|
ما هي القيمة الحقيقية لمعنى الإنسانية وهناك من يئن من وطأة الجراح والأنين في ظل صمت مطبق من رأس هرم الدولة وحتى أسفله ، وتقاعس مريب لبعض من يسمون أنفسهم قوى الثورة ، أو لم يكن باستطاعة هؤلاء الذين يدعون حماية الثورة أن يبادروا إلى تسفير جرحانا أو حتى أولئك الذين يتبجحون أنهم هم الذين تحملوا مصاريف الساحات وأنفقوا كثيرا على الثورة !!!
إن الوطن يخسر كل يوم خيرة أبنائه في ظل اتهامات يتحفنا بها المصدر المسئول كعادته في تبرير فشله وتأكيده بما لا يدع مجالاً للشك الغياب الكلي للدولة ومؤسساتها وعجزها الكامل عن تأدية دورها ويفسر بداية انفراط حبات العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم والذي أصبح عقداً منقوصاً لم يعد يمتلك إمكانية إنتاج الصلة بين الطرفين اللذين يكونانه إلى الدرجة التي ستقود البلد برمته إلى حالة الاختناق التي يعيشها ولعل تمترس البعض وراء مصالحه وما دونها الموت هو الإعاقة الفعلية التي تثبط أي فرص للخروج إلى دائرة الضوء وتعمل على تراكم الأزمات وإنتاجها بالقدر الذي سيصبح فيه البحث عن مخرج من الأزمة الطاحنة كمن يبحث عن دبوس في الصحراء فجهود انتقال السلطة دائماً ما يصطدم بمراكز القوى التي تجند نفسها وإمكانيات الوطن لإجهاض أي بادرة من شأنها الوصول بالسفينة وركابها إلى بر الأمان ونجاح مؤتمر الحوار ، ذلك أنها سوف تتعارض مع مصالح هذه القوى التي تسّير شؤون هذه البلد المنكوب المنهك..
لابد للنظام الجديد أن يلتفت إلى مصالح الشعب ويدع جانبا جماعة الطفيليين الذين يزينون له طريقة حكمه للشعب ، هذه الطريقة التي فشلت إجمالاً منذ قرون في إيجاد دولة تحكمها المؤسسات ويسودها النظام والقانون كما فشلت أيضا في الحصول على شعب مستكين, وربما لا يختلف اثنان على أن ما حدث في أقاصي الشمال وأقاصي الجنوب وتململ الوسط هو نتاج طبيعي لطريقة مراكز القوى في إدارة الأزمات وإدارة الثروات وهي طريقة أثبتت الأحداث فشلها في إخراج الوطن من النفق المظلم الذي يزداد ظلمة وقد يتحول إلى قبر كبير تدفن فيه الآمال العريضة والأحلام الوردية في إيجاد وطن يتسع للجميع وربما يدفن بداخله شعب فقد أفراده إرادة تغيير مصيرهم.
إن الغدر البشع الذي تعرض له جرحى الثورة وهم يمارسون حقهم الدستوري في الاعتصام والتظاهر صفة لم تبرز ابان حكم الجنرال المخلوع ووحدها حكومة الثورة اعتدت بصلافة على برلماني يمارس ثوريته ..
- الاشتراكي نت:
في الأحد 24 فبراير-شباط 2013 06:33:00 م