نبقى إخوة .. ولا فجور في الخصومة
كاتب/رشاد الشرعبي
كاتب/رشاد الشرعبي
 عاد الحراك الجنوبي إلى جلسات مؤتمر الحوار الوطني بعد قرابة شهر من الانقطاع المعلنة مبرراته في رسالة رئيس مؤتمر شعب الجنوب, محمد علي أحمد, للرئيس عبد ربه منصور هادي, فيما يكاد المؤتمر يطوي آخر صفحاته والخروج بوثيقة تعد تاريخية إن كانت محتوياتها كما نأمل ونطمح وهي كذلك بالتأكيد.
ليس هناك عيب أن يتقدم المتحاورون فندق موفمبيك بصنعاء بتنازلات لبعض في الرؤى والمطالب والمخرجات ويكونون صادقين بتقديم حلول ومعالجات مناسبة لكل القضايا المطروحة على الطاولة ضمن أجندة المؤتمر المعلنة من قبل تدشينه, وبشرط أن تكون حلولاً سريعة وعاجلة وأخرى بعيدة المدى وتنهي أسباب نزاعات اليمنيين وخلافاتهم على السلطة والثروة.
مصلحة البشر في اليمن بشماله وجنوبه هي الأهم وهي محور الحوار ويفترض أن تكون نقطة الخلاف وأساساً لأي اتفاق, وكل ما يحقق لهذا الإنسان اليمني حريته وكرامته وحقوقه ويمنحه حياة تسودها العدالة والمشاركة السياسية والشراكة في الثروة والسلطة ينبغي أن يجمع عليه كل مكونات الحوار وأعضاء المؤتمر.
فلو كانت مصلحة هذا الإنسان ستتحقق من خلال الوحدة والدولة الاتحادية فنحن مع الدولة الاتحادية, وهذا أمر ينبغي أن يكون حقاً للشعب اليمني شماله وجنوبه.
بالأمس كنت أتحدث في إذاعة خاصة وكان على الهاتف أحد قيادات الحراك الجنوبي السلمي، وتحدث عن نظام صنعاء وحراك جنوبي, فلم أجد ما أعلق به سوى التساؤل باستغراب عن هوية رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق الوطني وأمين عام الحزب الاشتراكي والأمين العام المساعد لحزب الإصلاح ونائب الأمين العام في التنظيم الوحدوي الناصري.
أقصد, حينما يتحدثون عن الجنوب من خلال 80 جنوبياً نفتخر ونعتز بوجودهم في مؤتمر الحوار الوطني, فماذا عن بقية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين هم ضعفان لهؤلاء وينتمون للمؤتمر الشعبي والإصلاح والاشتراكي والناصري وبقية المكونات؟.
 وماذا عن أبناء المحافظات الجنوبية المقيمين في المحافظات الشمالية منذ عقود؟, هل سحبت منهم هويتهم الجنوبية ليقتصر تمثيل الجنوب على أعضاء مكون الحراك الجنوبي فقط؟, وماذا بشأن أبناء المحافظات الجنوبية من الفئة الصامتة التي ليست من هؤلاء أو من هؤلاء؟.
 ولن أتحدث عن رأي الطرف الآخر الشريك في الوحدة وهم أبناء الشمال, على أساس أن مايحدث من حوار هو حوار ندّي بين الشمال والجنوب، حيث يتقاسمان عضوية مؤتمر الحوار .
جميعنا عانى من الظلم والاستبداد والنهب والعبث والسلب والقمع في الشمال والجنوب، وحكومة الوفاق الوطني بما تمثله من مكونات كانت شريكة في الصراعات الماضية أعلنت اعتذارها لأبناء الجنوب وصعدة عما تعرضوا له من ظلم ولن نطالب باعتذار لكل اليمنيين واليمن كما طالب البعض, فنحن نعتذر أيضاً وإن لم يكن لنا يد فيما حدث ونحن ضحايا كشأنهم.
 علينا أن نتسامى فوق الجراحات ونتصارح ونتصالح ونتسامح ونتعايش، سواء بقينا تحت سقف دولة الوحدة ودولة اتحادية او صرنا عدة دول, ينبغي أن لا تجرح خلافاتنا السياسية والمظالم العلاقات الاجتماعية والتعامل والتعاون بيننا.
 فحتى الآن وفي الماضي والمستقبل سيبقى أبناء الشمال والجنوب إخوة في الدين والعروبة واللغة والجغرافيا ومشتركات كثيرة منها الوطن والدماء التي سالت في ثورتي سبتمبر وأكتوبر ويفترض أن لايكون هناك فجور في الخصومة والخلاف الذي هو خلاف سياسي في الأساس. 

rashadali888@gmail.com  


في الأربعاء 11 سبتمبر-أيلول 2013 01:23:34 م

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=616