن وأمنياتي بأن يرفل بثوب العافية والصحة أكثر من هؤلاء.. على ثقة بأن القوات المسلحة اليمنية ستنتصر بإذن الل،ه وإن سقوط الشهداء منها ما هو إلا رصاص يزود ذخيرة الجوارح بما يساعدهم على القضاء على صغار الحوثيين.. على ثقة بأن اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يجري ومن يبحث عن الانفصال فسيرد الله كيده إلى نحره..

 

ودعوني أقولها بملء فمي.. (قاتل الله من يريد أن يفرق التوأم الجنوبي عن أخيه الشمالي، فإننا في زمن نتوسل فيه وحدة البلاد والعباد.. ومن يرى في تمرد الحوثيين وطنية بأهداف سامية فهو جاهل يبحث عن معرفة ما في كوم قمامة)!!..

هل ترون المستوى؟!!.. أظنكم تنأون بأنفسكم عنه!!.. فليس منا من تستهويه الرائحة النتنة!!.

 

فاصلـــة اخــــيرة:

إن كنت عربياً فأنت الأحق بأن ترفع رأسك فقد حظاك الله بالعروبة.. وإن كنت يمنياً فاسجد لله شكراً، فإن العرب يعودون بأصلهم إليك!!

عن: جريدة الشرق القطرية

  
في الثلاثاء 27 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:55:00 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=55