التحول نحو عالم جديد
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/عبدالله سلطان
 

< الإدارة الأمريكية تعترف بعظمة لسانها أنها لم تعد قادرة على استصدار أي قرار من مجلس الأمن يخول لها القيام بإشباع طبيعتها العدوانية ضد هذا الشعب أو ذاك.. وهذا يعني أنها لم تعد تحتكر التحكم في السياسة الدولية، وتوجيهها حسب أطماعها الاستعمارية الاستبدادية الرأسمالية المتوحشة، ولم تعد قادرة على الادعاء بتمثيل المجتمع الدولي أو التحدث باسمه.. وهذه مؤشرات جداً توضح أن بداية النهاية للعالم الأحادي القطب، والبداية في ظهور عالم متعدد الأقطاب يعيد التوازن الدولي، ويحقق للعالم المستضعف الأمن والسلام والطمأنينة من توحش القطب الأوحد «الإدارة الأمريكية».

< ومن أهم عوامل ذلك إحساس وشعور الإدارة الأمريكية أن الشعب الأمريكي صار يرى في إدارته في البيت الأبيض عدم المصداقية ومضللة وتكذب وتلفق الأخبار والحكايات والقصص لتعتدي على شعوب أخرى وأنظمتها الوطنية.. إضافة إلى الوقوف العالمي ضد قيام الإدارة الأمريكية بعدوانها على سوريا وحتى حلفائها الأوروبيين تخلوا عن المشاركة في هذا العدوان، ناهيك عن الكونغرس الذي ماطل وسوّف في إعطاء رئيس الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر للعدوان على سوريا، وذلك بعد رفض البرلمان البريطاني طلب رئيس الوزراء البريطاني كاميرون للمشاركة مع الإدارة الأمريكية في العدوان على سوريا، إضافة إلى مظاهرات الشعب الأمريكي ضد العدوان على سوريا، وما شكل ذلك من ضغط حتى على الأكثر تحمساً للعدوان على سوريا مثل «ماكين» - عضو الكونغرس - والذي كان منافساً لأوباما في الانتخابات الرئاسية.

< هذا ويأتي الموقف الروسي والصيني المتصلب إلى جانب سوريا وإحباط أو إفشال العديد من قرارات مجلس الأمن باستخدام حق النقض ضدها.. وإلى جانب القوتين بقية دول بريكس «الهند ، جنوب أفريقيا، والبرازيل».

< جدية التحذيرات الروسية للإدارة الأمريكية من أي عدوان على سوريا دون مسوغ قانوني من مجلس الأمن؛ لأن ذلك سوف يكون عدواناً على سوريا وخرقاً للنظام الدولي.. ومع التحذيرات الروسية تواجدت روسيا بقواتها البحرية في شرق البحر المتوسط بشكل لم يسبق له نظير والوفاء بما أبرمته مع سوريا من صفقات السلاح دون انقطاع.

< من العوامل الأخرى وهي مهمة ثبات سوريا أمام التهديدات رئيساً، وحكومة وجيشاً، وأمناً، وشعباً، وثبات بل وتحذير وتهديد محور المقاومة من إيران إلى لبنان الوطني العربي الإسلامي ورسائلهم بأن أي عدوان على سوريا ستكون عواقبه وخيمة، وأن العدوان الأمريكي إذا بدأ بالطلقة الأولى فإنه لن يكون الذي يحدد الطلقة الأخيرة، ولن يقدر على إيقاف اتساع الحرب، منوهين أن سوريا ليست وحدها.

< هذه التحديات التي وقفت في وجه الغطرسة والكبر والعدوان الأمريكي بأن العالم لم يعد هو، وأن هناك قوى جديدة يجب أن تحتل موقعها في العام لإنتاج عالم جديد مختلف عما أرادته الإدارة الأمريكية من استبداد العالم وأمركته.

 
في الإثنين 23 سبتمبر-أيلول 2013 10:17:32 ص

تجد هذا المقال في ردفان برس
http://rdfanpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://rdfanpress.com/articles.php?id=639