جرائم الرفاق وصراعاتهم !!
جمال محمد احمد
جمال محمد احمد
للذين لا زالوا يُراهنون على من دمّروا البلاد وشردوا العباد وأذاقوا الشعب الذي تسّلطّوا عليه صنوف الذل و العذاب . نبدأ معكم هذه السلسلة من أحاديث الرفاق وكيدهم وصراعاتهم لتنظروا فيها وليُبصر من لازالت على عيونهم غشاوة ماذا صنع أؤلئك وماذا عملوا بمن إئتمنوهم على وطن بكامله .

وسنبدأ الحكاية بواحدِ منهم وهناك العديد من الأحداث والحقائق والوقائع سنأتي على ذكرها لاحقاً، ولن نأتي بقولِ من لدينا ولكن سنتركهم هم يتحدثون.

 وسوف نتناول تحت هذا العنوان وفي كلمات أؤلئك الذين قتّلوا وشردوا أبناء شعبهم وأنتهكوا المحرمات ودنّسوا المقدسات، وذلك من واقع ما ورد على لسان رفاقهم ومن كانوا معهم ..و سنستعرض هنا بعض منها..

يحمل الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في ذاكرته الکثير من الأحداث والمواقف عن العقود المنصرمة، ويسعى دوما للتلميح للآخرين عن أنه (أتم خلال فترة رئاسته واجبه على أكمل وجه، وسعى إلى تقديم أفضل إمكاناته لشعبه).

نعم لقد قدّم لشعبه أفضل ما لديه و كل ما تعلمه ودرسه على أيدي - الكي جي بي- و- الشتازي - وعن طريق زبانيته في ما كان يسمى (أمن الدولة) التي عذبت وأضطهدت أبناء مدينة عدن ومناضليها وأحرارها الذين كانوا في طليعة الأبطال الذين سطّروا أروع ملاحم الفداء في مقارعة الإحتلال لقد قتّلوا رجالهم وسحلوا العلماء ورمّلوا النساء ويتّموا الأطفال وشردوهم وقاموا بتأميم ممتلكاتهم.. ومما قدمه لشعبه نذكر هنا ما جاء على لسان الأمين العام المساعد للحزب الإشتراكي- سابقاً سالم صالح محمد حيث يقول عن مجزرة ومذبحة 13 يناير.. الحدث كان مأساوي للغاية ومؤلم للغاية يعني النتيجة كانت 12 ألف قتيل وهؤلاء القتلى مش فقط من الناس يعني من المواطنين ومن القتال بين الجيش والجيش ولكن لا.. يعني من القيادات العليا فالكوادر وأبرزها القيادات في المعسكرات يعني كانت فاجعة كبيرة الحقيقة يعني هزت البلد، أقول ضربت يعني أقوى القوى وأعصابها وأركانها والسبب أنا في تقديري هي الدكتاتورية الشديدة هي ما كنا نسميه نحن في الحزب المركزية والمركزية الديمقراطية.. وما كان فيه وجود للديمقراطية في حياتنا يعني كان الأمين العام هو رئيس الدولة ورئيس الوزراء وكل شيء يعني متحكم بكل مفاصل الدولة!!.

 وعن هذه المذبحة والمجزرة الدموية يقول سعيد الجناحي أيضاً أغلبية المكتب السياسي، لم تكن مؤيدة للرئيس علي ناصر محمد الأمين العام للحزب، فقد حاول التملص من عقد اجتماع المكتب السياسي، لعدم رضاه بأن يتولى عبدالفتاح الدائرة التنظيمية وهي أهم الدوائر الحزبية، وأنساق الرئيس علي ناصر محمد إلى محاولة التخلص من خصومه، وهو ما حدث في 13 يناير 1986م يوم انعقاد المكتب السياسي، حين أوعز لأنصاره من أعضاء المكتب بعدم الحضور، بينما حضر الآخرون من خصومه وحال تواجدهم في قاعة الاجتماع باشر رئيس حرس الرئيس علي ناصر إطلاق النار قتل على إثرها، علي أحمد ناصر عنتر، وصالح مصلح، وعلي شايع، ونجا عبدالفتاح وآخرون رغم أن بياناً صادراً من الرئيس علي ناصر أذيع بعد ظهر نفس اليوم أعلن فيه أن مؤامرة واجهها وتم إعدام المتآمرونّ!!.

هل يتحمل الرئيس السابق على ناصر محمد مسؤوليتها؟

سالم صالح محمد: بكل تأكيد هو يتحملها أمام الله وأمام نفسه!!

وهنا نتسأل أيضاً من قتل الرئيس سالم ربيع علي؟ وأين تم تدبير المكيدة وفي منزل من؟ ونترك الإجابة لمحمد سعيد عبدالله الملقب (بالحزب ) عندما يجيب على سؤال وجه إليه حول ما قيل عن أن محكمة أصدرت الحكم بإعدام سالمين؟! أجاب بقوله لم تشكل محكمة ولم تتم محاكمة سالمين إطلاقاً بل أن جميع أعضاء المكتب السياسي لم يجرؤوا على مقابلة سالمين وهو معتقل فكيف لهم أن يحاكموه؟ ويضيف وللعلم أنهم كانوا جميعاً في منزل علي ناصر محمد ! ولم يخرجوا منه حتى صباح يوم28-06-78 ؟!!.

ويقول سعيد العكبري عن تلك الصفحة السوداء من تاريخ حكم هذا وأمثاله.. ما جرى في جنوب الوطن من جرائم بشعة من قتل وسحل وتعذيب وتأميم للوطن وما عليه من بشر وشجر وحجر حتى قوارب الصيادين الفقراء وعشش الفلاحين المعدمين لم تسلم من التأميم، بل امموا كرامة الوطن واختصروا الشعب العظيم في حزب واحد والحزب الواحد في لجنة مركزية واللجنة المركزية في مكتب سياسي والاخير في شخص الامين العام في عملية تقليد اعمى مستوردة من الخارج من نماذج لأمم تختلف معنا فكراً وعقيدة وطريقة حياة.

ونقول لأؤلئك الذين أنساقوا ولا زالوا ينساقون وراء وخلف رؤوس الإجرام من قتلوا شعب ودمّروا وطن من أرتضوا العمالة والخيانة سبيلاً ومنهاجا، أنه سيأتي اليوم الذي سيندمون فيه على كل ما أرتكبوه بحق يمن العزة والكرامة. وليعلموا أن ابناء يمن الإيمان والحكمة بالمرصاد لكل عميل وخائن، ولمن عميت أبصارهم وبصائرهم وساء حالهم و مآلهم نذكّرهم هنا بقول الله عزوجل في القرآن الكريم \" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم\".

  • مغترب يمني في شيفلد

egm.yem@live.co.uk


في السبت 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 07:44:24 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=59