الطريق إلى «صنعاء»..!!
كاتب/محمد عبده سفيان
كاتب/محمد عبده سفيان
 

ما من يوم يمر إلا ونسمع عن حوادث مرورية عدة في طريق تعز ـ صنعاء تنتج عنها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات؛ والسبب هو أن هذه الطريق تم شقها وسفلتتها بعد قيام ثورة الـ26 من سبتمبر عام 1962م، وكان سكان اليمن آنذاك لا يزيد عن ستة ملايين نسمة؛ أما اليوم فإن عددهم يزيد عن خمسة وعشرين مليون نسمة، وكان عدد المركبات حينها محدوداً جداً، وكان العدد الذي يمر بهذا الطريق ليس بهذا الكم الكبير اليوم؛ حيث أصبح طريق تعز ـ صنعاء أكثر الطرق حركة كونه يربط العاصمة صنعاء بمحافظات “ذمار ـ البيضاء ـ الضالع ـ إب ـ تعز ـ لحج ـ عدن” ولذلك فإن حركة السير في هذا الطريق تزداد يوماً بعد يوم مع زيادة عدد السكان وحركة النشاط الاقتصادي والعمراني؛ الأمر الذي يتطلّب من الحكومة الإسراع في إيجاد الحلول العملية الناجعة للحد من الحوادث المرورية التي تحصد مئات الأرواح وتخلّف مئات المصابين وخسائر كبيرة في الممتلكات.

ليست الحوادث المرورية وحدها هي المشكلة الوحيدة التي يعانيها المتنقلون عبر طريق صنعاء ـ تعز وحسب؛ بل هناك مشكلات أخرى تتمثّل في كثرة الأسواق اليومية والأسبوعية في مناطق عدة وكذا الاختناقات المرورية في شوارع المدن التي تسلكها المركبات أثناء مرورها من وإلى العاصمة صنعاء مثل «القاعدة ـ إب ـ كتاب ـ يريم ـ ذمار ـ معبر ـ حزيز» ضف إلى ذلك كثرة المطبّات التي يتم وضعها من قبل المواطنين؛ فكل شخص لديه دكان أو مطعم أو يبيع خضروات أو قاتاً أو محل بنشر يقوم بعمل مطب؛ وكذلك الحفر والأخاديد المنتشرة على طول الطريق؛ وكل هذه المعوّقات بحاجة إلى معالجة سريعة وذلك بالقيام بإجراء صيانة شاملة للطريق وإزالة كافة المطبّات وعمل حواجز خرسانية في الأماكن الخطرة وخصوصاً في نقيل السياني ونقيل سمارة ونقيل يسلح وذلك للتقليل من حوادث انزلاق وانقلاب المركبات كحلول عاجلة وكذا الشروع في وضع دراسات هندسية حديثة لتوسعة الطريق وإنشاء جسور وكباري وأنفاق وخطوط دائرية بعيدة عن مدن «القاعدة وإب ويريم وذمار ومعبر» وشق ثلاث طرق جديدة تربط العاصمة صنعاء مباشرة من قاع جهران بحيث يتم التعاقد مع شركات عالمية استثمارية لتنفيذ هذه المشاريع مقابل فرض رسوم مالية على كل مركبة ستستخدم الأنفاق والجسور والكباري والخطوط الدائرية الجديدة بواقع خمسمائة ريال على المركبات الصغيرة وألف ريال على المركبات المتوسطة وألفي ريال على المركبات والقاطرات الكبيرة المحمّلة، وألف ريال على غير المحمّلة لمدة عشر أو عشرين أو حتى ثلاثين عاماً حتى تستوفي الشركات المنفّذة مستحقاتها “كُلفة التنفيذ” وبعد ذلك تسلّم هذه المشاريع إلى الحكومة ويستمر دفع المبالغ وتوريدها لحساب صندوق خاص بصيانتها والحفاظ عليها.

من غير المعقول أن يظل مدخل مدينة كبيرة بحجم العاصمة صنعاء محصوراً بطريق واحد فقط يربطها بسبع محافظات مهمة تعد من أكبر المحافظات تعداداً في السكان وأكثرها حركة في النشاط العمراني والتجاري والصناعي والسياحي وخصوصاً “تعز ـ عدن ـ إب ـ ذمار”.

لقد كان السفر من تعز إلى صنعاء يستغرق أربع ساعات في السيارة، وخمس ساعات في الباص؛ لكن اليوم أصبح يستغرق ثماني ساعات وأحياناً أكثر بسبب الحوادث المرورية والمطبّات والحفر والأسواق والاختناقات المرورية في المدن الرئيسة والثانوية الواقعة على طول الطريق.

      
في الثلاثاء 10 سبتمبر-أيلول 2013 11:31:40 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=613